جثة فنية في المنزل

65 29 18
                                    

احداث هذه الرواية نصفها حقيقي ونصفها من خيالي...و بما أنني لم أعد افرق بين الحقيقة والخيال سأكتب كل الاحداث

تحذير:
ان
كنت
لست
جاهز
للصدمات
فلا
تقرأ
هذه
الرواية

رسالة ذلك الوغد:
هذه رسالة لمن تسبب لي بحزن بليغ في قلبي ...ربما لا يعلم بوجودي اصلن ....اشكرك اشكرك كثيرا لانه بفضل الرسائل التي اكتبها كل يوم لك في دفتري الخاص...جعلت مني بارعة في الكتابة والاهم من ذلك ...جعلتني كاتبة يا وغد!









ماري

موسيقى ؛ رسم ؛ تأليف كتب هذا ما ينقص ليكتمل هذا اليوم الجميل
فُتح الباب بعنف ...من قبل امي
امي:"ماري ! هل اتصلت بوالدك مثل ما اخبرتك قبل قليل"
اجبت:".لا ...اوه امي لا داعي لقلك المفرط هذا انه كبير بما فيه الكفاية!"
امي:"انا قلقة عليه جدا ..لقد تأخر كثيرا..هل يتعمد فعل ذلك بسبب خصومتنا اليوم"
_اجل يا امي لا شك في ذلك ..ارتاحيي
امي:"هيا اتصلي به كي ارتاح اكثر"
_اففف حسنا ان كان ذلك سيدعك تخرجين من غرفتي!
« صوت الهاتف»
_"انه لا يرد ! ارتحت الان!"
قالت بنبرة قلقة:" ارتحت؟ انا اكثر قلقا الان"
قلت بعدم مبالاة:" هل بامكانك ان تقلقي خارج غرفتي؟"
بدأت امي بالمعاتبة:" كيف لا تقلقين على والدك ..منذ متى اصبح قلبك قاسي هكذا يا ماريي...."
و وضعت سماعات و اكملت الاستماع للموسيقى...لكي لا استمع للكلام الذي لا تكف على اعادته يوميا دون ملل

بعد ثلاثة ايام:

عدت من الجامعة في الخامسة مساءا ....
انا ادرس في جامعة كلية الطب الاسنان منذ عامين و هذا يجعلني في العشربن من عمري..كنت اود الالتحاق بكلية الفنون..لكن ليس نحن من نقرر مسار حياتنا..بل والدينا !...
توجهت للصالون .. وجدت امي تبكي
ذهبتُ مسرعة اليها
_"امي ماذا هناك ...هل هناك اخبار جديدة عن ابي؟"
امي بشهقة:"لاشيء لقد اتصلت بالشرطة و ابلغتهم عن اختفاء والدك ..قالو انهم سيفعلون كل ما بوسعهم"
_" حسنا لا تقلقي سيجدونه يا امي"
امي:" ارجوك عزيزتي لست بحالة جيدة..أيمكنك تنظيف المنزل"
_"امممم حسنا"
امي اضافت:" نظفي كذلك القبو لم انظفه منذ ايام"
_"حسنا ... القبو هو المكان الافضل في المنزل"
توجهت لغرفتي في الطابق العلوي .. كانت بحالة مروعة بمعنى الكلمة .. بقع الالوان بسبب الرسم ..اوراق في كل مكان...ديكور جميل للغرفة
توجهت للمرآة لأرى كيف كنت ابدو للناس في الخارج اظن ان معظم الاشخاص لديهم هذه العادة....توجهت اامرآة ..عينان عسليتان ..شعر اصفر ..بشرة بيضاء...فم مكتنز ..مثالي ..كم اعشق نفسي...حبي لنفسي جعلني لا احب اي شخص..قلبي البارد الذي يراه الجميع عيبا انا اراه نعمة تروقني
لا اذكر انني مررت بتجربة عاطفية جعلتني بهذا البرود ... انا حتى لم ادخل في أي علاقة عاطفية اصلن.....
جهزت الدلو لأبدأ بالتنظيف...اردت البدأ بالقبو .. فعندما قلت انه المكان الافضل في هذا المنزل لم اكن امزح...الظلام .. و الهدوء يساعدانني في التخيل...فبينما الاطفال كانو يلعبون في الخارج مع بعضهم البعض ..كنت انا العب في القبو .. اتخيل سيناريوهات ... وهذا ما جعلني مصابة بمتلازمة جوسكا ... الجميع يقولون انها مرض نفسي...لكنه يروق لي كثيرا....هذه المتلازمة تجعلني اهرب من الواقع القاسي..الحياة التافهة... توجهت للقبو ..لم أزره من مدة طويلة بسبب انشغالي بالاختبارات ... فتحت الباب كانت الرائحة مريعة جدا جدا صحيح اننا ننظفه مرة في الاسبوع لكن الرائحة مريعة جدا.... كلما اتقدم تزداد سوءا .. مهلا لحظة! هناك كرسي في وسط القبو ... لا استطيع الرؤية جيدا
اقترب اكثر و اكثر ... اطلقت صرخة مدوية ... صرخة كادت تقطع احبالي الصوتية كان في ذلك الكرسي جثة! جثة مربوطة بحبل. منزوعة العينين.... مقطوعة اللسان فكها مقسوم و مخيط من الجانبين فمه يشبه نفق ... هذه الجثة تعود لرجل... لقد كانت جثة فنية بمعنى الكلمة!... اشعلت الانوار .... لأطلق صرخة ..صرخة اقوى بكثير هذه المرة احسست بتمزق احد احبالي الصوتية ... هل هذه الجثة لوالدي؟!!! لا ماري انت تحلمين ماري ستستيقظين قريبا ..اغمضت عيناي ..بدأت بالصراخ هيا استيقظي استيقظي ... شعرت بدوار و لا شيء سوى السواد
فتحت عيناي بصعوبة كنت فوق السرير ..سريري الخاص .. اللعنة حلقي يؤلمني صوتي متحشرج .. لدي صداع في رأسي
لا اتذكر اي شيء! مهلا لقد تذكرت اطلقت زفيرا ..الحمد لله انه كان مجرد كابوس الحمد لله
هل كان حقا كابوس ؟ نزلت في الدرج كانت هناك ضجة كأن هناك اشخاص يتكلمون... نساء .. ذهبت اولا لغرفة امي .. بم اجدها هناك .. قررت التوجه لمكان تلك الضجة والدمدمات .... فتحت باب الصالون ببطئ كانت هناك امي تبكي بشدة و بصمت بشهقات مكتومة و امرأة تربت على اكتافها... حالما انتبهت إلي تلك المرأة هرولت إلي مسرعة!
« اوه ماري حمدا لله انك بخير عزيزتي لقد اقلقتنا»
قلت لها باستغراب:« من انت؟ وماذا هناك»
قالت:« اوه اذن لا انت لا تتذكرين شيئا حسنا سأذهب لأدعك تتكلمين مع والدتك ثم اعود »
ثم غادرت الصالة
توجهت لأمي وهي لا تزال تبكي بشهقات مكتومة
قلت:« امي ما الذي يحصل؟»
انا الان خائفة من الجواب لا اود ام يكون ما افكر فيه
نظرت الي و اطلقت شهقة بصوت مرتفعع :« ماري! لم يبقى لنا احد يا ماري لم يبقى لنا سوى بعضنا»
قلت لها بخوف:« ماذا تقولين؟ ما الذي حدث؟!»
بدأت امي بالبكاء والصراخ:« والدك ذهب للأبد يا ماري رحل من هذا العالم رحل وتركنا بمفردنا»
قلت بتلعثم« هل...ه ..هل»
قاطعتني امي:« مات يا ماري مات والدك»
لا صوت لا صورة لا شيء انا لا ارى اي شيء لا اسمع اي صوت لا افكر ... كان كل ذلك حقيقة وليس مجرد كابوس لعين من كوابيسي كانت تلك الجثة الفنية التي في القبو حقيقة كان حقا لأبي!
دخلت تلك المرأة الغريبة بدأت بتهدئتي لقد خرجت على السيطرة احطم كل ما يوجد. امامي اصرخ ابكي!!!!
ادخلت تلك المرأة في فمي دواء ارغمتني على ابتلاعه احس بالخمول اظنه كان مهدئ ... قلت بخمول:« اود الذهاب للجنازة!»
قالت تلك المرأة:« ماري لقد فقدت الوعي لمدة اسبوع وهذا يعني ان الجنازة قد تمت بالفعل »
اللعنة لو لم اتعاطى هذا المهدئ لكنت ادخلت ذلك السكين الذي بجواري في بطنها السمينة

حب بطعم الدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن