الفصل الثاني

13 1 0
                                    

**"لقد أوقعت نفسي بمشكلة"**

كانت سيرينا تقود سيارتها الفاخرة على طول الطريق المتجه إلى المستشفى كعادتها اليومية، لكنها لم تستطع تجاهل الثقل الذي شعرت به في قلبها هذا اليوم. كلمات أليكس الأخيرة في المستشفى ما زالت تتردد في ذهنها، تُلقى عليها كأنها تحدي: "لقد أوقعتِ بنفسك في مشكلة بزواجك مني." تلك الابتسامة الساخرة التي ارتسمت على وجهه، والنظرات العميقة في عينيه السوداويتين، جعلتها تشعر بشيء من الرهبة لم تعرفه من قبل.

أوقفت سيارتها في موقف السيارات بالمستشفى وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تخرج منها. كانت السماء ملبدة بالغيوم، وكأنها تعكس الحالة المزاجية التي كانت تعيشها سيرينا. دفعت باب المستشفى بيد ثابتة، محاولًة الحفاظ على هدوئها بينما تتوجه إلى جناح أليكس. كانت الممرات تزدحم بالأطباء والممرضات، لكن سيرينا كانت بالكاد تلاحظهم. كان ذهنها مشغولًا بما قد يحدث لاحقًا.

عندما وصلت إلى غرفة أليكس، توقفت لحظة أمام الباب المغلق. أغلقت عينيها لثوانٍ معدودة، تجمع فيها شجاعتها، ثم دفعت الباب ببطء. ما رأته جعل قلبها ينبض بسرعة: كان الأطباء والممرضات منشغلين بإجراء فحوصات لأليكس، الذي كان يجلس على السرير، يبتسم ببرود وسخرية، وكأنه يستمتع بكل هذا الاهتمام غير المعتاد.

كان شعر أليكس الأسود الكثيف مبللًا بعض الشيء، وملامحه القوية بدت أكثر جاذبية وإثارة تحت ضوء الغرفة. على الرغم من حالته الصحية، لم يفقد شيئًا من جاذبيته القوية. كانت عيناه تلمعان بذكاء وحذر، وكأنهما تكشفان عن سر عميق.

"أليكس، كيف تشعر اليوم؟" سألت سيرينا بقلق، محاولًة إبقاء صوتها هادئًا وهي تتقدم نحوه.

"أفضل مما كنت أتوقع، يا عزيزتي," قال أليكس بابتسامة ساخرة. "لكنني أعتقد أن الأطباء هنا يبالغون في القلق."

التفت الطبيب إلى سيرينا وقال بجدية: "نحن نقوم ببعض الفحوصات للتأكد من استقرار حالته. من الأفضل أن يبقى في المستشفى لبضعة أيام لمراقبته."

لكن أليكس قاطع الطبيب بحزم وقال: "لا أحتاج للبقاء هنا. سأعود إلى منزلي اليوم."

حاول الطبيب الاعتراض: "لكن سيد أليكس، من المهم أن تتأكد من استقرار حالتك قبل مغادرتك."

ابتسم أليكس بمكر وقال: "أقدر قلقكم، لكنني سأكون بخير. لا داعي للقلق."

ثم التفت إلى سيرينا وقال بنبرة ساخرة: "هل أنتِ مستعدة للعودة إلى المنزل، زوجتي العزيزة؟"

شعرت سيرينا ببعض التوتر، لكنها هزت رأسها بالإيجاب. كانت لا تزال تفكر في ما قاله أليكس وفي الغموض الذي يحيط به. عرفت أن هناك شيئًا كبيرًا يختبئ خلف تلك الابتسامة الساخرة.

بعدما انتهت الفحوصات، وقع أليكس على أوراق الخروج من المستشفى وعادا معًا إلى شقتهما الفاخرة. كانت الشقة تبدو مريحة وفاخرة، لكن الجو كان مشحونًا بالتوتر والتساؤلات. أدركت سيرينا أن هذا المكان سيكون مسرحًا للعديد من الأحداث القادمة، وأنه سيكشف لها الكثير عن الرجل الذي تزوجته.

جلس أليكس على الأريكة وأشار إلى سيرينا لتجلس بجانبه. كان الجو في الغرفة مشحونًا بالترقب. "أعلم أن لديك الكثير من الأسئلة، سيرينا. لذا دعينا نبدأ."

نظرت سيرينا إلى عينيه وقالت بصوت هادئ: "أريد أن أعرف ماذا تعني بأنني أوقعت نفسي في مشكلة بزواجي منك."

ابتسم أليكس ببرود ونظراته أصبحت أكثر غموضًا ومخيفة. قال بصوت منخفض، تقريبًا همس: "سيرينا، الناس كلها تملك وجهين. نحن جميعًا نعيش بحياتين مختلفتين، وجهي النهار وجانبي الليل. في النهار، أنا رجل أعمال ناجح ووريث لعائلة مشهورة. لكن في الليل، أتحول إلى شيء آخر."

شعرت سيرينا بقشعريرة تسري في جسدها، لكنها بقيت هادئة تنتظر جوابه. كانت تعلم أن ما سيقوله سيغير حياتها إلى الأبد.

"في الليل، أنا لست فقط رجل عصابات," قال أليكس بصوت مهيب ومخيف. "أنا رئيسهم. أنا رئيس مجموعة مافيا تُدعى 'اونايتين'."

نهض من الأريكة واقترب منها، وقف قريبًا منها حتى شعرت بأنفاسه. كانت عيناه تلمعان بغموض مخيف. "إنها حقًا مشكلة كبيرة," قال بصوت منخفض وساخر. "زوجتي~"

وهو ذاهب لغرفته، أضاف بلهجة ساخرة: "والآن، ما الذي ستفعلينه بهذه المعلومات، يا عزيزتي؟"

كانت سيرينا تحاول استيعاب ما سمعته. أدركت أن حياتها قد تغيرت إلى الأبد، وأنها بحاجة إلى وقت لتفكر في كل شيء.

"أحتاج إلى بعض الوقت لأفكر في كل هذا," قالت أخيرًا، محاولًة السيطرة على مشاعرها المتضاربة.

ابتسم أليكس وهو واقف أعلى الدرج وقال بلطف: "خذِ كل الوقت الذي تحتاجينه. لكن تذكري، أن قرارك لا يعني أنني سأفعله، أنا أفعل ما أريد بمن أريد وقتما أريد."

تركها في حالة من الصدمة والذهول، واستدار بهدوء متوجهًا إلى غرفته. كان سير خطواته الهادئ يعزز من وقع كلماته المخيفة في ذهنها. جلست سيرينا على الأريكة، تحاول استيعاب الحقيقة الجديدة التي انكشفت لها للتو. كانت تعلم أن عليها أن تكون قوية لتواجه هذا التحدي الجديد، وأن حياتها مع أليكس ستكون مليئة بالأسرار والمخاطر.

بينما كانت تفكر في كل هذا، نظرت حولها إلى الشقة الفاخرة التي أصبحت الآن مسكنها. كل شيء هنا كان يشير إلى حياة الرفاهية والغموض. لكن في تلك اللحظة، شعرت بأن كل هذا الثراء لا يعني شيئًا مقارنة بما اكتشفته للتو عن زوجها.

كانت تعرف أن عليها أن تتخذ قرارًا حاسمًا بشأن مستقبلها مع أليكس، ولكنها كانت بحاجة إلى وقت لتفكر في الخيارات المتاحة أمامها. كيف ستتعامل مع هذا الوضع الجديد؟ وهل ستستطيع العيش مع رجل يقود حياة مزدوجة بهذا الشكل؟ كانت تلك الأسئلة تملأ عقلها وهي تجلس وحيدة في غرفة المعيشة الهادئة.

**نهاية الفصل الثاني**

Between day and nightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن