Part 10

501 11 4
                                    

- عاقبيني
- أنا بالفعل أعاقبك
- أضربيني أشتميتي أفعلي أي شيء لكن لا تتجاهليني
- الان لا يعذبك سوى صمتي
- سأضع كبريائي وكل ما أملك تحت قدمكِ لكن لا تطلبين مني ان أهجر عائلتي
- أنا لا اتشارك ممتلكاتي مع أحد لتكون معي ألغي ذاتك سأفكر أنا نيابة عنك
- سأكون الرجل السيء وسأجد المبررات لخيانتي لأريح ظميري لكن لا شيء يبرر تركي لطفلَّي
- سأغرقك بالذنوب والآثام ستلوم نفسك وتشعر بالعار لكنك ستتلذذ به وتطلبه مرارا، سعادتك معي
- أمهليني بعض الوقت لأتدبر أمري وأعود إليكِ
بقي حابسا لنفسه لساعات في مكتبه يفكر بالعواقب المحتملة لقراره المتهور؛ وكيف صيرته ساحرته كالمراهق المندفع الذي يرتكب الحماقات دون أن يحتكم لعقله.
في مساء اليوم التالي دعى زوجته لتناول العشاء في الخارج كانت قد جهزت نفسها بحماس على غير عادتها فقد أربكها انعزاله الاخير وجفاءه معها وربما كانت تشتاقه بالفعل فأعتبرتها مبادرة منه لتلطيف الاجواء.
سحب لها الكرسي لتجلس وقطع لها شرائح اللحم حتى انه سكب لها الماء بنفسه ترتسم على محياه ابتسامة ودودة ونظراته مشتتة يتجنب التواصل البصري المباشر كمذنب أفتُضحَ أمره ، بعد ان انهيا وجبتهما وجدت زوجته ان الوقت مناسب لتستفهم عن أحواله
- أهناك ما يزعجك في العمل ؟ ام ان لديك مشكلة مع شخص ما يمكنك مشاركتي بها قد نجد حلا لها معا
- لا حل لمشكلتي
صمت لثوان ثم أكمل
في الواقع اريد اخباركِ بالقرار الذي اعتزمت عليه مع كوني على يقين بأني سأندم لاحقا لكني ماضٍ بتنفيذه
- و ما هو ؟
- لننفصل
رمشت عدة مرات فاغرة فمها بذهول لتسأل بعدم تصديق
- اتمازحني؟
- لا أستطيع الاخلاص لكِ بعد الان ، طيلة السنوات التي مضت لم تعتريني مثل هذه الرغبة الجنونية ، إن بقيت معكِ سيكون عقلي وقلبي معها فكرت ان أعلمتكِ عاجلا سيجنبني ذنب خيانتكِ.
مصيبة ألقاها عليها بكل برود وأوقد البراكين بداخلها كل جسدها يرتعش كورقة هزيلة تلاطمها العواصف انتحبت بمرارة
- لشهور كنت تخونني في كل مرة كنت شارد الذهن فيها وفي كل مرة فضلت فيها الانعزال وحيدا على فراشي، أتترك زوجتك وأطفالك لأجل عاهرة ألقت بنفسها عليك ؟
- أنا ألقيت بنفسي تحت قدمها
هنا أدركت خسارتها وان جميع فرصها انعدمت تماما وان خصمها يملك تأثير بالغ لا يمكن لمثلها منافسته كالمُخدَر لم يغير قراره رؤية دموعها والانكسار الذي بدت عليه خبأت وجهها بكلتا كفيها بعد دقائق من البكاء المتواصل الذي قوبل بالصمت قالت باستسلام
- لا تطلقني لا تخسر عائلتك بسبب نزوة، ستدرك خطأك لاحقا وتعود الينا لا تَخرِب بيتك.
فر رأسه بقلة حيلة وأجاب 
- لم يعد لدي عقل لتحاولي اقناعي، سأنتقل للعيش معها وسأترك لكم المنزل سأوفر احتياجاتكم وسآتي لرؤية الأطفال يوميا .
لم تنطق بشيء اخر غادرته وهي محطمة طالما حسدت نفسها على الزوج الذي لم تشك ولو لثانية انه قد يقوم بخيانتها او قد تسرقه امراة اخرى وتأخذه بعيدا عنها .
في صباح اليوم التالي تركت له رسالة كتبت فيها
لم يعد لوجودي هنا أي معنى لقد طردت من منزلي في قلبك اشك ان كنت قد سكنته اساسا ، طول المدة التي قضيتها معك لم يغير شيء من حبي واخلاصي سأذهب بأطفالي للعيش مع والدتي في القرية متى ماعاد لك رشدك ستجدني بانتظارك واحضاني لك مفتوحة؛ لا يمكن ان يكون عقلاني هذا الذي تعمله بنفسك.
أخذ يتجول في المنزل الفارغ ليهون على نفسه استياء مزاجه وتوتره ويطرد الأفكار التي تشعره بتسرعه وموقفه الحرج فوجد نفسه يكتب لمارلين انه قد نفذ أمرها والمنزل خال من أي أحد سواه لذا تستطيع زيارته متى ما تشاء، تاركا لها عنوان سكنه .

قُل مولاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن