بشاميل

14 3 1
                                    

قاعدة في أمان الله وسط تجمع عائلي في رمضان،  المهم عمتى قاعدة وتكلم بابا وعاملة تفتخر ببنتها إنها شاطرة في المطبخ وبتعرف تعمل اكل،  المهم بابا الحمقة خدته وراح مسك ايدي جامد وقايل بصوت كله فخر أنا نفسي اعرف جابه منين:
_ سمية مفيش أحسن منها في عمايل الاكل.
عمتى اتغاظت أوي من طريقة بابا،  والصراحة فرحت فيها، بس فرحة ما تمت لقيتها بتتكلم بكل ثقة نفسي اعرف برضو جبتها منين:
_ خلاص بكرة هنيجي وناكل عندكم على الفطار.
بابا حرك راسه ووافق وأنا وقفت في زاوية بعيد بعيط بعين واحدة وبلطم على اللي أنا فيه،  المهم عمتي مشيت وبابا راح بصصلي جامد وقالي:
_هتعرفي تعملي أكل يا سمية!
كنت لسه هقوله ان شاء الله بس مدنيش فرصة وقال:
_ أنت معندكيش فرصة غير انك هتعرفي.
بصتله شوية بستوعب الكارثة اللي حطني فيها،  لحد ما رجع بالشريط الذكريات وبيقولي:
_ ومتعملش زي البيض المسلوق اللي نسيتيه وفرقع في الحلة اللي اسودت والبيض بقى عامل زي المتفجرات وبقى بيضرب في السقف وكل حتة فاكرة.
بصلته واتغظت منه،  بقول:
_ يا بابا ارحمني واعتقني لوجه الله مش كل ما تيجي سيرة البيض ولا اعدي من جنب المطبخ تحكي قصة البيض دي.
سكت لما لقيته اتعصب،  وقالي:
_ ادخلي من دلوقتي فكري إزاي الاكل يطلع احسن من الشيف بوراك.
_ مش ملاحظ إنها وسعت منك شوية يا بابا..  بوراك مين اللي اجيبه..  أنت ادعي بس اعرف اجيب مهارات الواد عبده كبدة اللي على أول  الشارع.
لقيت بابا مسح على وشه،  وقال:
_ اعملي بشاميل وبانيه وخلصيني.
حركت راسي بايوة لأني لو فتحت بوقي كنت هلزق في الحيطة زي الاستيكر من قلم حسيت للحظة أن  ايد بابا بتاكله عشان يدهوني.
المهم جه تاني يوم ودخلت المطبخ وبدأت اقطع في بصل بس عيطت عياط معيطهوش في علقة كلتها من بابا،  المهم خلصت وشوحت البصل وخلصت وعصجت اللحمة بنجاح،  وجيت اعمل البشاميل بس ملقتش الدقيق فضلت ادور لحد ما لقيت كيس أسود موجود على الأرض في اخر المطبخ،  اخدت منه معلقين وحمرته مع سمنة وطشته باللبن بس مكنتش مرتاحة الصراحة، لكن مش مهم  المهم إني اوصل للأخر، كملت وحطيت المكرونة على اللحمة على البشاميل ودخلته الفرن لحد ما استوت المكرونة..
غرفت الاطباق وخرجت وعمتى جت وبدأوا ياكلوا المهم قالوا الطعم حلو بس في حاجة غريبة،  وفجأة لقيت بابا وعمتي ماسكين بطنهم وبيصوتوا من الوجع، وبيقولوا في صوت واحد:
_ حطيتي ايه في الاكل!
اتخضيت من منظرهم، معرفتش اتصرف وجريت برة الشقة انادي جارنا اللي طلب الاسعاف،  وجت الاسعاف خدتهم وعرفت إن بابا عمتو جالهم تسمم واتعملهم غسيل معدة بسبب الجبس اللي كلوه،  حاولت اركز دقيقتين وبعدها برقت وعرفت إن اللي حطيته مكان الدقيق جبس.
المهم بابا عرف ومن يومها بقى بيخاف يشرب كوباية مايه من ايدي،  وعمتى قررت تكمل صلة الرحم اللي بينها وبين بابا عبر اللاسلكي اللي هو التلفون.
#بشاميل
#سلمى_خالد

اسكربتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن