كنت في مكتبي كالعادة، أرى ملفات مرضى
في عيادتي وأتطلع على حالاتهم، ولكن كان
أكثر تفكيري في ليليانا وعن حالتها...
كانت أمطار تتساقط ببطء من السماء
السوداء، تعبق أرض برائحتها العذبة، وكانت
أجواء هادئة ومريحة وشوارع خالية من
ضجيج ناس تسمع صوت مطر فقط.....
وفجأة أتت لينا تخبرني بأن حالت ليليانا
تسوء.. فذهبت مسرعا إليها، وكانت لينا خلفي
تتمتم ببعض كلمات لم أعطيها أي إهتمام
كان كل تفكيري في ليليانا وحالتها...
كانت لينا تتمنى أن لاتفيق وأن تموت لكي
تبتعد عن حبيبها أديان....
دخلنا إلى غرفتها، تعرضت لنوبة هلع ولكن
هذه مرة لم تكن كسابقيها، فقد كانت حالتها
تسوء أكثر فأكثر.. بدأ توتر يزيد الكل ينتضر
وكانت عائلتها في خارج تنتضر ماذا سوف
يحدث... هل حالتها خطيرة؟!....
مرت دقائق وحالاتها لم تستقر، بدأت دقات
قلبها تنخفض وبعض وضائفها توقفت...
لم أعرف ماذا عليا فعله، أول مرة أحس
نفسي عاجزا، ورتابني خوف بأن أفقدها...
طلبت عون من مساعديني... وكانت أمطار
تزداد غزارة...
لم أستطع إنقاذها، بدأت يداي ترتجفان
ونضرت في هلع عندما رأيت أجهزة تصدر
صوتا، بدأت أضغط على صدرها لتعود
دقات قلبها وأنا أقول في نفسي، أرجوكي
لاتذهبي هكذا، أود أن أعترف لك بحبي
وأود أن أكلمك، لاتتركيني، فأنا لازلت
اود أن أحبك أكثر.. لاتفعلي هذا بي وبي
عائلتك التي تنتضر على أمل.... كوني قوة
من أجلهم، أرجوكي لاترحلي..... 🖤
وفي لحضة فقدت أمل وتركتها وعيناي
إمتلأت بدموع التي لم أستطع تحكم فيها
🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤
إشتد صمت في تلك لحضة، وفجأ فتحت
ليليانا عيناها وعادت إلى وعيها...
لم أصدق ماذا حدث بقيت أنضر إليها
وكنت أود عناقها بشدة....
تقدمت نحوها لفحصها، حيث تلاقت أعيننا
كانت عيناها قد نضرت فضولا لمن حولها...
وعيناي... فمالها إلا أن تكون بالذي رأته
ميتة 🖤🖤🤎🤎..
فرحت كثيرا عند إستيقاضها، وفحصتها
وعاد كل شيء إلى طبيعته، حاولت تكلم
معاها ولكنها لم تنطق لانها لاتزال تحت تأثير
مخدر، فقد كانت تحرك جفون عيناها فقط
عندما كنت أسئلها، وأخبرتها بأنها تحتاج
لراحة لكي تستعيد نشاطها بعد كل ذالك الوقت
الذي كانت فيه في غيبوبة......
فحين كانت نضرات لينا إليها بغضب وكره
كما أنها كانت تتأمل أديان الذي كانت تبدو
على ملامحه حب وسعادة، فلم يزل عيناه
عن ليليانا، أما هي فقد كانت تنضر الى من
حولها وإلى عائلتها.....
مرت أيام وكانت ليليانا نستعيد عافيتها
ونشاطها ، وبدأت بكلام ونهوض،
كنت أخرجها بنفسي على كرسي متحرك
للحديقة لانها لم تستعد عافيتها كليا بعد نوم
العميق الذي كانت فيه خلال تلك المدة، حيث
انها كانت في غيبوبتها منذ 8 أشهر، لذالك لم
تتعافى جيدا...
وعندما خرجنا إلى حديقة جلست أمامها
أخاطبها، وتمنيت في تلك لحضة أن أخبرها
بأني غرقت في حبها، ولكن لم يكن وقت مناسبا لذالك، فهي لم تتعرف عليا إلا بأنني
طبيب مسؤول عنها وعن حالتها صحية..
كانت كلماتها ساحرة مثلها، نضرت لي
مستغربة من تأملي بيها.. وقالت لي إلى ما
تنضر أيها طبيب، صمت للحضة وقلت إسمي
أديان، يمكن منداتي بإسمي كيفما تشائين..
ردت عليا قائلتا وهي تبتسم لم تجبني على
سؤالي، إلى ما كنت تنضر؟! ♡..
ضحكت وأجبتها إلى عينيك.......
فلون البن في عينيكي أجمل بكثير من ذالك
الأزرق الذي يسرق أنضارهم.. 🤍🤍
إحمرت وجنتاها خجلا وتبسمت، كانت إبتسامتها ساحرة مثلها تماما 🩶🩶
إستمر حدوثنا بعض الوقت، ثم أخبرتها
بأن حالتها تتحسن في أقرب وقت..
ردت قائلتا إذن سوف أخرج من هذه العيادة
صمت لحضتها، وبدأت أفكر بأني لن ألقاها
مجددا، وأني لن أتمكن من رأيتها....
شعرت بحزن حينها كأني لا أود أن تغادر أبدا
وأن تبقى تحت أنضاري.....
كنت شارد الذهن حينها حتى سمعتها تنادي
بإسمي.. أيها طبيب أديان هل أنت بخير
تبدو شاردا.. أحسست بشعور لايصف
تسارعت دقات قلبي عند نطقها بإسمي
اول مرة أحسن أن إسمي مميز.. فرحت
كثيرا، وأخبرتها أن تناديني دائما بإسمي 🩶
🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶
أعدتها إلى غفرتها، ولكن كانت تبدو حزينة
سألتها ماذا غير إبتسامتك فجأ، هل أنتي
بخير... قالت لا يوجد شيء فقط إشتقت
إلى منزلي... أخبرتها بأنها سوف تعود الى
منزلها عند شفائها كليا...... 🖤
🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶🩶
كنت ألاحض دائما بأن ليليانا تخفي شيئا
داخلها مايجعل عيناها مليئة بالحزن، لم أفهم
سبب ذالك، كنت أعالجها وأسئلها عما يحزنها
وكانت إما تلتزم صمت، أو تقول لاشيء...
ربما هذا بسبب حادثة وصدمة التي تعرضت
لها ماجعل حالتها تبقى هكذا...
كانت غامضة في كل شيء، مازاد إهتمامي
بيها أكثر فأكثر وزاد تعلقي بيها أيضا، لم
أعرف ماذا يحل بي عند رؤيتها، كأنها
تصوبني بشلل، كم أنها ساحرة. اود أن أغوص
في بحر عيناها حتى أصل إلى أعماق ولا أود
أن يساعدني أحدا في نجات منها....
غموضها يجذبني أكثر، فهي مثل صندوق
أسود خارجه ملفت للإنتباه وداخله غامض
مليأ بأسرار، كأنها لغز يصعب حله...
ياترى ماذا يوجد داخل هذا صندوق أسود؟ 🖤
