الفصل السادس

6 2 0
                                    

  **بين الظلال والابتسامات**

مر شهر كامل منذ أن استيقظ أليكس من غيبوبته، وكانت الحياة تسير بوتيرة جديدة في المنزل. خلال هذا الشهر، كان أليكس يراقب سيرينا عن كثب، محاولاً فهم شخصية هذه المرأة التي وجدت نفسها في حياته بشكل غير متوقع. كانت الأيام تمر بهدوء، وأليكس يحاول استعادة قوته وإعادة ترتيب حياته بعد غيبوبته الطويلة.

في هذا الصباح، كان أليكس يقف على سطح أحد المباني العالية في وسط المدينة، يمسك بندقية قنص بتأنٍ ويُجري محادثة مع والده عبر الهاتف.

"أليكس، هل أنت معي؟" جاء صوت والده من الطرف الآخر، لكن أليكس لم يرد. كان قد رأى من خلال منظار بندقيته سيرينا، خارجة من محل تجاري مع صديقتها. كانت تضحك، والابتسامة تملأ وجهها بطريقة لم يرها من قبل. توقفت عيناه على هذا المشهد، متفاجئًا وغير مدرك لما يقوله والده.

"أليكس!" نادى والده مرة أخرى بصوت أعلى.

أفاق أليكس من تأمله وقال بلهجة جافة: "نعم، نعم، ماذا قلت؟"

سأل والده بجدية: "لماذا تم تزويجي من سيرينا؟"

تنهد والده وقال: "كنت قلقًا ألا تستيقظ أبدًا. أردت أن يكون هناك شخص يهتم بك، شخص يمكنه أن يقف بجانبك في حال بقيت في غيبوبتك."

ظل أليكس صامتًا لبضع لحظات، يتساءل في رأسه: "لماذا وافقت سيرينا على الزواج مني؟"

أغلق أليكس الهاتف بصمت، وعاد إلى المنزل متوجسًا من أفكاره. عند دخوله، كانت عيناه تلتقط كل التفاصيل الصغيرة التي لم يكن ينتبه لها من قبل. كان المنزل نظيفًا ومرتبًا، لكن هناك توترًا خفيًا يعبر بين الجدران. كانت سيرينا جالسة على الأريكة، عيناها مركزة على شاشة الحاسوب، تبحث بجدية عن وظائف متاحة. كانت خطوط التعب تظهر على وجهها، وتبدوا عليها علامات الإجهاد والإرهاق.

تقدم نحوها ببطء، ووقف خلفها لبضع لحظات قبل أن يقول: "لدي شيء لكِ،" وهو يخرج خاتم زواج من جيبه.

نهضت سيرينا من مكانها، ونظرت لأليكس وهي عاقدة حاجبيها بتساؤل: "ماذا هناك؟"

رد أليكس بنبرة هادئة: "هذا الخاتم يمكن أن يكون دليلاً على الأمان. إنه يرمز إلى أنني لن أؤذيك، مهما كان جانبي الذي سأظهره لكِ."

سألته سيرينا بنبرة فضولية: "ولماذا تقول هذا؟"

ابتسم أليكس بابتسامة غامضة وقال: "لأنه بطريقة مضحكة وبسيطة، أنتِ أول امرأة أعتقد أنها جميلة."

تنهّدت سيرينا وقالت: "لن أرتدي الخاتم لأن سبب إعطائه ليس سببًا مناسبًا لوضعه على إصبعي، لكنني سأقبله."

مرت الأيام وسيرينا تبحث عن طرق لتحسين مزاجها، فقررت الذهاب إلى مزاد للتحف واللوحات. عند دخولها المزاد، كانت تشعر بالحماس. كانت الأعمال الفنية المعروضة تتلألأ بجمالها، وكل لوحة كانت تحمل قصة مختلفة وجمالًا فنيًا يأسر الأنظار.

كانت سيرينا تتجول ببطء بين الأعمال، تحاول اختيار ما يناسب ذوقها ويرتقي لتوقعاتها. فجأة، لفت انتباهها وجود أليكس الذي كان يتملقه الحضور.

"سيرينا، انظري هناك، إنه أليكس شادون!" قالت صديقتها بدهشة.

نظرت سيرينا إلى أليكس الذي كان ينظر إليها، متجاهلاً الناس الذين يتحدثون معه. قامت بإعادة شعرها للخلف وقالت بسخرية: "أوه، نحن محظوظين لرؤيته."

تقدمت إلى الطاولة لتضع حقيبتها بينما تقدم أليكس إليها من الخلف ببطء، وأخذ كأسين من النادل ووقف خلفها، وبينما كان يمد يده لتقديم الكأس لها، همس بصوت عميق: "يالها من صدفة جميلة، سيرينا."

ردت عليه سيرينا وهي تشرب كأسها: "ماذا يفعل السيد شادون في مكان كهذا؟"

قال أليكس: "أعمل، وأنتِ؟"

قالت سيرينا: "أنا هنا لأستمتع، بالمناسبة أي جانب منك هنا؟"

همس أليكس في أذن سيرينا بعد رفع خصلات شعرها فوق أذنها: "الجانب السيء."

أُغلقت الأنوار إعلانًا لبداية المزاد، مما زاد من التوتر والترقب في القاعة. خرج أليكس ببطء من خلف سيرينا. عندما نظرت سيرينا إلى اللوحات المعروضة، أغمقت عينيها وتنهدت. أدركت أن اللوحة التي أرادتها لم تعد في مكانها.

عادت سيرينا إلى المنزل بمزاج متقلب، ورأت أليكس يسير في غرفة المعيشة وهو يتحدث على الهاتف. بعد أن لاحظ وجودها، ابتسم وقال: "سأغلق الآن، زوجتي هنا~."

وضعت سيرينا حقيبتها على الأريكة وسألته بصوت محبط: "لماذا، لماذا اللوحة؟"

ألقى أليكس نظرة على سيرينا ثم رفع يديه وقال: "أنا لا أسرق..." ثم ابتسم ووضع يديه في جيب معطفه وقال: "...أنا أستعيد."

جلست سيرينا على الأريكة وهي تفرك كتفها الذي يشعر بالبرد. تقدم أليكس وأعطاها كأسًا وقال: "ماذا يدور في رأسك؟"

أجابته: "لا شيء، أنا أشعر بالإرهاق."

وقف خلفها ووضع يده على رأسها بهدوء وهو يفكر: "بالنسبة لشخص يسير باستقامة، إنها تتهالك بسرعة."

يده التي لم تتحرك من على رأسها، أعطاها شعورًا بالراحة والدفء الخفيف. كانت هذه لحظة من السكون بينهما، وبين هذه الليلة الهادئة التي لم يكن بها مطر أو رياح، فقط ضوء القمر المكتمل ينير كل شيء حولهما.

**نهاية الفصل السادس**

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Between day and nightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن