- دفعت باب الغرفه دون أن تطرق بابها حتى لتولج إلى الداخل ، ثم وضعت كفيها على خاصرتها تصرخ بنزق : أيوة وبعدين معاكِ يا ست الحُسن ؟ لمتى ناوية تعتكفين هِنا بين جدارن هالغرفه ؟
- رمقتها الأخرى ضاحكة فقالت : يالطيف وش هالمداهمه بتالي الليل !
- دفعت ودّ الباب بطرف قدمها ليُغلق تمامًا وهي تقترب من ترف وتجلس إلى جانبها على الفراش الأرضي تسحب البطانيه من عليها وترميها بعشوائيه بعيدًا زافرة أنفاسها لتقول بتأفف : حبيبتي اي ليل تقصدين ؟ باقي ثوانِ لين تصير الساعه تسعة يعني يعتبر تو الليل بدأ
- أكملت مُعاتبه دون أن تأخذ نفسًا حتى - أساسًا كيف بتفرقين وأنتِ مرمية داخل حدود هالمساحه الضيقه ، ما أنكتمتِ ؟ كيف تحملتِ أصلًا ؟
نظرت لها بملامح تعبيريه مُضحكه : لا أبد هذي أريح مساحه على كوكب الأرض ، شكلك ما جربتي العُزله ولذّتها ، اي مكان تجلسين فيه بعيد عن البشر أكيد بيكون مُريح .
- مطت ودّ شفتيها لترمقها برفعة حاجب وعدم إعجاب : اي راحه يابنتي هذي كأبه مالها تفسير آخر
تظنين أنك ساكنه في فندق خمس نجوم ؟ ترى هذي غرفه ريفيه حتى شباكها ركيك إذا أنضرب بقوه طاح على الأرض يعني لو في قاتل مأجور ما يحتاج أكثر من ١٠ دقائق لأجل يتخلص منك بغمضة عين ولا أحد سمع ولا أحد درى عنك .
- قاطعتها ترف بأندفاع لحظي وكأنها تتأهب لسماع كلمة خطأ من أحدهم كي تتجادل معه : وليش يتخلص مني وأنا وش سويت له !
- ضربت ودّ رأسها بغيض : يا صبر أيوب حتى خرم الأبره صاير أوسع من خلقك الضيق ، يا غبيه أنا أعطيك مثال مثال .. ماهو بحقيقي بيجيك قاتل يقتلك ، وش يبي فيك أصلًا أول ما يشوف هالكأبه الذي تعيشينها بتقتلينه بدون ماتحتاجين للرصاص حتى
ماصدقت ريتاجّ يوم قالت لي أن هرموناتك غريبة الأطوار أربع أيام وأنا أحتريك في بيتنا تجين مع البنات بس كُل ما سألت عنك قالوا ترف حاليًا خارج نطاق الخدمه ، والله لو أنك بنت الوزير ماكان تدلعتي كُل هالدلع .
- سلامات ! ليه بنت الوزير وش تفرق عني ؟- كادت ودّ أن تمزق شعر رأسها من الغيض لتهتف : تحذفين كُل الكلام وتركزين على جزء معين ؟ ترف أعترفي أنتِ تدورين مشاكل ؟
- وعند أخر جمله بالتحديد أنفجرت ترف ضاحكه وكأنها بالفعل أستوعبت طاقتها الغريبه للجدال ، مستعده أن تتضارب حتى مع ذرات الهواء لتصغر عينيها وتقول ببعض الركود : والله صادقه نفسيتي وقت الدوره تخليني أنسانه لا تُطاق ، كُل هالأشهر الذي عشتها هِنا كنت أبذل كُل جهدي لأجل أسايركم بكُل مره كانت تجيني ، بس هالمره مدري وش فيني مش متحمله حتى نفسي قبل شوي تضاربت مع باب الدولاب لأنه يطلع صوت مزعج إذا فتحته او قفلته !
يوم كنا عايشين في العاصمه أهلي كانوا متعودين عليَّ وعلى نفسيتي بهالفتره ، حتى أنهم وصلوا لدرجه إذا أنعزلت بغرفتي وبابا او أَوس سألوا عني ماما تقول لهم " جاتها الحاله " مع أن هالكلمه تنرفزني لأنها تحسسني بأني مجنونه
وهم كذا يتحاشون جنوني بس أحبهم لأنهم يعطوني على جوي وعارفين أن هالشيء مو بيدي ويتركوني على راحتي .
أنت تقرأ
" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "
Mystery / Thrillerمن علم إيديك تصبح للمُهاجر بلد ؟ الشمس والليّل وأكواب المساء تحتريك وعلى مدار السنه ما ينتظرني أحد !