٢٧ _ ظلامي المضيء

526 34 112
                                    


أشلي : حياتي أكبر أكذوبة في التاريخ ، لست من هنا و لا من هناك

أوصلنا إليزا و أطفالها إلى المطار بعد أن قررت الذهاب إلى والديها في إسبانيا ، الطريق كان هادئ و لم يكن هناك حديث بيني و بين أودين ، صحيح قررت التقرّب إليه !!! " لا أصدّق فعلت كارلوس ،  لقد ضحّى بحياة طفليه فقط من أجل المال !!! " فتحت حوار مع أودين ، حوار خلف حوار ، تتوثق العلاقة و يبدأ قول الحقائق و تفشي الأسرار " لقد قلت لك كل من يعمل في العالم الإجرامي سيء"

قال و هو يقود الطريق و ينظر للأمام ، عيناه لم تكن أعين شخص هادئ ، بل كان شخص يعصف الأفكار في ذهنه ، يقبض على مقود السيارة بيده بحزم ، و عيناه تنظر إلى الطريق بتركيز و شرود في أن واحد .

" ماذا سيحدث لكارلوس ؟ " سألت ليصحو أودين من شروده " أطلقنا أسره " قال و هو يعود فوراً لحالته السابقة ، لويت شفتي بإنزعاج ، أضنّ سيكون التقرّب إليه صعب ، و لكن لا بأس ، فقد ظهر لي أن أودين ليس بالشخص السيء أو حتى الرجل العادي ، نبيل ، شجاع ، قوي ، مسؤول ، ذكي ، و معجب ... لا بأس بالتقرّب منه في جميع الأحوال مستحيل أن أقع في حبه .

إستندت برأسي على النافذة لدقيقة ثمّ إستقمت بظهري بسرعة و أنا أنظر له " هل لن أستطيع المداومة في الجامعة بتاتاً ؟؟ " قلت أصطنع البؤس ، أو أنا بائسة أساساً و لكن أحاول أن أكون بائسة لطيفة " لا و لكن سأوفر لك كل شيء يعوضك عن الجامعة " تحدث بنبرته العميقة تلك .

" تعويض مثل ماذا ؟ " سألت ليخرج من شروده و ترتخي ملامحه و إستطعت فعلاً أن أنهي الأفكار في رأسه ليركز معي " لقد فعلت أساساً الملخصات و المقارنات و شروح جميع الأساتذة قد قمت بجمعها كلّها لك " زمتت شفتاي " و لكن لا يوجد تعويض مثل أن يقوم بتدريسي الطالب الأول ' مع مرتبة الشرف ' " قلت بذلك و أنا أرصص حروف مرتبة الشرف و أضعها بين قوسين بيداي ، إرتفع حاجبه بإستمتاع " حقاً ؟ أنا لست من نوع  الأساتذة الودودين !! " .

ظهرت إبتسامة على شفتاي " و أنا لست من نوع الطلاب الذين يتملقون " بغضّ النظر على أنّي أقوم بتملقّه حالياً " حسناً سأخصص لكي وقتاً " أعدت نظري للأمام و أنا أبتسم .

وصلنا أمام البيت الذي إستأجرناه ، كانت هذه ستكون أخر ليلة لأنّ الصيانة إنتهت ، أودين كان ينتظره كريستوفر في الخارج مع قنينة مشروب و كأسين ، عادتهما الليلية ، نعم ليخصص لي وقتاً كما يخصص لكريس ، دخلت إلى غرفة أودين و التي أصبحت غرفتي ،  الغرفة الوحيدة التي بداخلها الحمام ، أينما نذهب ، الغرفة الرئيسية لأودين !! .

أخذت إستحمام بماء ساخن أرخى أعصابي ، إرتديت منامة وردية واسعة ، قمت بتجفيف شعري ثمّ مشطته ضفيرة مسترخية و وضعت كريم مرطب على يداي و مرطب شفاه ، دخل أودين الغرفة دون أن يطرق الباب .

الظلام المضيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن