-7- ألفا، أوميغا وكل ما بينهما

38 12 113
                                    

انفجرتُ ضاحكة.

"أنت... ألفا؟!"  رفعتُ سبابتي في وجهه، وبأنامل يدي الحرة رحتُ أمسح دموعي التي أغرقت عيني لأنني لم أضحك هكذا منذ الأبد، إذ فقط عندما ظننتُ أن الأمور لن تزداد غرابة، يأتي هذا الصغير ويخبرني أنه الألفا.

"غير قابل للتصديق، صحيح؟"  لوك لم يبدُ متأثراً بسخريتي منه أو إهانتي له، لكن جاكس الشاب بقربه زمجر وقبض على أنامله بقوة وكأنه يأمرني بتقديم الاحترام.

"أنتِ رأيتِ جزءاً مثيراً للشفقة مني إذ كانت تلك مرتي الأولى في الغابة بحق." هرش لوك مؤخرة عنقه بحرج، لكنه حافظ على ابتسامته الودودة ذاتها. "كنتُ هالعاً لأنني ظننتُ أنني وحدي آنذاك وأن أمري قد انتهى ما أن بدأ أفراد تلك المجموعة بملاحقتي." 

"أنا تخليتُ عنك يا فتى."  عقدتُ ذراعي مُنوِّهة بفظاظة إلى أنني لم أنقذه بأي شكل من الأشكال من الموقف الذي كان قد أقحم نفسه به.

"تركتُك تتعرض لضرب مبرح، اعتداء كاد يكون مميتاً." ذكرته بشيء من البرود، بسمتي تتلاشى سريعاً ويحل محلها العبوس.

لوك أخفض بصره وقبض يديه، الذكرى تجعله يشعر بالخزي والضعف بوضوح.

العجوز طرقت بعصاها الأرضية لتجذب الأبصار. عيناها تنظران مباشرة في عيني لأول مرة حين تحدثتْ بصوت خافت لكن رزين. "الألفا أطلعنا أنكِ كنتِ قد حاولتِ تحذيره، حقيقة كونكِ ذئبة شاردة لم تسمح لكِ بمواجهة أفراد مجموعة كاملة لأجل مستذئب غريب واحد." شفاهها المجعدة ارتعشت. "اللوم يقع على الألفا لوك وحده، بل وأكثر، هو وضعكِ في خطر."

وضعني في خطر؟
أنا هي الخطر يا جدتي.
أنا شاردة، أنسوا ذلك أم أنهم يتناسونه؟
ألا يعرفون معنى اللقب أو إلى ماذا يرمز؟

الألفا اليافع تحرك ليُعرّفني عليها رغم كلماتها القاسية عنه، عيونه تتلألأ مجدداً بحماس وهو يقول: "البيتا سيج محقة، لا أحمل أي اعتراض على تصرفكِ وقتها، إذ أنكِ كنتِ محقة بالتراجع، وأنا سعيد أنكِ بخير."

بصره عاد نحوي، يرمقني بنظرات عيونه الرقيقة تلك كالجراء. "أنا أردت شكركِ على تقديم العون لي بعد أن حررني أوريون، وعلى مساعدتكِ له بالمثل، لكنكِ كنت قد اختفيتِ في الفجر بلا أثر."

"من قال أنني قد ساعدته؟"  كتفتُ ذراعي.

لوك ضحك وأجاب: "أوريون كان سيتعرض للنهش لو لم تقومي بعصب عينيه بتلك الخرقة. قال إن رائحتها كانت واخزة، أياً كانت المادة التي استعملتِها وقتها، فقد أوقفت الطيور عن الاقتراب منه."

رائحتها كانت واخزة لأنني دوماً أنقع ملابسي في مزيج مقرف من الأتربة الزيتية لأزيل رائحة أبناء ريغان عني كإجراء احترازي حتى لا يشتم الغرباء رائحة عائلتي فيكتشف أمري كذئبة شاردة مزيفة.

أوريـونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن