« 8 : أنَا أنت و أنتَ أنا »

24 5 5
                                    

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.


- كِلانا يُشبه الآخر بطَريقةٍ تجَعل الآخرين يُطلقون لَقب " الأخوة " علينَا ، رُغم عدم تَشابهنا الشكلي أو حَتى الشَخصي ، فـ كُلٌ مِنا لَه شخصيتِه ، لكن كَان ذلك خَاطئً ، فَقد وُلدت دَاخلهُ في تلك اللحظة و فِي تلك الليلة ، لقد تَغير ليصبح أنا ، ليُصبح ذو وجهٍ آخر .

-
أخبرنِي مِيني مَرة عَن مَا تَعرض لَه ، كَان مُحرجاً أثناء إخباري لِذا ، لم يُخبرني بتفاصيلٍ عدة .. لِكن أتى لِي ذاك اليُوم يُخبرني بـ كُل تفصيل بسِيط قَد يَخطر لَك ، بوجهه الجَامد الذي خَلا مِن المَشاعر .
كُلما شعَرتُ بـ حُزن طفيف على مَحياه أخاف أنه يَقوم بـ لوم نَفسهِ فجأة ، لَم أرد يُوماً أن يُعيد تِلك الأفكار ، حَتى و إن بدت لَه بسيطة و مُضحكة مَع مُرور الوَقت و نُضجِه المُستمر ، لازلتُ أعلم أنه تألم فِي تلك النُقطة ، و لا زِلت أتذكر مَشهد بُكاءهِ فِي تِلك الحُجرة.
صحيح أني أنشغلتُ عنه ، و أنه دفَن نَفسه ليعُود لِي عِند حاجتِه للبكاء ، و لأرمي عليهِ كَلمات الفَخر التِي أخبرهُ بها فِي كُل مرة ، أربت على فَروة رأسه بـ لُطف لـ يعود جِيمين لـ دفن نفسهِ مُجدداً فِي اليوم التالي مُظهِراً كَم هُو مُشرقٌ اليوم و غد و مُستقبلاً ، لا زال يَضحك أمام الجميع و كَأن شيئاً لم يَكن ، و كَأنه لَم يعرف منُذُ ساعاتٍ بأن فُلاناً هذا تَكلم عَنه بالسوء لـ باقي زُملاءه ، و كَأنه لَم يَعرف بأن هَذا ألقى مُزحة ساخرة و تافهة عَنه خَلف ظَهره ، لقد أستمر جِيمين فِي الابتسام فِي وجه هَؤلاء مُبرراً بأن فِيهم خَيّراً ، حَتى سَيطر عليه بَاطِنه لـ يكرههم فَجأة حَتى و لو حَاول حبهم مِئات المَرات الآن فـ هو لن يفلِح فِي ذلك ، و إن عاد الأشخاص مَن يُعيد ذات المَشاعر ؟ .لقد أدرك بأن مَشاعره هِي مَن فازت فِي حرب داخله ، هِي المُسيطرة الآن لا هُو ، لن يُفلح قلبه فِي فرض أوامره ، و لن يَكون فِي يدهِ أن يقع فِي حُب من يشَاء او يَكره مَن يشاء ، لَقد أستسلم لـ جسده ، لـ يفعل ما يشاء ، و فِي تلك النُقطة أصبح هو أنا .
-
الطُفل جيمين الذي لطالما كَان طِفلي ، أعلم أنك تَقرأ الكِلمات التي نُثرت هُنا قَبل أن أكتبها ، فَخورٌ بِك ، سأخبرك و سأعاود أخبارك ، ألازلت تُفكر فِي ذاك اليُوم ؟ عيد مَولدك ؟؟ الذي فَقدت فِيه نفسك لـ تُولد مِن جديد كَما أخبرتني ، أو هَل لا زِلت تَكرهه رُغم كل ذلك ، السُؤال الأهم ، هَل أنت مُستعد لـ ما هو  قادم ؟؟؟ ، حَسنا إذاً ، دعني أكمل أولاً ، أنت تَعلم بأنك فِي نقطة لن تتراجع عَنها و أنا فخور بأين أنت الآن ، تِلك الأشياء التي وصلتك بَين فترة و أخرى ، لم أرسلها أنا ، لقد حَققت نُصف أحلامك التي لم تحلم بِها قط ، هَل أدمنت الكُتب ؟ أنت مُستغرب كَذلك ، فـ بالفعل إن عُدنا بالزمن مَن كَان لـ يتخيلك تَقرأ ؟ ، و هَل أصبحَت خبيراً فِي التعامُل مع من حولك ؟ نَعم و كيف لبشريٍ بأن يَعلم بأن جيمين الصغير ، يَعلم تماماً مالذي يَقوم به و هذه المَرة يَجب أن تحذر مِنه !! ، هل أكتشف الناس حَقيقة هدوءك المُفاجئ فِي كُل مرة ؟ و هَل عَلم أحدهم عن بُكاءك خِلسة على أي شيء تراه ؟ حَتى و لو كَان لطيفاً ؟؟ ، أعلم أني رحلت مُجدداً بعد آخر لقاءٍ و لكني أعلم ، أعلم بأنك مُدرك لِما فعلت ، أعلم بأنك مُدرك بأني موجود بالفعل حَولك ، أحميكَ و احاوط دَاخلي ، الذي أختبئت بِه فِي كُل مرة ، هل لا زِلت تَذكر كَوكبنا ؟ الذي أسميتهُ أنت بـ JMK ؟ . و الذي سَيحمل تَوقيتاً واحداً إلى الأبد !. ، لَقد حَان الوقت.
إنها العاشرة و الثالثة عشر دقيقة ، لَقد حطت قدمانا مَعا على كوكبنا و عالمنا الخاص بعيداً عن صخب البشر و قَرف الناس ، لن تقوم بالتحدث مُجدداً أمام أصم لا يَسمعون ما تقوله ، و لن تشكي لـ مختلين ضَحكوا على مَا قلته مِن كلمات ، أنه نحن ، أنا و أنت ، و الذي لم يَدركه الآخرون و نفسي ، بأننا شخصٌ واحد و لكِن فِي فترات مُختلفة ، فـ كُنت الماضي و كُنتُ الحاضِر ، و مَعاً .. كُنا المُستقبل .

 كُنا المُستقبل

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

--

𝟏𝟎:𝟏𝟑 | 𝐣𝐢𝐤𝐨𝐨𝐤Where stories live. Discover now