لم ادرك اني غفوت في مكاني الا حين وجدتني اجلس امام
النهر مجددا ، اسمع صوته الهاديء واشم رائحة العشب الرطب صباحا،
وانظر بجانبي فأرى الشمس تسقط على وجه ريفير وشعرها الابيض فيبدو ذهبيا كطبيعته الان ،اراها تلتفت لتنظر لي كما فعلت يومها ولا تقول شيء ،
ثم بعدها تستلقي قليلا وتغلق عينيها ثم أسمعها تهمس :
"زين ."زين ، من الجيد ان عقلي سجل هذه الذكرى،
الجميع حين يجعلون اسمي موحشا بصورة غريبة ، عداها ،صوت النهر وصوتها كانا .. جميلين ،
لكن اصوات العمل في السجن والحركة والصياح :
افسدا كل ذلك في لحظة ،لافتح عيني الان متنهدا فور ذلك بينما كنت لازالت على سرير
السجن ، ثم انهض لاجلس فأجد غطاءا علي ، لا اتذكر اني غطيت ذاتي
حقا لكن ربما شددته اثناء نومي فالجو حقا بارد في هذه الزنزانة ،لانظر امامي ثم اتثائب مريحا احدى يدي على السرير بينما
اليد الاخرى اتركها لتُلقى بجانبي ، لكنها .. لا تُلقى ،
على النقيض : انها تستقر على شيء ،على رأس ؟
لارتعب الان مزيلا يدي سريعا بينما اتراجع في سريري
محدقا الان بالرأس التي استراحت علي طرفه وقريبا من يدي وقد بدت أنها في غفوة ،لقد كان هناك شخص يجلس ارضا بجانب سريري
في بنطال من الچينز الاسود الواسع وكنزة سوداء كذلك بخطوط بيضاء واسعة وقبعة شمس سوداء لم استطع بسبب امتدادها ان ارى وجهه،لاحدق به ثم احدق بالزنزانة ثم اكاد اصيح لاحضر
الحارس لولا ان الحظ شيئا ،هذه الملابس ... انها مألوفة ،
هل هذه .. ملابسي؟الان فقط يراودني شك آمل انه ليس حقيقي ويروداني امل آرجو ان يكون حقيقيا لامد يدي نحو القبعة في رفق ثم ارفعها قليلا فقط فيتحطم املي ويتحقق شكي:
ذلك الشعر الابيض ، أنه لا يحمله سواي ، وسواها ،انها ريفير .
لانظر لها في قلق ولا ادرى ماذا افعل، املك الفا سؤالا
واود له جوابا لكني بينما انهض الان في هدوء شديد لاقف امامها وانظر
لوجهها المرتاح : لا استطيع ايقاظها ، لا اتحمل الفكرة،ربما احلم؟ ربما ، لكني رجل بلا احلام حقا ،
وحتما ظهور ريفير في احلامي هو شيء مستجد كثيرا ، مستجد
لحد اني لا اظن عقلي قد تمكن بالفعل من وضعها داخل السجن وفي حلم لي ،لاجلس الان على ساقيين مثنيان امامها ثم انظر لها وافكر
بينما اجدني امد يدي لاضعها امام انفها، انها تتنفس ،
هذا جيد اولا ، ثانيا يؤكد اننا لسنا حقا بحلم ،