اتجهت أعيننا نحو الشاب المثير للمتاعب، منتظرين أن يبدأ الحديث، لكنه اكتفى بقول أنه ليس لديه أسرار ليكشفها، وأن موضوع النادي هذا غبي و غير مُجدي.
في تلك اللحظة، تنحنح الطبيب و خاطبه:
- و لعبة الويجا التي أجبرت ابن عمك على لعبها معك و تسببت في موته؟
- ك.. كيف علمت بذلك؟
- لا تسأل الأسئلة يا بني، فقط أجب.
- أنا.. أنا..
- تذكر، الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة.
- لم أجبره.. لقد لعبها بإرادته. لم أكن أعلم أنها خطيرة هكذا.. اسمي عبد الهادي، و لقد حدث الأمر منذ ثلاث سنوات. كنت أتجول مع ابن عمي في مكان ريفي و لم ننتبه لوصولنا إلى منطقة المنازل المهجورة. في البداية قررنا ان نعود أدراجنا، لكنني اقترحت أن نلقي نظرة داخل تلك المنازل من باب الفضول. و هكذا، انتقلنا من منزل إلى آخر حتى وجدنا داخل واحد منهم علبة بها لعبة الويجا. و بدون تفكير، اتفقنا أن نلعبها..
كان جبين "عبد الهادي" يتصبب عرقا و هو يروي لنا قصته، و كانت اصابع يده اليمنى تمسك بأصابع يده اليسرى بقوة بين الفينة والأخرى، لتكشف عن الفتى الخائف و النادم على ما فعل، والمختبئ تحت قناع الشاب الكبير الوقح المُستَعْمَل للعرض ولفت الانتباه.
واصل الأخير حكايته حيث أخبرنا بأنّه حالمَا فتح العلبة و وضع اصبعه فوق لوح الويجا و بدأ اللعب، تغير الجو و أصبح الهواء باردا و ثقيلا، كما و أصبحت الطيور في الخارج تصدر أصواتا غريبة شبيهة بالصراخ. لكن ذلك لم يمنعهما من المواصلة، و انهالا على الأرواح بالأسئلة التافهة و نسوا أن يقولوا شكرا و وداعا في النهاية، مما أغضبها لتهجم على ابن العم فيقع على الأرض صارخا، مُبيضّ العينين.
عندما رآه "عبد الهادي" بذلك الشكل، فرّ هاربا و عاد إلى منزله و انزوى داخل غرفته مصدوما. بعد مرور ساعة، ذهبت إليه أمه لتطمئن عليه فأخبرها بكل شيء، لكن للأسف كان قد فات الأوان عندها، لأنّ ابن عمه توفّي. و منذ ذلك اليوم، و الكوابيس لا تفارقه، بل و يسمع صوت ابن عمه يناديه احيانا و يلومه على تركه وحيدا.
صمت "عبد الهادي" للحظات، و بقينا نحن ننظر إليه بصمت، لتُفاجئنا المرأة التي أتت في وقت سابق بدخولها الغرفة و تقديم كوب ماء له، دون أن ترفع رأسها أو ترينا وجهها.شرب الأخير رشفة، ثم سأل الطبيب عن الهدف من هذه الإعترافات، ليشكره الطبيب على صراحته و يعده بشرح كل شيء قريبًا.
بعدها، حان دور الشاب الثاني ليحكي قصته أيضًا.
أنت تقرأ
إعترافات 2
Mistério / Suspense" يُقال أنّ هُناك ليلة واحدة على الأقل في حياة كل إنسان تقلب الموازين رأسا على عقب، ولا يعود بعدها كما كان أبدا.. وليلتي أنا كانت في هذا اليوم.. " انضموا إلى "حنين" و صديقتها "رؤى" في رحلة محفوفة بالمخاطر و الغموض للاطّلاع على اسرار و حقائق صادمة. (...