-1- ذكرى III

400 33 126
                                    

لا أحب الثرثرة لذا سألخص القصة.

منذ زمن بعيد جداً تجاهلت آلهة القمر الملقبة بسيلين حراس التوازن الذين تلاعبوا بقوانين خاصة كانت قد فرضتها على أبنائها كجزء لا يتجزأ من كينونتهم.

مستذئبي ريغان لا تسيّرهم سيلين أبداً، لا يثير نور القمر المكتمل في نفوسهم شيئاً ولا يعني بُعدهم عن العائلة أي شعور بالألم أو الفقدان وأخيراً -وربما ليس آخراً- لا يمتلكون رفيقاً روحياً.

أما الذئب المزعوم في داخلهم ليس سوى شكل خارجي لكيان حيواني قوي يتخذونه من حين لأخر عندما يرغبون بشحذ حواسهم أو القتال.
هذا ما يعرفه الجميع.

لم يكن ليخمن أحدهم أنها كانت غاضبة بل وثائرة لتلاعب الحراس بما هو ملكٌ لها، بتدخلهم بطريقة تسييرها للأمور بين كائناتها التي أنعمت عليهم بعطائها لتكون مثالية بطريقتها الخاصة.

وجدتْ سيلين أن حراس التوازن لا يمانعون لعنة الحرمان من الرفيق فهم بهذه الطريقة يحفظون دماء العائلة القانية من التلوث بالدماء النقية. كانوا فرحيين أنهم ولدوا هكذا كهجين مميز، حر من التحكم والقيود واعتبروها هبّة لا أكثر ولا أقل.

الأمور سارت بسلاسة لعقود طويلة حتى حلّ يوم وتمرد ذئب أحد حراس التوازن على طباعهم المميز.
كان يعوي في ضوء القمر الأبيض ويزمجر عند الأحمر، يظهر أكثر من صاحبه للعيون ويبدو وكأنه ينتظر شيئاً كل يوم.

المخاوف كبُرت منه والإشاعات حوله بدأت بالإنتشار بين أفراد العائلة، إشاعات تقول بأن قريبهم هذا مختلف بطريقة غير مبشرة.

استمرت الأمور على حالها لفترة حتى تأكدت شكوكهم وجاء يوم علم فيه الجميع بأن أحد حراس التوازن المستذئبين حصل على رفيقة روحيّة، هدية مقدرة من سيدة القمر نفسها.

بعكس المستذئبين الذين يعتبرون الرفيق بشرى ونعمة حراس التوازن لم يجدوا هذه الروابط المفروضة سوى نقمة ففهموا... فهموا أن سيلين كانت تعاقبهم، تذكرهم بأنها الآلهة وأنهم مجرد كائنات يمكن قهرها على وجه هذه الدنيا والمستذئبون هم أتباعها مهما كانت دماؤهم نادرة أو أنسابهم عالية في الأرض.

قيل أن حارس التوازن الفتي انجذب لرفيقة روحه والتي كانت ابنة ألفا المجموعة الوحيدة التي تعرف بأمر حراس التوازن وتساندهم. مجموعة الرماد الفضي لليكاون التي تحصلت على هذا الاسم تيمناً بأحد أسلاف ريغان الأوائل ليكاون العظيم نفسه.

حارس التوازن والمستذئبة... هما لم يكونا رفيقين فحسب بل وأكثر، سيلين أرادت أن يقعا في الحب وهذا ما حصل.

ولابد أنها كانت تبتسم بسخرية من مكانها المريح أينما كان، تشاهد ردود الفعل المصدومة، تردد بأن لا يحاول الفانون مجابهتها أبداً.

أوريـونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن