**بداية جديدة**
كانت سيرينا تجلس في مقهى صغير بجانب نافذة تطل على شارع مزدحم في قلب مدينة تومسك حيث تعيش. كان الجو مشمسًا، وأشعة الشمس تتسلل عبر الزجاج لتعكس لمعانًا على طاولتها. أمامها كان هناك فنجان قهوة دافئ تنبعث منه رائحة البن المميزة، وهي رائحة كانت تعشقها وتجد فيها بعض الراحة.
سيرينا كانت في الثالثة والعشرين من عمرها، جميلة بشكل لا يمكن تجاهله. شعرها البني الطويل ينسدل بسلاسة على كتفيها، وعيناها العسليتان كانتا تلمعان بالذكاء والقوة. كانت بشرتها الفاتحة تضفي عليها جاذبية خاصة، ورغم صغر سنها، استطاعت بفضل ذكائها واستثماراتها الناجحة أن تجمع ثروة لا بأس بها. ورغم نجاحها المالي، كانت سيرينا تشعر بنقص داخلي، شيء ما كان ينقص حياتها، وكانت تبحث عن معنى جديد لحياتها.
لقد جربت سيرينا عدة وظائف، لكنها كانت تستقيل سريعًا بسبب تحرشات المدراء المستمرة. شخصيتها القوية تحول دون أن تقبل بأي إهانة أو تجاوز. لذا كانت لا تزال تبحث عن وظيفة تستطيع من خلالها قتل الوقت بدون أن تتعرض لمثل هذه المضايقات.
بينما كانت ترتشف قهوتها ببطء، كانت تفكر في حياتها وفي تلك القرارات التي قادتها إلى هذا المكان. تذكرت آخر وظيفة تركتها بسبب المدير الوقح، وكيف كانت تشعر بالغضب والإحباط في كل مرة يحدث ذلك. لم تكن تعرف ماذا يمكن أن تفعل بعد ذلك، لكنها كانت مصممة على إيجاد شيء يناسبها.في تلك الأثناء، كانت المقهى تعج بالحركة والنشاط. أصوات الناس، وضحكاتهم، وأحاديثهم كانت تملأ الجو. كانت هناك مجموعة من الشباب يجلسون في الزاوية، يتحدثون بحماس عن خططهم المستقبلية، وأزواج يجلسون بالقرب من النوافذ يتبادلون النظرات والهمسات. وسط كل هذا، كانت سيرينا تجلس بمفردها، تفكر في مصيرها.
بعد فترة، قررت العودة إلى المنزل. دفعت الحساب، وخرجت من المقهى، مستنشقة الهواء النقي. أخذت تمشي ببطء على الأرصفة المزدحمة، مستمتعة بضجيج المدينة. كانت الشوارع مليئة بالسيارات والمارة، وكل منهم يعيش في عالمه الخاص. استقلت سيارتها الفاخرة وبدأت تقود باتجاه منزلها.
عندما وصلت إلى المنزل، شعرت بالثقل المعتاد في قلبها. كان والدها، جاك، رجل متسلط وبلا مشاعر، يجلس على كرسيه في غرفة المعيشة يقرأ الصحف. كان جاك دائمًا صارمًا وقاسيًا، لم يكن يهتم بمشاعر الآخرين وكان يعتبر نفسه دائمًا على حق. بجانبه كانت زوجته الجديدة، جانيس، امرأة مغرورة ونرجسية تتلاعب بالجميع لتحقيق مصلحتها. كان وجهها دائماً مرسومًا بابتسامة زائفة تخفي خلفها نوايا سيئة. جانيس كانت تتظاهر باللطف، لكنها في الحقيقة كانت تخفي قسوة وبرودة كبيرة.
أما جيسيكا، أختها غير الشقيقة، فكانت فتاة في العشرين من عمرها، تتميز بوقاحة وسلبية لا مثيل لهما. شعرها الأسود القصير وعيناها البنيتان كانتا تشبهان والدتها، لكنها كانت تفتقد إلى أدنى درجات اللباقة والأخلاق. كانت تجلس على الأريكة تتصفح هاتفها بلا اهتمام بما يجري حولها، تعامل الجميع بازدراء ولا تهتم إلا بمصلحتها الشخصية. كانت جيسيكا دائماً ما تتصرف كأنها محور الكون، ولم تكن تتردد في إلقاء التعليقات الجارحة أو التصرف بوقاحة تجاه أي شخص يقف في طريقها.
أنت تقرأ
Between day and night
Romanceكانت عيناه السوداوان تحدقان بها بعمق كأنه مازال نائماً. قال بصوت منخفض: "لقد أوقعتِ بنفسك في مشكلة بزواجك مني."