زين
———-يكون الامر مؤلما كثيرا حين ترى شخصا أمامك يتألم ولا تدرى ما تفعل ،
ويكون الأمر مؤلما حتى اكثر حين يجب عليك أن تغض بصرك عنه وتتجاهل ألمه ذلك دون أن تملك نية حتى للاعتراض بسبب سوء وضعك انت الاخر ،لقد كان هذا موقفي في هذا اليوم وانا احضر زفافا رصاصي اللون
كاتما في قاعة مفتوحة السقف يمر عليها الهواء من كل جانب ورغم ذلك:
شعرت أن كل الهواء في هذا العالم اختفى ، واني اختنق لحد الموت ،لقد نظرت للارضية البيضاء من السراميك فرأيت انعاكسي ،
رأيت رجلا يحتضر ، وقد نظرت للناس امامي جالسين حول طاولات
دائرية سمراء سعداء مبتسمين ، رأيت اناسا تبث فيهم الحياة من جديد ،لقد رأيتها تجلس على اريكة رصاصية ضخمة بورد ابيض
على منصة صغيرة اعلى قليلا من الحاضرين ، اهم شخصية في هذا اليوم،
عروسه ، وكذلك : اكثر شخص يتألم فيه ،اجل ، لقد كانت العروس هي الشخص الذي يتألم ، لقد كانت هي
الشخص الذي يبعث بألمه قويا كصوت عالي قادر على الكسر
وانا الزجاج الذي لا يتحمله فيتحطم لألف قطعة،لما انا؟ الأمر بسيط ،
لقد كنت استشعر ذلك الألم من قريب ، قريب كثيرا ،اجل ، لقد كنت أنا الملك المتوج ،
لقد كنت انا عريس هذه الليلة ،لقد كنت الشخص الذي جلس بجانبها على هذه الاريكة
الرصاصية اعتصر يدا بيد ، اجلس محدقا بالأرض ، ولا أملك شيئا
لافعله او لافكر به سوى شيء واحد : لما انا دائما؟بينما كانت هي الشخص الذي جلس بجانبي على ذات الاريكة
لكنها لم تعتصر يدا بيد مثلي ولم تحدق بالأرض، لقد كانت كلتا يداها الرقيقين مكبلين بالاصداف وبيد الكرسي بينما كانت عيناها
تنظران في هدوء امامها وكأنها تشعر إن نظرت ارضا تذعن لنا ،هاتان اليدان التي تستخدمها في النحت ارقى من ان يتم التعامل معهما هكذا
لكن نحن عائلة لا نفهم حقا في مثل هذه الامور،لقد نظر لنا الجميع بينما كانوا في احتفالهم في سعادة ،
تلمع حللهم الرصاصة القاتمة كما فساتينهم ويمر عليهم الطعام
والشراب ، يرقصون في ساحة الرقص ويضحكون معا دون قلق ،اليوم كان يوم فخر لقبيلة الولفز،
اليوم يُرد لهم طارهم الذي يتكرر كل سنين مرة او مرتين ،ذلك الطار الذي يعاني شخص مشئوم منه في كل قبيلة
كل عدة سنين وهذه المرة:
لقد كنت انا المُختار، وقد كانت هي المُختارة،
زفاف فخر لقبيلتي وسكين آخر على رقبتي احاول ان اتفاداه ،