كان ذاك الشاب ذو العضلات المفتولة و الجسم الضخم جالسا في الشرفة يحدق بأرجاء المكان بأعينه الحادة شديدة السواد
حتى دخل عليه صديقه ألكسندر بدون طرق الباب كالعادة
لكن كونه شارد لم ينتبه له اطلاقا فهذه هي حاله منذ سنوات يشرد كلما بقي وحده
الكسندر : هيا اناتولي لقد وجدت لك سباقا مثل ايام الثانوية منافس اسطوري في النهائي
اناتولي : حقا من هذا المنافس الذي سيتحداني. ؟
الكسندر بمزاح : لا تستهزء به لقد جمعت بعض المعلومات عنه كان الاول في اسبانيا هو بارع لم يهزم من قبل
اناتولي : واو انا لم اسمع هذا الكلام منذ الثانوية
اكتسح بعض الحزن ملامح أناتولي لكنه تجاهل الموضوع : ومن هو هذا المنافس الا تعرف اسمهالكسندر لم يغفل عن حزن صديق طفولته ابدا فهو يدرك انه يتألم لفراق محبوبته
لكنه اراد تلطيف الجو عندما قال بسخرية :
انظر يا رجل لسخرية القدر هو حقا مثل ايام الثانوية
توقف عن الحديث عندما لاحظ نظرات صديقه المتسائلة
اناتولي : لما؟ ما الشبه الآخر لتلك الايام
الكسندر : لن تصدق ما سأقوله
للصدفة هو شخص مجهول الهوية لم يره احد من قبل لكن مهاراته جعلته مشهورا والاول في اسبانيا وكذا وصل الى النهائي في روسيا ايضا
هنا تجمد اناتولي من الدهشة هل يعقل ان تكون هي
لا يمكن فبعد مغادرتها لن تعود بهذه الطريقة للعلن
بقي شارد لمدة حتى شعر بشخص يلمس كتفهالكسندر : ما بك اناتولي انت تقلقني عليك
تنهد ليكمل : اعلم انك مكسور لكن حقا عليك تجاوز الامر لا أظن انها تستحقك لقد مر بالفعل الدهر على ذهابها وارى انها أسست عائلة حتى وانت لازلت تفكر بها الا ترى انك تستحق ان ترتبط بفتاة ما وتأسس عائلتك وتنجب اولادتنهد اناتولي بأسى و اردف بينما يمثل القوة :
لا تقلق انا بالفعل تجاوزتها لكن لا يمكنني الارتباط فانت تعلم انني اغلقت قلبي من بعدها ولا زلت لا اجد اي واحدة تستحق قلبي
واردف بمزاح :
انظرو لمن ينصحني بزير النساء الذي لا يبقى مع فتاة لأكثر من يوم حقا انا اشفق على زوجتك من الآن
الكسندر : ههه في هذا انا اتفق معك
قاطعه الآخر بسخرية
اناتولي :كونك زير نساء اجل بالتأكيد
الكسندر : كلا في كوني لم اجد من تستحقني بعد مثلكاستمر الوضع هكذا بين الاصدقاء يمزحون الى ان جاء اتصال مهم لالكساندر فخرج لينهي اعماله
بينما اناتولي بقي يتذكر في الماضي مع حب حياته
اجل فهو قبل قليل كان يكذب فهو لم يستطع نسيانها ابدا وكلما يحاول الارتباط يجد نفسه يتذكرها
فأصبح يبتعد عن كل نساء العالمشارد في ايام ثانوية اين تعرف عن تلك الفتاة التي استولت على كيانه لكنها هجرته وتركته يتعذب
بقي امر مغادرتها مجهول للآن كلما يخلق الاعذار لها ويلين قلبه القاسي يتذكر غدرها به فيتألم
أنت تقرأ
A different life
General Fictionدائما ما يولد الانسان وسط عائلة ومجتمع لم يختره وغالبا ما يجبر على اتباع اجداده ليطور من عائلته ويزيد من مجدها فبعظنا يتمنى لو ولد في مجتمع آخر وهذا ما حدث مع بطلتنا التي تمردت على عائلتها في الخفاء كونهم يخشون العار ويحبون الالتزام لكن كان لها وجهة...