بعد ان هربت بسيارتها و ابتعدت مسافة كبيرة
هدئ قلبها والتقطت انفاسها ثم شربت بعضاً من الماء لتريح نفسها من شدّ الأعصاب الذي حدث من ٢٠ دقيقة .وصلت إلى البيت سالمة مُعافاة.
تطمنت على القطة "كاتي " تناولت شيئاٍ خفيفاً ثم استحمت بماء دافئ حتى تزيل أوساخ ذاك المنزل
استلقت على سريرها الزغبي ّ و المُريح حتى تُريح جسدها بعد اندفاع الأدرينالين الجنوني.ظلّت تُحدق بالسقف تحديقاً طويلاً تُفكر بعُمق مما حدث في حديقة ذاك المنزل .
من الغريب أنها تذكرت تفاصيل لم تراها من شدّة خوفها كمواصفات الرجل الذي لَحِق بها
فذاكرتها الآن استرجعت كُل شيء بعد ان أصبحت في المنطقة الأمنة .مواصفات الرجل بعد ان كانت مُبهمة بشكل كبير
استطاعت ان تتذكر بأن لديه شعراً اسوداً غليظاً و ناعماً إلى حدٍ كبير و مًسرّح !طويل ضخم البُنية العضلية يشبه في ذلك لاعبوا كرة القاعدة ,عريض المنكبين .
ملابس التي يرتديها حتماً قديمة تبدوا كانّه ارتداها دهراً و كَبُر بها ،فكان يرتدي بنطالاً بُنياً قُماشياً , قميصاً ابيضاً قُطنياً دون اكمام و اخراً قميصاً قُماشياً سُكرياً اللون لكن ممزق و سائب الازرار .
و آخراً يرتدي قناعاً!
قناع ابيض ليس له ملامح كما هو شعار المسارح الفنية الدرامية!
فتحات الأعين , انف و شفاة مُغلقة .كررت "لي لي" ذاك المشهد في ذهنها مراراً و تكراراً حتى اصابها كابوساً مطابقاً متكرراً و حتى صباح يوم التالي .
ظُهر يوم الجُمعة :
بعد استيقاظها من كابوسها المُتكرر شعرت بألم و خمول بجسدِها بسبب الجري السريع و أعراض ما بعد صدمة الجسم من حركة سريعة ذا ضغط عالي لمدة ١٢ دقيقة متواصلة .قامت بطبخ طعام الفطور المُتاخر لأنها تعشق هذه الوجبة و ليس كغيرها من الوجبات فهي تستمتع بطبخها و ترتيبها .
أعدت الشاي الذيذ ثم وضعت الطعام على المنضدة و بدأت بالأكل بكُل سعادة حتى فرغت منه .
ثم بشكلٍ صاعق تذكرت الرجل المجنون وهي تشرب الشاي
كادت ان تبصُقه لكن تداركت الأمر مُتفادية للتنظيف الاضافي .قالت في نفسِها :
لما لا اذهب إلى هناك مرّة أخرى ؟ يبدوا الأمر مُطمئناً اكثر نهاراً , هل من المُمكن ان يكون روحاً محبوسة ؟ أم انه رجل حقيقي؟ أأه يا الهي لا زال هناك الكثير من الاسئلة .
أنت تقرأ
القلب الصامت - The silence heart
Misterio / Suspensoفي مدينة " الوكارد " الساحلية المُنفصلة عن العالم تسودها نسيم البحر الهادئ و اجواء اقرب الى الخيال اكثر من الواقع مدينة مُسالمة و اهلُها مُسالمون لكن .. هناك شائعة مُرعبة تسود المدينة بين مصدقها و كاذبها و شاهِدها .. لا احد يعلم ان كانت حقيق...