7_هدوء ما قبل العاصفة

433 77 8
                                    

"رواية أَحببتُ ابن أَبِي"
"الفصل السابع"

لماذا أتواجد في هذه الحياة؟ ماذا أفعل بمفردي؟ فقدت كل شيء، فما الذي سأنتظره بعد أن تركتني عائلتي؟ لا أحد يشعر بي، ولا أحد يدرك النيران التي تحرق قلبي. هذا القلب اللعين أحبهم بشدة، أخلص لهم، ولكن ما ذنبه؟ لم يعرف أنهم سيتركونه وحيدًا.أتعلّمون، لا تكفي كلمات العالم لوصف ما بداخلي. أريد أن أصرخ حتى أفقد صوتي، أريد أن أبكي حتى تجف دموعي.لكن قلبي... هل يرى أحد كم هو محطم؟ أين دفء الأيام التي كانت تحيط بي؟ لماذا أصبحت المدينة باردة؟ أين أنت يا أبي؟ لماذا لم أجدك بين الوجوه؟ أنا كالطفل الضائع الذي يبحث عن والده. أين ضحكاتك يا أختي؟ لماذا تبدو الأصوات غريبة على أذني؟ أين حضنك يا أخي؟ لماذا هذا الجليد يلف المكان؟ وأنتِ يا أمي... أين ذهب حنانك؟ كيف رحلتِ وتركتني؟ رأيت في عينيكِ يومها أنكِ لا تريدين المغادرة... لكن هل كنت أتوهّم؟ كيف لعيني أن تخدعني؟ لقد رأيت الحزن في عينيكِ، كان دفؤهما غائبًا، مثلما كان قلبي غارقًا في الألم دون أن أعرف السبب. وعندما عدتُ إلى منزلنا، علمتُ كل شيء. ليتني ما ذهبت، ليتني ما عرفت... فقد أصبح هذا المكان لا يعني لي شيئًا.

           ____________________________

<"الحياة تقدم لي مفتاحًا جديدًا، لكن أين الباب؟">

بعد شراء "نور" لمتطلباتها، عادت إلى منزلها، فتحت الباب، ووجدت القط لا يزال هناك، كما لو كان يثبت لها أنه كان وفياً. ابتسمت وقالت: _تعرف أنك وفيت بوعود، ناس تاني مقدرتش توفي بيها.
ليقطع حديثها صوت رن الجرس لتعقد حاجبيها وهي تقول:
_مين اللي جاي يا ترى؟ أنا محدش يعرف مكاني.

لتذهب وتفتح الباب وترى أن من على الباب هي امرأة يبدو عليها القوه. لتقول لها:

_أيوه مين حضرتك؟

_إزيك يا "نور" وأخيرًا أتقابلنا تعرفي أن كنت مستنيه المقابلة دي من زمان.

لتقول لها "نور"

_معلش بس أنتِ تعرفيني منين؟ وكمان مقولتليش أنتِ مين؟

_أنا مرات أبوكي يا حبيبتي.

تشتت وضياع، هكذا كان حال هذه المسكينة وهي تتلقى الصفعات واحدة تلو الأخرى.

لتقول لها "نور" وهي شبه ضائعة:

_مرات أبويا مين؟ أنا مش فاهمة حاجة خالص. وأنتِ تعرفيني منين أصلًا؟

لترد المرأة وعلي وجهها ابتسامة انتصار:

_طيب أدخل الأول ونتكلم ولا هتسبيني واقفة كده على الباب؟ لأ، لأ، مكنش العشم يا "نور".

لتشير لها "نور" إلى الداخل فهي غير قادرة حتى على الحديث. تدخل تلك المرأة وهي تقول:

_بس مش قد كده المكان اللي أنتِ قاعدة فيه ده.

لترد "نور" بحدة:

أَحببتُ ابن أَبِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن