جزء من الحقيقة

8 2 0
                                    

دانيال
الان الان ساخط! ساخط على يوسف بشدة ..
تملكني ذلك الخوف.. خوف ان لا ارى ماري مجددا
وبسبب من؟ بسبب اخي المختل!
عندما رأيتها مكبلة الايدي و الارجل في الكرسي و بجانبها طاولة تحتوي على كل انواع اسلحة التعذيب
احسست بغضب بخوف ..عرفت ان اشد من الخوف من الموت هو الخوف من فراق الاحبة
بعد ذلك المنظر قررت اخذ اخي للسجن لا محالة .... اخذت ماري الى البيت وطمأنتها انها ستكون بخير ما دمت انا معها
ماري:«دانيال ..كيف وجدتني؟»
قلت:« اخبرتك عندما اتيت للمنزل صباحا انني سأعود بعدها...و عندما عدت صادفتك وانت خارجة من المنزل بسرعة .... اتصلت بك مرات عديدة ولم تجيبي لذلك قررت تتبع خطاك»
ماري:« لو لم تكن موجود ... ل ...ل»
قمت بوضع سبابتي على شفاهها وقلت:« لا تقوليها!»
اقتربت ماري مني وقالت:« دانيال...اظن علينا ان نبتعد على بعضنا..لقد خفت كثيرا اليوم»
قلت:«هل بسبب امتلاكي لأخ مختل عقليا سنبتعد عن بعضنا! هل تودين ان ابتعد عنك بعد ام حصلت عليك اخيرا! ..ارجوك ماري! لقد بدأنا البارحة!»
قالت:« دانيال انا اقدر حبك لي لكن...»
قاطعتها ..ضممت يديها وقلت:« ماري ..لا يمكنني! انا اعشقك ! بل مهووس بك! و هذا ليس مجرد اعجاب بل هوس !أعترف لك اليوم أني ما عدت أرى في الوجود كله غيرك أني لا أسمع صوت في دنياي غير صوتك أعترف بأنه إن خيروني بين حياتي و بينك سأختار أن أحيا و لكن بنبضك أن أحيا و القلب قلبك أحبك. أنا أعلن أنني أحبك ومتيم بك ولا أنوي الرجوع عن ذلك أبدًا ما حييت حتى ينتهي عمري
أحببتك حتى الحبّ توقّف عند عينيك، أحببتك حتى نطقت كلّ قطرة من دمي بأنّي أعشقك، أحببتك حتى ذرفت العين دموع الخوف إذا فكّرت في بعدك، أحببتك حتّى نسيت، كلّ حياتي وأصبحت أنت حياتي. أحبك، حين تكون الشوارع مغسولةٌ بدموع المطر وحين تصير بلون النحاس ثياب الشجر»
توقفت ماري عن الكلام وقالت:« دانيال انا احبك كذلك! لكنني خائفة .. اخاك المجنون كاد يقتلني .. وربما هو من قتل ابي !»
قلت بصدمة:« ماذا!»
قالت:« لا اعام اشعر انه من فعلها! الى ترى تشابه الاسلوب! نزع العين .. نزع اللسان! أليس هذا اسلوب اخاك؟ ربما هو من فعل ذلك بأبي!»
قلت:« لا ... لا ..مستحيل! »
قالت :« وربما ممكن!»
قلت:« اخي يقتل يعذب النساء التي اعجبته بتلك الطريقة و والدك رجل .. لا اظن ذلك!»
قالت:« صدقني ان كان له علاقة بالموضوع سأقتله! »
قلت:« ماري ما هذا الكلام لقد فقدت صوابك من احداث اليوم»
ثم اضفت:« لا تقلقي لن ادع اخي يفلت بما فعله اليوم »
قامت بتقبيلي في خدي دون سابق انذار و قالت:« من الحيد انك موجود!»
احمرت خداها. وصعدت لغرفتها بسرعة ناديتها لكنها لم تستجب لي
اه يا ماري ! اه يا فتاة ماذا فعلتِ بي
كم أحبها.. وكم أعشقها.. وكم أنا مُتيم بها.. في بعدها القلبُ عليلٌ.. وفي قربها شفاءٌ
خرجت من المنزل صادفت تلك الفتاة التي كانت مع ماري في المقهى ... المدعوة كاثي على ما اظن!
حينما رأتني جاءت راكضة
قالت:« مرحبا سيد دانيال »
قلت مرحبا و هممت للذهاب
قالت:« توقف!»
استدرت باستغراب وقلت:« ماذا؟»
قالت:« هيا .. انزع ذلك القناع عم وجهك يا دانيال »
قلت:« ماذا تقصدين ..لدي عمل وليس لدي وقت!»
قالت:« انت لا تحب ماري!»
قلت:« هل انت الان ستخبرينني ان كنت احبها ام لا؟»
بدأت باللعب بشعرها وقالت:« اخبرني بصراحة ! ما الذي اعجبك في معقدة من الحب! مختلة عقليا! شاب بوسامتك ترك جميع النساء الجميلات ..احم احم مثلي ..و ذهب عند فتاة ميؤوسة الحال! بالطبع هذا عنده سبب»
قلت:« اولا السبب واضح و هو الحب! ثانيا انا لا ارى في ماري اي جنون و اي عيب فالمحب يرى عيوب الحبيب مزايا و اخيرا هل ماري صديقتك؟»
قالت:« اجل بالطبع اعرفها منذ الطفولة اعرف كل شيء عنها»
قلت:« مسكينة ماري! تظن انها محتطة بصديقة لكنه محاطة بأفعى منذ زمن بعيد! تخالك صديقتها و انت ماذا تفعلين ! تنعتينها بالمختلة؟ تحاولين اغراء حبيبها ... مقرفة!»
بدأت تتكلم بتلعثم لم اكن اود اكمال سماع حديثها لذلك انهيت الحوار وقلت:« ان كانت ماري مجنونة و معقدة فأنا اعشق تجنونها وتعقيدها»
اكملت طريقي ... استدرت في اخر لحظة وقلت:« بالمناسبة! انت بشعة!»
اكملت طريقي و توجهت للمخفر حيث اخذت اخي الى هناك!
دخلت للمخفر...وجدت محامي عائلتنا و ووالدي شخصيا هناك!
تقدم ابي و قام بصفعي!
ابي:«كم اخبرتك من مرة ان لا تحاول ابدا العبث مع اخيك!»
قلت:« سكت عن جرائمه طوال تلك السنين ! لكن لن اسكت عند عبثه في من احب!»
قال:« هل اذى ساندي ؟»
قلت:«فتاة اخرى انقذتها في اخر لحظة ! كما ان لم تعد لي علاقة بساندي تلك!»
قال:« تزج اخاك في السجن من اجل امرأة ! مجرد نزوة عابرة! »
قلت:« ليست نزوة !انا مهووس بها!»
قال:«ان لم تتأذى فلما جلبته للمخفر صلن!»
قلت:« بربك ابي ! هل انا العاقل الوحيد في هذه العائلة! ليتك انت الذي مت وليس امي ! على الاقل امي عاقلة !»
قام بصفعي وقال:« انا افعل مل هذا ليوسف اصلن تطبيقا لوصية امك!»
قلت:« كلن عليها ان تكتب" احمي العالم من يوسف"و ليس " احمي يوسف ولا تدع شيء يصيبه"»
«كلكم مجانين كلكم!»
قال ابي:« بعدما اخرج لخاك من هذا المكان اريد....»
قلت:« لن تخرجه! »
اكمل كلامه:« بعدما اخرج اخاك من هذا المكان سوف تعرفني على تلك الفتاة! افهمت»
قلت:« لماذا؟»
اجاب:« علي ان اتعرف على الفتاة التي جعلتك تسخط على اخاك لهذه الدرة و في نفس الوقت اطباق فمها كي لا تتكلم عن اي شي، حدث اليوم!»
قلت:« لن تتكلم معها بأي شيء»
اجاب:« اذن انت من ستتكلم معها والا سأجعلهم يقومون بطردك من هذا العمل بل من هذا البلد!»
قلت بحزن:« لطالما احببتَ يوسف اكثر مني رغم انني ابنك الحقيقي»
التزم الي الصمت قم قال بعد صمت طويل:« عندما وُلدت انت ... اقمت عرسا بل حفلا كبيرا ...لا زلت اتذكر دموع والدتك من الفرحة عندما علمت ان في بطنها روح .. بعد ولادتك .. و معرفة يوسف انه متبنى ..كان خائفا جدا.. خائفا من ان يتم اهماله بعدما رُزقنا بك ... لم افرق بينكما يوما ... حرصت على تقديم ليوسف كل الحب كي لا يشعر بالنقص!»
قاطعته:« قدمت له كامل الحب فلم يبقى بجعبتك حب لي»
اكمل والدي كلامه:« دانيال .. انا لا افرق بيتكما الدا .. احاول فقط حماية يوسف منك!»
قلت:« تحميه مني؟ لو عملت على حماية العالم من يوسف لكان افضل ..انا اقوم بعملي كمحقق وحسب!»
ابي:« لا تنسى ان يوسف وصل لهذه الحال لأن والدتك احتضَرت امامه!»
قلت:« اجل لكن كان بإمكانه ان توقفه قبل ان ينكور الامر لهذه الدرجة»
نظر الي ببرود وقال:« دعخ يفعل ما يشاء!»
خرجت من المكان و توجهت لعند ماري
اخبرتها ان ليس بامكاني فعل شيء مادام ابي يقف بجانب اخي و رويت لها طفولة اخي و حياته منذ ولد الى هذا اليوم
ماري:« لا بأس يا دانيال ... اخوك معتل نفسي يأغفر له ... فرؤيته لوالدته وهي تموت امامع امر صعب»
قلت:« شكرا يا ماري لتفهمك ... و اسف لأنني لم استطع ادخاله السجن»
قالت:« لا بأس بالنهاية هو اخاك و لا اود ان اكون حاجز بينك وبين اخاك»
قلت:«ا تعلمين ان رغم اعمال اخي الدنيئة الا ان معزته كبيرة في قلبي»
ماري:« بالطبع فهو اخاك الكبير»
انتهى كلامي مع ماري بعناق قبل ان اذهب قلت:« ماري ... اود تعريفك لعائلتي»
قالت:« بهذه السرعة!»
قلت:« اجل ..ان كنت تودين!»
ماري:« هل ربما السبب حول هذه السرعة هو كي يتفادى فرد اخر من عائلتك قتلي؟»
بدأت بالضحك :« لا تقلقي لم يتجرأ احد اخر بالمساس بك»
ابتسمت ثم قلت:«اذن؟ غدا؟»
قالت:« اممم لا استطيع ..غدا سأحتفل مع امي بعيد ميلادي »
قلت:« غدا عيد ميلادك؟ ماري لما لم تخبرينني؟»
قالت:« و لما اخبرك .. اكره اعياد الميلاد!»
قلت:« ما رأيك غدا ان اقيم لك انا الحفلة و تحضرين امك و تتعرف عائلتك الى عائلتي»
قالت:« تروق لي الفكرة! لم ستكون فرصة كي تتعرف علئلتك لعائلتي!»
قلت:«رائع! هيا اراك غدا!»
ذهبت لللمنزل... دخلت لغرفتي ...وجدت يوسف فيها !
_« اخرج من غرفتي»
توجه يوسف لعندي و بدأ بمحاولة معانقتي
ازحت يديه و قلت:« توقف عن سخافتك و ابتعد عني!»
يوسف:« هيا اخي ... تعرف انه لا استطيع العيش وانت غاضب مني»
قلت:« مت اذن!»
يوسف:« اخي هيا سامحني ...»
قلت:« سوف تقوم بطلب السماح منها»
قال:« مستحيل!»
_« اذن اخرج من غرفتي»
يوسف:« ااه يا اخي الغبي ناذا فعلت بك هذه الفتاة لتغضب من اخيك الوسيم !»
يوسف:« حسنا.. حسنا سأفعل ما توده!»
قلت:« جيد ..ستزول ذرة من غضبي عليك اذن! اخرج الان اود العمل في مكتبي!»
قال:« اين تعرفت عليها؟»
قلت:« لا شأن لك!»
قال:« هيااا اخبرني»
قلت:« الضحية التي استلمت قضيتها هو والدها و وا خرج لانه علي حل تلك القضية الان!»
قال:«  ماذا! »
قلت:« لماذا تفاجأت؟»
قال:« هل يمكنك ان تريني صور والدها يا اخي!»
قلت:« يوسف ارجوك ... لا تقل انك متورط بهذه القضية!»
اجاب:« لا اعلم يا اخي لكنني اشعر انني لدي علاقة بهذه القضية»
قلت:« ناولني هذا الشك منذ البداية .. اخبرتني ماري بهذا. لكنني انكرت! انكرت لأنه ان كنت انت الفاعل سأخسرها للأبد»
قال:« اخي توقف عن رومنسيتك الزائدة و ارني الصور»
قلت:« اللعنة عليك ايها السافل!لن اسامحك ان كنت الفاعل!»
قال:« انت اخي و يجب عليك مسامحتي»
قلت:« تعال معي لمكتبي في العدلية الان!»
توجهت انا واخي للمكتب بحثت عن ملف قضية اندرو لاستر
بعدما وجهته اخرجت الصور من الملف و ٱريت له صور الضحية اندرو قبل وبعد اغتياله
امعن يوسف النظر في الصورة الاولى بعينين مركزتين ثم انتقل بنظره للصورة الثانية
يوسف:« لا اعلم يا دانيال اشعر انني رأيته!»
قلت:« ركز يا اخي ! ركز!»
قال:« انتظر ! هل كان يوم وفاته يوممم....»
ارجوك يا اخي لا ! لا تكن انت الفاعل ! ارجوك
يوسف:« هل كان وفاته يوم الاربعاء!»
ضربت المكتب بيدي :« اللعنة!»
قال:« اجل .. عرفت انني رأيت ذلك المنزل سابقا!»
بدأت بالصراخ:« لما ! لماذا يا اخي!!»
اضفت:« ماذا سأفعل الان لماذا تضعني بهذه المواقف!»
قال:« سأخبر ابي ان يغير قضيتك! اما عن حبيبتك التي تعشقها فلا تخبرها بالامر!»
قلت:« اللعنة عليك»
قال ببرود:« شكرا!»
قلت:« ستخبرني كل شيء الان!»
يوسف:« انظر كما أتذكر يوم الثلاثاء كنت في البار
فجأة اتت لي فتاة ..صدقني انني لا اتذكر ملامحها!»
قلت:« اكمل سنعود لهءه التفصيلة بعد قليل!»
اكمل يوسف:« تبادلت معها في البداية اطراف الحديث ... تكلمت كثيرا ..ربما اخبرتها انا قاتل متسلسل و الى غير ذلك..سألتني ان كنتُ اود قتل شخص ما ..اظنني اجبتها بالموافقة! »
قلت:« ثم قتلته!»
قال ببرود:« اجل!»
قلت:« و لكن كيف  وضعته في قبو المنزل»
قال:« اخبرتني تلك الفتاة انها عندما تجد المنزل خاليا عند الساعة الثامنة حتى الساعة الخامسة مساءا على ما اظن ! دخلت للمنزل ووجدته مكبلا هناك و شؤيط لتسق على فمه... كان باب البيت مفتوحا فقمت بذلك بسهولة مطلقة»
قلت:«  حاول من تلك التي  ارسلتك  ارجوك»
قال :« اخبرتك انني كنت مخمورا لا اتذكر اي تفصيلة عنها...»
قلت:« اعطني اسم البار الان»
قال:« اترك هذه القضية يا اخي ! كما انني استمتعت بقتله كثييييراااا »
قلت:« اللعنة عليك ..اذهب للجحيم!»
ذهبت للمنزل .. لا استطيع التفكير عقلي مشوش لن اسمح لأي احد ان يبعدتي عن ماري. سأفعل المستحيل كي امنع هذاك
توجهت للمنزل وبدأت افكر بشكل ايجابي! غدا عيد ميلاد مهجة قلبي

حب بطعم الدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن