المطر والصراخ والرعد. دقات قلبه هي الأعلى على الإطلاق.
يشعر بالوحل تحت قدميه وكأنه غادر وفي نفس الوقت صحيح. لقد نجح في ذلك. يتذكر هذا. إحدى يديه مشدودة حول المظلة والأخرى حول سيفه. تظهر شخصيات مذعورة في الظلام، تتعثر في المنحدر. سجناء وين يركضون من أجل حياتهم، وحراس جين يفرون من الغضب الصالح.
ينزلق أحد حراس جين على الأرض المبللة أمامه ويمسكه لان وانجي بالغريزة. يحدق الرجل فيه برعب شديد. كان لان وانجي منشغلاً للغاية بوصوله إلى هنا لدرجة أنه لم يتذكر كلماته الخاصة، وما كان من المفترض أن يقوله. قال الرجل وهو يلهث: "لقد أعاده إلى الحياة. إنه يقتل الجميع".
نبض لان وانجي يقفز بشكل أسرع.
يسند الرجل ليقف، ويمسكه من ياقة قميصه بقوة، ويسيطر عليه اندفاع الدم في عروقه. ويقول له: "لا تكذب بشأن ما حدث هنا"، حتى ولو لم يسفر ذلك عن شيء.
ثم يتركه. يتعثر الرجل مرة أخرى ثم يبدأ في الركض بشكل يائس. يختلط صوت خطواته في الوحل مع صوت المطر، وسرعان ما يختفي آخر السجناء والحراس الهاربين عن مسمعنا.
يخرج لان وانجي إلى المنطقة الموحلة المظلمة. لقد نجح في العودة. إنه هنا.
في مكان ما خلف المطر يوجد وي ينغ، على قيد الحياة.
تبدو اللحظات وكأنها أبدية ثانية، عشر سنوات ممتدة بين كل نبضة قلب. لا يعرف كم من الوقت سينتظر. يعلم أن الجو بارد ورطب من حوله لكنه لا يشعر بالمطر. كل شيء حوله ساخن ومتوتر. هناك رعد في السماء، وعمليات قتل في المسافة، والعالم مع وي ينغ على قيد الحياة فيه.
يضيء وميض برق منحدرًا عشبيًا، فيصدمه. لكنه لا يرى شيئًا في الظلام خلفه. ثم، في أعماق الظلام، يسمع هدير الخيول وهي تنطلق وسط المطر. يتوقف أنفاسه عندما ينزل الفرسان على الطريق.
كان هو الذي كان في المقدمة ـ يتذكر لان وانجي، ويستطيع أن يرى ذلك في ذهنه، ثلاث خطوات إلى الأمام. وها هو مرة أخرى أمامه مباشرة، الطريقة التي اندفع بها من بين القطيع، واقترب، وأخذ شكله تحت المطر. صهل حصانه عندما أوقفه، وشعره مبلل ويقطر تحت قبعته، وعيناه مذهولتان من الصدمة.
وي ينغ.
انحبس أنفاس لان وانجي في صدره.
يتذكر كل خطوط وجهه، آلاف التعابير التي حفظها في ذاكرته، من التعبيرات الصادمة والمثيرة، إلى اللطف المدروس الذي ينبع في أغرب اللحظات، إلى هذا. تصميمه العنيف.
"لان تشان"، يقول وي ينغ. على مر السنين والمطر، بدا الأمر وكأنه همسة. يقفل لان وانجي ركبتيه ويمسك بسيفه بإحكام ضد ضعف جسده بالكامل.
لان تشان، دعها تذهب.
لم يعتقد أبدًا أنه سيسمع هذا الصوت مرة أخرى.
أنت تقرأ
جسر ضيق
Fanficمترجمة : القصة : ل (Jo_Lasalle) https://archiveofourown.org/users/Jo_Lasalle/pseuds/Jo%20Lasalle
