في اليوم الرابع من الاسبوعين : كان صوت والد زين
الصاخب المزعج والمرعب ما هو ما جعل جسدي يرتعد خوفا
وانا أستمع له ،لا استطيع النوم منذ جئت هنا ، اخاف ان انام فيقتلني احد ،
اخاف ان انام فتمر بي الايام سريعا فأعتاد الامور هنا ،
اخاف ان انام لا استيقظ من حزني ،وجود عامل يساعد على ذلك لم يزعجني حقا
لكن كونه صوت والد زين مالك يصرخ به حول ما حدث
في عائلة رئيس المدينة السابقة :
حسنا، لم احب ذلك كثيرا لسبب ما ،"هل تحسب ذاتك قاطع طرق؟!
انت قائد الحراس في هذه المملكة وابن الوزير "
هكذا صاح والده من الصالة وصولا لغرفتي في الطابق العلوي ،لم اسمع رد زين لانه دائما دائما هاديء وهذا
رغم اني يجب ان ابقى مكاني ما جعلني اخرج من غرفتي واقف
بجانب سور السلم العلوي لاستمع له يجيب :
"هل ستكون سعيدا ان انتشر في القبيلة اني تركت طفلا ما
يمس زوجتي وجلست انظر سعيدا ؟ "ليصيح والده :
"اولا الفتي في السادسة والعشرين ، ثانيا :
لما لا تتركه؟ انها فتاة من الايجل ، لا شرف لها لنحافظ عليه هنا،
انها هنا لنهينهم حقا ."ليقول زين في صدمة :
"انها سيدة ويجب احترامها ؛
هل هذا ما تريد ان يفعلوه بنساءنا اللاتي خطفن؟ "ليصيح به والده :
"انها لن تخرج حقا لترى القصة ، اليس كذلك؟ "ليقول له زين :
"قصة؟ الامر ليس حول ما ترويه ريفير ،
الامر حول اخلاقنا نحن وحول عدم ذنبها هي ،لما يجب ان تتعرض لسوء اخلاق رجال هنا
فقط لانها ضحية تقليد حقير ما ؟ "ليصيح به والده :
"اقسم يا زين ان عرفت انك تقول هذه الكلمات المعادية للتقاليد
علنا سأنهي حصانتي وتأييدي لك فورا ،اترك هذه الفتاة تواجه الحياة هنا وحدها ولا تتدخل
وحتما لا تكسر انف ابن رئيس مدينة ما وتهدده بجره للمحاكم."ليقول زين :
"وهو ما سنفعله ."ليصيح والده :
"وهو ما لا سنفعله ، لقد جاء الرجل واعتذر لي واحضر فتاه
واعتذر كذلك خوفا ان جرك له في المحاكم سيفسد سمعته هو وابنه ،لكننا لا نعلم ماذا سيقول في القبيلة حولنا
وحول تنمرك على فتاه ،ان حدث خطأ مثل هذا مجددا اقسم اني لن اتهاون
معك ، هل فهمت؟ "ليقول زين متنهدا :
"انا لم اتنمر عليه، كما انه يحتاج لتربية."ليصيح به والده :
"هل فهمت ما قلت ام لا؟! "ليقول زين :
"اجل سيدي ."
ثم يقول :
"لقد اخبرني كذلك حول عرضه عليك "ليقول زين :
"امل انه اخبرك حول رفضي كذلك "
ليقول والده :
"وهو ما لا افهمه ,
لقد ابديت اعتراضا قاسيا واشعلت حربا حين علمت بمشاركتك في التقليد والان يعرض عليك تركه على طبق من فضة وترفض ,
. لما ؟ لقد صار لك والد مثلي بسبب عرض كهذا "
ليقول زين :
"انه ليس مثلك , لا احد كذلك. "
ليسود بينهما صمت ثم يسير والده خارجا دون وداع راطما الباب خلفه
بينما انزل انا الان درجات السلم لارى زين يقف
بجانب الباب فاركا جبهته ثم ما ان يلحظني ،ينظر لي في هدوء ثم يقول :
"هل تودين بعض القهوة ؟ "لانظر له في عجب من تفاديه للموضوع توا ومحاولة عدم اقلاقي
بينما انزل الان لاصير في ذات الطابق معه،ثم اقول :
"اذن الامر حقيقي , حول والد و ووالدتك "لينظر لي ثم يتنهد ويومئ ثم حين أراه يجلس متعبا على الكرسي محاولا
تنظيم افكاره أقول دون تفكير مطول مني :
"يمكنني صنعها لنا ."لينظر لي في حيرة فأقول :
"يمكنني صنع القهوة ."ثم اتجه للمطبخ لاصنعها بينما اشعر بنظراته الحائرة تحيط بي
والحقيقة : اني ملكت ذات النظرات
ريفير ايتها التائهة : ما خطبك ؟_________