خمسة:

1.7K 79 92
                                    










جلس مشعل جنب أمه وبعتاب خفيف وهو يبوس يدها: يمه .. ليتك سلمتي عليه على الأقل

طالعت فيه باستنكار، كأنه يقولها افعلي ذنب عظيم: انت وشفيك يا ولد .. ما تفهم الكلام؟ .. قلت مابيه في بيتي وجبتوه ورضينا باللي كتبه الله .. والحين باقي تبيني أداري خاطره !

تنهد وارتخت ملامحه باليأس، عارف انها صعبة المراس، حتى لو ان قلبها طيب وكبير..

الجد طالع في ولده وأشر له يروح، ورجع نظراته على زوجته، ولو إنه يرحم حفيده اللي اغترب عنهم لسنين، إلا إنه يرحمها أكثر منه، ويتفهّمها وعاذرها ..

طالع بالفراغ وسحب نفس طويل وهو يمسك عصاه، يمكن مرور الوقت، يعالج الجروح القديمة .. وقتها .. وقتها راح يتغير كل شيء، للأفضل



____________

7:53 مساءً

فرش الطراحة اللي جابها له عساف، اللي بالمناسبة ما يدري وينه، جاب له أغراض النظافة الشخصية وطراحة ووسادتين وبطانية خفيفة، وراح ومن العصر ما عاد رجع

توقع إنه راح مع المدعو "تركي"، جلس وسحب البطانية على رجوله ثم مسح وجهه بتعب، يشكر عساف اللي جاب له سناكات مع الاغراض، من فطاير وشبسات وبساكيت .. الخ

لأنه سد جوعه فيهم، ومستحيل ينزل تحت ويقابل هذيك المرأة، لو يموت جوع ما راح وشاركها نفس الغرفة، او نفس الوجبة، ولا يدري .. كيف راح يقضي باقي أيامه في هذا الاختناق والجو المشحون

انسدح على جنبه اليمين، واللمبات مقفلة والتكييف السبلت ماله أي صوت عدى انه يشعر بالهواء البارد وهو يمر على شعره المبلول من وراء ..

طالع في الفراغ المظلم، ورجع غمض عيونه، وكما العادة، من سنين، تمنى ذات الأمنية، يا ليت ينام .. وما يصحى




" ياااا تركي تعال والا قسما بالله لا اتوطى في بطن خالك ذا الكلب"

طنشه تركي اللي كان يقرأ كتاب ووصل عند نقطة مهمة، كان يبحث عنها ومهتم فيها، وهي معلومة عن احدى الحضارات القديمة

عساف اللي عيونه حمراء من قلة النوم ومع ذلك ما يبي يفوّت السهر بالاستراحة مع اصدقائه هو وتركي

صرخ بانفعال: لااا تقعد تصيّح وتتشكى له كأنك بزر .. أنا العب معك تفاهم معي انا يا بكاايه

صديقهم "عادل": ا.. الله ياخذ ذا الوجه !! غشااش  ونصاب ولك عين تجادل

عساف ببراءة: وين الغش ها .. لعبي نظيف !

يا عمري اللي ضاع نهب وغبينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن