اثنين:

1.5K 72 32
                                    







"أنا ما بقى من روحي الا شلاوي روح
‏ ولا باقيٍ من كبدي الا .. نصيفتها"





دخل للشقة وهو شايل الآخر على كتفه
وعلى الرغم من نحافته الا إنه كان طويل القامة وهذا شيء جعله ثقيل أكثر مما تصوّر عساف ..

رماه بلامبالاة على الكنبة المنفردة بالصالة، وكأنه كيس شعير ليس بآدمي
ثم التقط انفاسه بتعب شديد وهو يمسك ظهره وبعدها بثواني تحرك ودخل غرفته وبدون ما يغير اي شيء في ملابسه رمى نفسه على السرير وغمض عيونه ودخل في سُبات عميق ..


السابعة مساءً:

فتح عيونه وتأفف من نور اللمبة، وتذكر انه نام قبل يطفيه وحس بجواله ومفاتيح البيت والسيارة في جيبه تحت جنبه مما جعلها تحفر في جلده أثر موجع

أنّ بصوت خفيف لما تحرك وطلع جواله والمفاتيح ومسح على جنبه بخفة وهو يقول في نفسه "احاااه شفيني ما طلعتها من جيبي قبل أنام"

الشيء اللي جعله يتذكر سبب تعبه ونومه السريع، والتفت بسرعة على الباب قبل يستقيم ويمشي طالع من غرفته بخطوات سريعة

زفر أنفاسه براحة اول ما شاف الآخر باقي نايم على وضعه، وسرعان ما بدأ القلق يتسلل لداخله، ما صحى من اغماءه اللي بالصبح! لا يكون هذا مات وبيبلشني فيه ؟ ماني ناقص لمصايب جديدة بحياتي ..

اخذ قارورة ماء من الثلاجة ووقف عند راس عناد وصب شوي في يده قبل ينثرها على الآخر ..

شهق عناد بصوت خفيف، وتذمّر بكلمات غير مفهومة، وانقلب على جنبه
عساف رفع حاجب، وقلقه اختفى لأن واضح ان الآخر نايم نومه طبيعية

حكّ ظهره بملل ومشى متوجه للمطبخ وهناك نزل قارورة الماء وفتح الثلاجة يدور عن أكل، وضحك على نفسه، يعني انت عارف نفسك انسان ما تأكل الا من المطاعم، متوقع صينية بشاميل تنزل فجأة في ثلاجتك ولا وش ؟

راح لغرفته واخذ الجوال، لقى 3 مكالمات من أمه و1 من متعب والباقية رسايل قروب عايلتهم وأصدقائه وكثير اشعارات ..

كان يكره كونه اجتماعي، لأنه مع الوقت زادت علاقاته اكثر مما يتحمل، صحيح يحب اصحابه ويحب زملاء العمل ويحترمهم ويقدرهم بس هذا الكمّ الهائل من المعارف - بغضّ النظر عن كونها فاداه في حياته وفي وظيفته وخدمته في كثير اشياء- الا انها مع الوقت صارت ضغط زائد لا أكثر لا أقل ..

دخل تطبيق يطلب منه أكل، وتردد للحظة هل يحسب الكلب الثاني او لا، لكن مروءته حكمت عليه انه يطلب له ..

يا عمري اللي ضاع نهب وغبينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن