تحذير:
مشاهد عنف، دم.
اللي ما يقدر يقرأ يتخطى لين جزئية 10:34 ص
______
كانت ليلة غريبة، مرت على أكثرهم بنوم ثقيل،
الا ثلاثة،
أحدهم اعتاد الأرق، وصوت تفكيره كان أعلى من انه يقدر يتجاهل وينام،
والثاني زارته طيوف اشخاص غالين رحلوا من سنوات طويلة لكنه لازال يحنّ لهم وتاكله نار الاشتياق كل يوم وليلة،
أما الثالث، كان يتقلب بين الحيرة، والذكريات، والندم، وتأنيب الضمير
في مكان آخر،
وقت متأخر من الليل،
ابو عمر جالس على كرسي حديدي، ببجامته ووجهه مخطط بآثار النوم،
يطالع في اللي يصير قدامه بملل،
في مستودع قديم مظلم، رائحته تفوح بالصدأ ومياه المجاري
تتمشى خطواته البطيئة مستمتع بخوفهم اللي يبان من رجفة اجسادهم
افواههم مغطاة بلصق قوي، ويدينهم مكبلة وراء ظهورهم، وجالسين في حوض حديد واسع وضخم،
رؤوسهم منحنية للأسفل ويطالعون بالفئران الصغيرة والوزغ (الوزغ:بعرصي، برص، ضاطور) اللي يتمشى حولهم و على اجسادهم
اللي واقف تكلم: ارسلتكم بمهمة مافيه أسهل منها .. ورجعتوا وايدينكم فاضية .. تتوقعون فيه عقوبة أرحم من هذي ؟
ابو عمر طالع في اولاد اخته بوجه خالي من المشاعر، وهم يحركون رؤوسهم يمنة ويسرةً بمعنى لا
ثم رجع نظراته للشخص اللي واقف وفي يده بندقية صيد "ساكتون"
( الساكتون بندقية هوائية للصيد ورصاصها صغير وليست بقوة بنادق القتال الاخرى وضربتها غالبا ليست قاتلة الا اذا كانت بمنطقة خطيرة)
اللي واقف طالع في ابو عمر وابتسم: وش رايك انت؟
تنهد وقال: حمد .. اترك عنك اللعب، خلص من شغلك وخلنا نطلع
التفت لقدام، وحط البندقية بمكانها الصحيح قبل يصوب ويطلق
ارتجفوا الثنين من صوتها القريب، ومن الدم اللي تناثر عليهم،
فتح حسام عيونه وكان بيستفرغ لما شاف فأر متقطع ومتناثر لقطع
اصدر انين وهو يتحرك بمكانه ويشعر بمعدته تتقلب
حسن حاول يوصل له بيده عشان يربت عليه، وهو الاخر يطالع بصمت ويرفع نظراته لحمد اللي واقف ويبتسم
أنت تقرأ
يا عمري اللي ضاع نهب وغبينة
Romance"يعتقد الإنسان أنه بخير، حتى يعبر من خلاله موقف ما، يصطدم بذكرياته المدفونة، يحفرها، ينهش عقله، ويعيده من جديدٍ إلى القاع، حيث كان في يوم ما، منكبا على وجهه ويلهث للنجدة." ( رواية عائلية، سعودية عاميّة). جميع الحقوق محفوظة.
