٣_سَوفَ تَنْدَمِينْ

512 34 22
                                    

على تمام الساعة الثامنة مساءً كنّا في السماء على متن الطائرة عائدين من مدريد إلى اليونان ، كانت أمي نائمة و أنا و أشلي و في المنتصف أبي نشاهد الصور التّي قمنا بإلتقاطها في إسبانيا " أنظر إلى وجهك يا أبي و هو ملطخ بالطماطم " أردفت أشلي لنضحك جميعاً على ملامح أبي " سبب ذهبنا إلى أسبانيا هو مهرجان الطماطم فلا بأس إذ تلطخ وجهي بالقليل " قال أبي و هو يبتسم
" ولكنك لم تتلطخ لقد أصبحت كرة لحم مغطاة بالصلصة " أردفت لتطلق أشلي ضحكة جلبت أنظار من في الطائرة لنا " أنتي ، أخفضي صوتك قليلاً" خاطب أبي أشلي و هي تنظر لنا بضحكة مكتومة " أبي الصيف القادم نريد أن نذهب لأسبانيا من جديد " أقترحت أشلي لأعترض على إقتراحها " لا ، في العام القادم سوف نذهب إلى إيطاليا " أومأت أشلي موافقة " هذه فكرة رائعة ما رأيك أبي ؟ " أنحنى رأس أبي لأسفل ثم نظر إلى نظرة جانبية " السياحة في إيطاليا إهدار للمال يا عزيزتي لقد كنّا فيها من قبل و ليس كما تصوره الأفلام و المسلسلات ناهيك عن الخطورة هنالك " أردف أبي " و لكن بحثت كثيراً عن الأنترنت و رأيت أن إيطاليا من أجمل الدول التي يمكن زيارتها " نبست أنا " نحن بالفعل نقيم في أجمل دولة يمكن زيارتها و السياحة فيها " أردف أبي لأقاطعه " إنها بالفعل كذلك و كما أسبانيا جميلة و قبرص أيضا فلا بد من إيطاليا جميلة كذلك ؟ " كان ذلك ما بدر مني لأني كنت أتمنى من طفولتي الذهاب إليها " لا يا إيڤا ، لن نذهب لإيطاليا " أردف أبي بحزم

"ليست مشكلة ، في العام القادم سوف نذهب أنا و أشلي لوحدنا إلى إيطاليا "

"أجل " صاحت أشلي ونحن نضرب كفوفنا ببعضها
" و من أين سوف تجلبن مصاريف الإقامة و الأكل ؟ " تساءل أبي بتحدي

" سوف نبحث عن عمتي و نقطن عندها " أردفت أشلي لنعيد ضرب كفوفنا مع بعض مع ضحكة شريرة

" إذ كنتن مصّرات للذهاب إلى إيطاليا في العام القادم و الإقامة مع عمتكن في أذهبن لن أتي معكن "
نبس أبي متضاهر بالغضب لأحتضنه من عند خصره و أغمض عيناي " أنتي أبعدي يديك من والدي " سخطت أشلي و هي تبعدني عن والدي " نعم ، فهو يبقى زوج أُمي " قهقهة عميقة صدرت من أبي و ضحكات أشلي أمّا أنا عدت أغمض عيناي " لا تنامي سوف نهبط بعد عشرون دقيقة " نبس أبي بهدوء و هو يمسد على شعري
" من هنا إلى أن نهبط أريد أنا أنام "

" ولكنك تتصرفين و كإنك طفلة بالخامسة أمام الناس و ليس في التاسعة عشر من عمرك " همس أبي وهو يداعب شعري بحنان

"  أولاً ، لم أبلغ التاسعة عشر بعد ثانياً ، سوف أبقى طفلتك للأبد "

رأيت أشلي تقلب عيناها بتذمّر ثم احتضنني أبي و أغلقت عيناي من جديد

إلى الأبد ، سوف أبقى طفلتك إلى الأبد 

...........

عدت للواقع بعد هذه الذكرى التي تذكرتها في الصباح الباكر على صوت الخادمة و هي توقضني للإفطار

الظلام المضيء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن