**كوابيس اليقظة**
كانت الساعة تشير إلى الثانية مساءً عندما عادت سيرينا إلى المنزل من مقابلة عملها. شعرت بالإرهاق والقلق، فقد كانت المقابلة مرهقة ولم تسر بشكل جيد كما كانت تأمل. ولكن سرعان ما تلاشى إرهاقها عندما دخلت إلى المطبخ لتجد فوضى عارمة. كانت القهوة الحارة منسكبة على الأرض، وزجاج الكأس محطم، ويد أليكس تنزف.
توجهت سيرينا بسرعة نحوه، نظرة القلق واضحة على وجهها، وقالت بصوت عالي: "ماذا حدث هنا؟"
أجابها أليكس بهدوء وهو ينظر إلى يده النازفة: "أخطأت الكأس المضاد للحرارة."
أمسكت سيرينا بيده بعناية، محاولة تجنب جرحه أكثر. "تعال، اجلس على الأريكة، سأحضر علبة الإسعافات الأولية."
قادته بلطف إلى غرفة الجلوس، وجعلته يجلس على الأريكة. ثم ذهبت بسرعة إلى الخزانة بجوار التلفاز لتجلب علبة الإسعافات الأولية. عادت إلى أليكس، وجلست بجانبه لتبدأ في تنظيف جرحه. كان أليكس ينظر إليها بأعينه التي تبدو نائمة، مما جعلها تتوتر.
سألته سيرينا وهي تحاول أن تركز على الجرح: "ما الخطب؟"
أجابها أليكس بسخرية: "ألست تهتمين جيداً بشخص تريدين الطلاق منه؟"
نظرت له سيرينا بإنزعاج ثم نهضت بدون الرد عليه وأعادت علبة الإسعافات الأولية إلى مكانها. بعد لحظة من الصمت، سألته: "ماذا سنأكل على العشاء؟"
أجابها أليكس بابتسامة: "لدينا حجز في مطعم باز بفندق سيكريت."
ثم حمل هاتفه وسأل سيرينا: "كيف كانت مقابلة العمل؟"
أجابته سيرينا: "لم تكن جيدة"، وتساءلت في رأسها كيف علم أنها ذهبت لمقابلة عمل.
بعد ست ساعات، كانت الساعة تشير إلى الثامنة مساءً. ارتدت سيرينا فستانًا أسود طويلًا يظهر أناقتها، شعرها كان مفرودًا على كتفيها ويغطي ظهرها، وتزينت بقلادة من الياقوتة السوداء وحلق متناسق. بينما ارتدى أليكس بدلة سوداء ومعطف أسود يغطي جسده بالكامل.
نظر إليها أليكس وقال بإعجاب: "من الرائع أنك لا تحاولين إظهار الكثير من نفسك، وما زلت جميلة. على الأقل لست عاهرة."
مد يده اليمنى لها ليرافقها إلى السيارة. نظرت سيرينا إليه ثم أمسكته بيدها اليسرى بدون قول شيء.
عند وصولهما إلى المطعم، جلس الاثنان على طاولة قرب النافذة تعكس المنظر الأمامي للفندق الذي يطل على المباني المضيئة. نظرت سيرينا إلى أليكس وهي تتساءل: "لماذا يبدو هذا الشخص مرتاحًا جدًا؟ عندما تستيقظ من غيبوبة فجأة وتجد نفسك متزوجًا، ألا يجب أن يكون رد فعلك غاضبًا أو مستغربًا؟"
بعد أن طلب الاثنان الطعام، بدأ أليكس الحديث قائلاً: "إذاً، ماذا تريدين أن تخبريني؟"
أجابته سيرينا بصراحة: "كما قلت، أريد الطلاق. لا أعتقد أنني سأستطيع العيش مع أسلوب حياتك."
أمال أليكس رأسه إلى الأمام ثم قال بهدوء: "فهمت، لكن إجابتي هي لا."
استغربت سيرينا من رده وقالت: "ماذا تعني بـ 'لا'؟"
أجابها ببرود: "أعني أنني لن أطلقك."
احتدت سيرينا وقالت بإحباط: "ولماذا تظن أنني أهتم لما تريد؟"
رد عليها بصوت حزين وساخر كشخص يتذمر: "كيف يمكن أن ترغبي في تطليقي بعد أن تذمرت لي طوال الوقت وجعلتني أسمع شكاويك وسخافتك؟"
لم تفهم سيرينا سخريته وردت عليه: "ما الذي تقوله؟ هل أثر نزيف يدك سابقًا على دماغك؟"
أجابها بتهكم: "ماذا؟ هل اعتقدتِ لأنني في غيبوبة لا أسمعك؟ كان عليَّ الاستيقاظ لأجعلك تتوقفين عن الحديث فوق رأسي."
تفاجأت سيرينا من كلامه ثم قالت: "هل كنت تسمع كل شيء؟!"
رفع أليكس يده ووضع إصبعه على رأسه وقال: "قد أكون في غيبوبة، لكن هنا كنت مستيقظًا."
سألت سيرينا بدهشة: "ماذا؟ إذاً لماذا لم تستيقظ عندما كانت عائلتك تتحدث معك؟"
أجابها بإجابة بسيطة: "كنت محرجًا."
صُدمت سيرينا من رده وبقيت جالسة تحدق في المجنون الذي أمامها. قالت له: "هذا جنون. كيف يمكن أن تكون محرجًا وأنت في غيبوبة؟"
أجابها أليكس بسخرية كشخص يلقي نكتة: "لا.. حسناً، لم أرغب بأن أبدو كشخص أستيقظ في لحظة درامية."
أعادت سيرينا ظهرها إلى الخلف وهي تفتح فمها من الصدمة، ثم وصل الطعام والمشروبات. أمسك أليكس كأس البيرة ورفعه لها وهو يقول بابتسامة تعكس شره: "على كل حال لقد تحملتك، الآن تحمّليني."
أظهرت سيرينا وجهًا محبطًا كالأطفال وهي تنظر له وقالت: "أنا أكرهك."
ضحك أليكس عليها وقال: "أنتِ جميلة حتى وأنتِ محبطة، يبدو أنني سأستمتع معكِ."
**نهاية الفصل الرابع**
أنت تقرأ
Between day and night
Romansaكانت عيناه السوداوان تحدقان بها بعمق كأنه مازال نائماً. قال بصوت منخفض: "لقد أوقعتِ بنفسك في مشكلة بزواجك مني."