"ابو عمر .. احنا اتفقنا على شيء، وانت اخلفته"جلس على الكرسي، انفاسه الضحلة هدأت، وثبت الجوال في يده أكثر قبل يرد
"ما أخلفت شيء، ولدك بنفسه طلع من بيتي وراح معهم"وضح الغضب في نبرته
"وليه تسمح له ؟!كيف عرفوا انه بالرياض وانت قلت لهم انه سافر معي ؟!"نزلت نظراته للارض، يفكر، قبل يقول
"لا تسألني .. ما أدري عن شيء، أنا تعبت أغطي على أخطاءك عشان تحفظ السر الوحيد اللي بيني وبينك"ضحكة خبيثة، سبقت كلامه
"بعرف إذا تعبت فعلا .. في اللحظة اللي أسلم شريط ينهيك وينهي حريتك في آخر عمرك"توتر، وأبعد ياقة بيجامته عن رقبته
"اسمع .. فهمني وش تبي .. بكل اختصار، وبسويه .. لكن اذا اعترض ولدك فهذا ذنبه مو ذنبي"انفعل مرة أخرى
"وش أبي ؟!! انت عارف اللي أبيه، وحرصت عليك من البداية انه ما يطلع من بيتك ولا دقيقة ولا حتى يشم هواء ! وتخليه يطلع وفوقها يروح عند اهل ذيك ال....."تنهد أبو عمر وغمض عيونه، يتذكر عيونها الجاحظة وصوت شهقة آخر أنفاسها
أما الآخر كمل كلامه بعد صمت
"خذه منهم لو بالغصب ! واحبسه لا اسمع عنه أي شيء خله يختفي من وجه الأرض ! "ابو عمر قال
"طيب .. نشوف وش اخرتها معك انت وذا العلّة"مرّ أسبوع كامل، من آخر مرة شاف عناد فيها، بعد ذيك المشكلة اللي صارت بينه وبين تركي
سكن في غرفته اللي جهزت من ثلاثة أيام، وما عاد شافه أبدا، وجباته الرئيسية ياخذها مشعل له وياكلون مع بعض
"عساااااااااف !!"
فزّ من الصرخة والتفت لمصدرها، تركي اللي كان واقف فوق رأسه
ونطق بضيق: وجعاااه يا المتخلف فجرت أذني
تركي جلس جنبه عالسرير وتكلم: شفيك ما نزلت تتغدى
سحب نفس طويل قبل يقول بملل: مالي شفّ (ما يشتهي)
عدل جلسته وقال: ترا خالي متعب بيجي بعد شوي
عساف طالع فيه: صدق ؟ ما قالي
رفع اكتافه: اظن حتى جداني ماقالهم يمكن يبيها مفاجأة
تكلم عساف: ايه حركاته .. بس ما قال الا لك؟ انت اكبر نمام
تركي عقد حواجبه: على تراب ما علمت احد غيرك
أنت تقرأ
يا عمري اللي ضاع نهب وغبينة
Romance"يعتقد الإنسان أنه بخير، حتى يعبر من خلاله موقف ما، يصطدم بذكرياته المدفونة، يحفرها، ينهش عقله، ويعيده من جديدٍ إلى القاع، حيث كان في يوم ما، منكبا على وجهه ويلهث للنجدة." ( رواية عائلية، سعودية عاميّة). منى. جميع الحقوق محفوظة.