أنتِ مسترجلة

93 7 9
                                    

_ أنتِ شايفة نفسك.. بتتكلمي وتزعقي ومستحمل قرفك كله وفي النهاية لسه زي ما أنتِ جافة في مشاعرك وأقول معلش بنت عمي وادبست في جوازك ولزمًا استحمل،  مسترجلة ومش شايفة شكلك لبس رجالي وملامحك مش شايف فيها فرق بينك وبين الولد،  أنا زهقت من طريقتك دي وحقيقي مش عارف مين فينا غلط!
خلص محمد كلامه كله في نفس واحد ونظراته كلها سخرية وغضب،  في حين أنا واقفة قدامه ببص بصمت،  كلامه كسرني أوي،  بصتله شوية وبعدها رديت بهدوء:
_ طلقني طالما مش عجباك كده.
نظراته كانت عبارة عن سكاكين بتقطع فيا وكأنه نفسه يتخلص مني بس للأسف مش قادر،  وفعلًا كلامه أثبت اللي حسيته أو يمكن أنا اللي عايزة أحس بكده:
_ لو أقدر هعملها يا روز كنت عملتها  بس للأسف لسه متجوزين ومعداش على جوازنا سنة حتى ولو طلقت هجبلك سمعة وأنا ميرضنيش يا بنت عمي تاخدي سمعة وفي حاجات تانية تمنع إني اطلقك يا بنت عمي.
سابني وخرج من الشقة وبمجرد ما قفل باب الشقة،  وقعت على الأرض بعيط بعلو صوتي،  مش فاكرة غير كلامه اللي وجعني، مش قادرة اخد نفسي نهائي،  مهما حاولت أعمل فيها مسترجلة برضو اتخلقت بنت وهو كسر الجزء دا جوايا،  أنا مش مسترجلة وخلاص أنا تعبت في حياتي وبقيت كده بسبب الظروف،  مقدرة أننا عايشين زي الأخوات، يمكن أغراب كمان لأننا منعرفش عن بعض حاجة أو بمعنى أصح أنا اللي معرفش عنه حاجة.
والدي توفى وعمي قرر إني اتجوز ابنه عشان الورث ميخرجش برة وكلام الناس إني  ازاي هعيش لوحدي في مصر،  واضطريت اتجوز محمد عشان اعيش في مصر ومروحش الصعيد لأن العيشة هناك صعبة بنسبة ليا وكمان مصالح والدي هنا مقدرش اسيبها.
قومت من مكاني وأنا  بمسح دموعي ودخلت اوضتي،  فتحت الدرج ببص على صورة بابا ودموعي سبقاني:
_ وحشتني يا بابا.. تعبت أوي من غيرك مفيش حد قدر يحافظ عليا بعدك... حتى محمد اللي فكرته كويس لأنه اتعامل معايا بما يرضي الله طلع وحش وزي باقي الرجالة، عايزة اروحلك يا بابا أوي.
سبت الصورة ووقفت قدام المرايا ببص على شكلي، اللي قررت اعمله كده من ساعة وفاة بابا عشان محدش يستغل شكلي ويحاول يضايقني تاني ،  مينفعش حد  يشوف عيوني الواسعة ولونها العسلي أو يشوف شعري الناعم هو مش حرير بس شكله حلو.
حتى محمد ميعرفش لون عيوني من العدسات اللي بلبسها علطول ومبقلعش غير وأنا لوحدي، محستش بنفسي وأنا  ببتسم لما افتكرت جملته وهو بيقول« كانت عيونك لونها عسلي إيه اللي حصلها وخلاها أسود كده،  كانت العسلي أحلى فيكِ»
قومت وقررت اخد حمام عشان اشيل اي زعل من راسي، وفعلا اخدته وخلصت ووقفت قصاد المرايا من غير العدسات وسرحت شعري وفردته وببص على شكلي وأنا راضية عنه، حسيت بصوت الباب بيتفتح وجريت بسرعة اقفل الباب عليا ورجعت اغير هدومي للبس الرجالي، وركبت العدسات ولميت شعري علطول عشان ميبنش طوله ولا شكله.

سمعته بيخبط على الباب الأوضة بتاعتي روحت  اخدت نفسي وبعدها فتحت الباب الأوضة ولسه هسيبه وأبعد بس هو مسك ايدي قبل ما امشي وقالي بندم حسيته:
_ متزعليش مني مكنتش أقصد كلامي، بس أنك تزعقيلي وتعالي صوتك وكأن راسك براسي دا اللي فور دمي وخلاني مش عارف بقول ايه.
بصتله شوية وأنا شايفة الندم في عينه، على أد ما اللي قاله يوجع على قد ما عارفة طيبة قلبه وأنه مش بيعرف يزعل حد منه ويسيبه يوم واحد غير وهما متصالحين، مسكت ايده بعدتها عني ولفيت ضهري بخرج من الاوضة بقول:
_ أحيانًا الكلمة لو مموتتش،  توجع ولو وجعت عمر  ما كلمة آسف تعالجها.
روحت المطبخ لأن دموعي نزلت غصب عني ومش عايزة حد يشوفها أي شيء يهون إلا أن حد يشوفني منهارة،  جهزت الغدا ليا وليه وخلصت أكل  وسبتله الغدا بتاعه برة ودخلت أوضتي بس أول لما قفلت الباب ابتسمت لما شوفت حركاته وهو بيحاول يصالحني وعامل زي الطفل اللي مستنى مامته تسامحه،  للحظة فكرت كتير أروح اقوله خلاص مش زعلانة بس عايزاه يعرف قيمة اللي عمله كويس،  قاعدت على السرير بس سمعت صوت حاجة،  بشيل البطانية لقين كيس مليان حلويات من اللي بعشقها مش بحبها بس،  وشي ورد من الخجل،  وفرحت أوي بس مش بالحاجة بأنه لسه عارف أنا بحب إيه ومش بحب إيه.
مسكت الحاجة كلت منها شوية،  وسبت الباقي على جنب، ونمت غصب عني ومحستش بحاجة.
وفجأة حسيت بايد بتمسح على شعري كنت في الأول قوم بس فضلت مكاني لسببين اولهم إني شيلت العدسات وأنا مش عايزاه يعرف لون عيني والتاني  سمعته وهو بيقول:
_ لو مش هتسامحي ابن عمك وجوزك سامحي اللي بيعشقك من أول لحظة تعبت فيها وكنت جنبي، من اللي كتب كتابه عليكِ عشان متجيش الصعيد وهو عارف إنك مش هتقدري على العيشة هناك، سامحي اللي حبك بشكلك اللي غيرتيه عن الأول، نفسي تحسي بحبي ليكِ وأني عمري ما كنت هستحمل منك أي حاجة إلا لو بعشقك مش بحبك بس.
قام وباس جبيني وأنا وشي أحمر، وكنت خايفة يلاحظ وشي اللي لونه اتغير بس لقيته خرج وقفل الباب بعد دقايق انتظارها، فتحت عيني بسرعة وبحط ايدي على جبيني بحاول استوعب كل حاجة..
أنا فعلًا كنت بعامله وحش وبجفاء بس هو كان عكس كده
فاكرة كويس أوي إنه لما جه من الصعيد لمصر خد دور برد جامد وكان محتاج رعاية وأنا ساعدته وكنت معاه ليل نهار لحد ما خف ومن ساعتها بقى بيهتم بيا أوي، بس اللي استغربتله إني بقيت بحب اهتمامه بيا.
حمدت ربنا إن  شعري ملموم ومش باين، قررت أنام لأننا كنا الفجر وبعدها صحيت لقيته راح الشغل، اضيقت شوية إنه خرج من غير ما يقولي بس أنا اللي اتكيت عليه ومرضتش اكلمه، فكرت شوية وقولت اعمله أكل بيحبه لأن دي الحاجة الوحيدة اللي أعرفها، وفعلًا أول لما جت الساعة 3 بدأت احضر لإنه هيكون في البيت 5
بس سمعت صوت الباب بيفتح وأنا لسه في نص التحضير، مكنتش عارفة أعمل ايه وبقيت متلغبطة أوي لحد ما وقعت حلة المياه السخنة على الأرض وجه منها جزء على رجلي، صرخت بوجع وهو جه بسرعة يشوف مالي ولقني بعيط من رجلي، راح بسرعة جاب كريم حروق ومايه وحطها على رجلي وبعدها قالي:
_ هتقدري تمشي!
بصتله شوية وأنا بستوعب السؤال، بس ملحقتش أرد وراح شايلني، كنت في قمة احراجي ونسيت وجع رجلي من الحرج اللي كنت فيه، لحد ما حطني على السرير وسألني بحنان لمس قلبي:
_ لسه بتوجعك ولا حاسه بايه؟!
مرضتش ابص عليه من الخجل، ورديت بهدوء:
_ بتوجع شوية بس الحمدلله على انها جت على اد كده.
حرك راسه بموافقة للي بقوله، وبعدها قام وقالي بابتسامة:
_ هكمل بقيت اللي بتعمليه واجي.
خرج ومدنيش فرصة اتكلم، طول أوي برة  وأنا العدسات وجعتني وشعري المربوط وجعني والمفروض  افكه،  قررت اشيل العدسات بس على الأقل، وفعلًا شيلتها من عيني وكأني كان فيها  رمل وحرقني أوي، فضلت مغمضة عيني شوية بتعب بس انتفضت مخضوضة من صوت محمد بيقول بحرج
_ دوقي بقى بس يارب يعجبك لأني مش عارف الصراحة الطريقة اوي.
غمضت عيني بسرعة ومرضتش افتحها وهو مستغرب مالي، قراح قالي:
_ قافلة عينك ليه؟!
مكنتش عارفة أرد، بس هو راح اتخض اكتر وقالي:
_ أنتِ كويسة ولا عايزة تروحي مستشفى؟
صعب عليا صوته اللي مخضوض وقررت افتح عيني وبصت ليه بخجل:
_ لا أنا كويسة.
اتكسفت اكتر لما فضل باصص كتير لعيني وقالي:
_ أنتِ طول ال 3 شهور دول لبسه عدسات؟
حركت راسي بايوة، في حين هو قعد قصادي وقالي بهدوء وهو مبتسم:
_ طب وليه لبستيهم حتى قدامي دا انا يا حيلة جوزك بس ؟!
ضحكت على أسلوبه، وبعدها رديت بزعل:
_ عشان كنت خايفة منك، كان لما بابا عايش كنت خايفة من الرجالة اللي برة كلهم، ولما اتجوزت لسه خايفة وبالأخص أننا اتجوزنا غصب ومكنتش أعرفك خالص وعشان كده كنت بلبس كده قدامك.
فضل باصص كتير وهو برضو مستغرب:
_ ايوة برضو ليه خايفة من الرجالة كده؟!
غمضت عيني جامد ودموعي نزلت غصب عني لأول مرة أحس إني ضعيفة وعايزة اتكلم مع حد، رديت بوجع:
_ من خمس سنين لما كنت في حفلة التخرج بتاعتي كنت بنت زي أي بنت بتتكلم عادي واسلوبها هادي، المهم بابا قالي إنه هياخدني من الحفلة لأن كان عنده شغل ومقدرش يجي يحضرها و كنت هقرأ فاتحة مع زميل ليا في الجامعة كان يقولي وقعت في حبك بسبب عيونك وطريقتك وبابا عارف بس الحق** راح يوم حفلة التخرج اداني مخدر عشان يعني...
سكت ومش عارفة اقول الكلمة، في حين أن محمد لقيت وشه أحمر ونظراته رعبتني أوي، فرديت بسرعة:
_ محصلش حاجة، لأن ستر ربنا معايا كبير و عشان محافظة على اذكار الصباح والمساء ودايمًا بتوكل على الله قبل ما أخرج، رنيت على بابا قبل ما اشوفه وقولتله إني خارجة دلوقتي وهو ميعرفش أن أنا مستنية بابا برة ولما خدرني وخرج بيا بابا على اساس هيوديني المستشفى لأن الكل عارف أنه هيتقدم ليا، بابا لمحه شايل حد وملحقش يشوف ملامحي بس عارف لبسي كويس، ساعتها مشي وراه وهو خدني في حتة فاضية ورا مبني الكلية مش بيقف فيها حد وقبل ما يحصل حاجة بابا كان شافني وهجم عليه وانقذني...
بصيت لملامحه اللي بقت هادية شوية وكملت:
_ من ساعتها بخاف من الرجالة وأني اخرج، وقررت اداري شكلي عشان محدش يشوفني ويحصل اللي حصل تاني.
محمد كان ساكت وحسيت للحظة إني بخسره، مكنتش عايزة احكي ومعرفش حكيت إزاي بس خلاص كده كل حاجة بانت،  بصتله بدموع ورديت:
_ اتوجعت من كلامك لأني مكنتش في يوم كده، ودلوقتي عرفت الحقيقي كاملة فقرر براحتك.
بص باستغراب وسأل:
_ اقرر إيه؟!
غمضت عيني وقولتله:
_ هتكمل معايا ولا لاء؟!
_ افتحي عينك يا روز.

فتحت عيني لقيته بيبتسم بحب وحنية حستهم، ومد ايده يفك شعري اللي اتفرد قدام عينه وقالي:
_ فاكرة الكلام اللي قولته امبارح وأنتِ نايمة وسمعتيه!
وشي احمر تاني، وهو ضحك وقالي بحب:
_ اهو أنا مغيرتش رأي خالص فيكِ ولا في حبي ليكِ ولسه بحبك ويمكن اكتر يا عيون البندق.
ابتسمت من اللقب دا وهو كمل:
_ أنا بقى اللي بقولك اسمحيلي اعالج كل دا... ونعيش حياتنا بطريقة الصح.. بلاش الجفاء والبعد... إحنا الاتنين محتاجين الدفء والراحة ومش هتكمل غير لما أنا وأنتِ نقرر دا موافقة تكملي حياتك معايا ومسمعش سيرة الطلاق أو إنك تسبيني  خالص.
حسيت بأد ايه محتاجة لدا فعلًا محتاجة لدفء دا، بصتله وحركت راسي بكسوف وهو ابتسم بحب وباس جبيني في كلامه:
_ ربنا يحفظك ليا حبة البندوق.
عدت سنين وبقى عندنا «نور» بنتنا الصغيرة والحياة استقرت بينا بشكل كبير عن الاول، بس طبعًا ميمنعش أن في خناق العادي بس بمجرد ما بندخل الاوضة إحنا عارفين إن أي خناقة لزمًا تنتهي ونرجع تاني عشان دي المودة ودا الدفء اللي اتفقنا عليه.
تمت.
#سلمى_خالد
متنسوش اللايك والكومنت بتاعي🙈🥰

اسكربتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن