17_قاتل أم مقتول؟

157 3 21
                                    

"رواية أَحببتُ ابن أَبِي"
"الفصل السابع عشر"

زار الفرح قلبي وارتسمت الابتسامة على وجهي، ولكن لم يمضِ وقت طويل حتى تدخلت أصوات رأسي لتطمس ذلك الفرح، وتتلاشى الابتسامة. أصوات تهمس لي بأن هذا ليس مكاني الصحيح، وأن عليّ أن أتذكر هدفي الأكبر. الحب لم يكن في الحسبان، لكنه جاء بغتة وقُضي الأمر.
أشعر وكأنني طائر يرغب في التحرر، لكن هناك قيودًا تمنعني من الطيران. العجيب في الأمر أن من وضع هذه القيود هم ساكنو القلب، فكيف لي أن أتحرر منها؟ ثم ظهر في حياتي هذا الوسيم، كالفارس الذي يأخذ الأميرة على حصانه، أتى ليحررني من تلك القيود.
لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن قيودي لم تتحرر، بل تضاعفت، لأني وجدت نفسي مقيدة بحبه إلى الأبد. فكيف لي الآن أن أتحرر من تلك القيود الجديدة التي فرضها قلبه علي؟
             __________________________

   <"السعادة لم تدُم طويلًا، وكأنها ضيف عابر يتهيأ للرحيل.">

بدأ آسر بفتح الألبوم وقال بحب: 

_دي صورة بابا وماما

ثم تنهد بحزن وأكمل حديثه: 

_بابا الله يرحمه، وماما في غيبوبة

لتحزن "نور" وهي تشعر به وتقول له: 

_متقلقش، إن شاء الله هتفوق وهنبقى أصحاب أنا وهي كمان

ليبتسم آسر لها بحب ويقول: 

_ودي صورتي وأنا صغير

لتنظر "نور" إلى الصورة لثوانٍ، وكانت الصدمة تبدو على وجهها، وكأن الصورة تُعاد أمامها مرة أخرى.
لتتذكر أن هذه هي نفس الصورة التي رأتها في الصندوق في ذلك اليوم. الذي أرسل لها أحدهم رسالة بعنوان معين، فذهبت ووجدت الصندوق الذي يحتوي على صورة والدها "مراد"، وبجانبه والدها "جاسم"، وصورة لطفل صغير. ويتضح أن هذا الطفل كان "آسر" ولكن، ماذا كانت صورة "آسر" تفعل بينهم؟ وما علاقتهم به؟ لا، بالطبع ما تفكر به خطأ، فآسر قال لها إن والده توفي ووالدته في غيبوبة.

لتفيق من شرودها على صوت "آسر" وهو يقول لها:

_إيه يا "نور"، روحتي فين؟

معاك يا "آسر" كنت بتقول إيه؟

ليتنهَد "آسر" وهو يقول:

_ واضح إنك مش معايا خالص يا "نور"، أنتِ مش مبسوطة؟

يا ليتني أستطيع أن أخبرك أن السعادة زارتني لحظة قدومك. كيف أصف لك كل ما يدور في رأسي؟ كيف أجيب على أسئلة لم أجد لها إجابات بعد؟ أريد أن أقول لك إنني أحبك، ولكن لا أستطيع أن أنسى السبب الرئيسي لوجودي. كان من الخطأ أن أحب، لكن هذا الخطأ الذي لا أريد أن أعتذر عنه أو أتوب منه.

_ أنا مبسوطة يا "آسر" أكيد.

لينظر "آسر" إليها وهو يقول:

_ بس مش باين خالص إنك مبسوطة يا "نور". أنا عملت حاجة ضايقتك؟

أَحببتُ ابن أَبِي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن