الوحش

26 4 13
                                    

ربما عندما تراهم في الكاميرا مع بقية الرؤساء ستكون مثل"لا يمكن أن يكون هؤلاء قتلة"؛"هل يعقل أن كيانا غير معترف به كدولة يسبب كل هذا الدمار"
أجل يمكن أن يسبب أكثر من هذا يمكن أن يختطف أحلام أطفال لم يصل عمرهم عشر سنوات يحلمون بلعبة بسيطة بين أيديهم الصغيرة بأحضان آبائهم و قبلات والداتهم؛هذا الكيان اللعين قد يكسر قلب أم ببساطة كانت تجري تحت وابل الصواريخ لإنقاذ إبنها و عندما إبتعدت قليلا نظرت له فوجدت جسده الصغير داخل بطانيته بدون رأسه؛يمكن لهذا الكيان الوحش أن يهدم أحلام مراهق عمره بين السادس عشر و العشرين يحلم ربما بأن يكون حاملا لراية الحق ربما بأن يكون عالما من علماء الفقه و الدين أو صاحب علم لكن يد كيان متوحش إستولت على مدرسته و حولتها لكومة من الأشلاء البشرية ربما كانت تلك الفتاة التي لم تدخل العشرينات بعد دخلت الجامعة بحلم أن تصبح طبيبة تعالج جسدا لكن جسدها أصبح محاصرا تحت ركام جامعتها و أين كاد أن يولد حلمها فقدت روحها
عدة مجازر تكررت و مازالت كلماتنا تتخبط بينها كما تتخبط أرواح الفلسطينيين فيها
أخبار عاجلة تحمل ذات الصدى مجزرة هنا و إصابات هناك
لكن هاته المرة الوضع إزداد سوءا
ربما ستسأل كيف؟في النهاية نفس المجموعة العمرية من الشباب و الأطفال و الضحايا معظمهم نساء أمهات
لكن هاته المرة بسبب هاته المجزرة تم دفن أشلاء مختلف في قبور منفصلة و أخرى جماعية
بدأت القصة بإجتماعهم لصلاة الفجر في أحد المدارس و إنتهى بالصحافة و هي تصور أشلاء بشرية متفرقة لأطفال و نساء و رجال
لم تستطع أمة عظيمة مثل الأمة العربية سوى فعل شيء واحد هو تقسيم الأشلاء في أكياس
"لو سمحت،أخي ضائع ولا أجد جثته"
"كم وزن أخاك؟"
"حوالي سبعين كيلو"
أخذ كيسا بلاستيكيا ليجمع فيه البعض من الكبد و الأمعاء و الأطراف ثم منحه له
"خذ هذا الكيس وزنه تقريبا سبعين كيلو إدفنه و توكل على الله"
أنا الآن في وضع لا أستطيع فيه حتى الكلام لا أستطيع جمع كلماتي للتعبير عن الوضع
هل أتحدث عن الدمار في هاته المجزرة و كيف تمت جمع أشلاء بشرية؟أم أتحدث عن الإنهيارات النفسية التي أصابت الطاقم الصحافي الذي ينقل الحدث حدث مقتل شعب عربي مسلم أو حدث أشلاء بشرية لمدنيين مرمية هنا و هناك لمختلف الأعمار من أجل ناس إجتمعوا لإقامة الصلاة و اللجوء إلى الدعاء لله
أم أتحدث عنا نحن؟من نتابع القضية بكل أخبارها ولا نستطيع فعل شيء لإيقاف هاته الجرائم
الوضع يزداد سوء و الكلمات بالنسبة لي لم تعد تجدي نفعا فحتى الأجانب أصبحوا يدركون الطرف الصحيح من الخاطئ و إختاروا فلسطين بينما أنا و أقلية مازلنا نحاول هنا التذكير بالقضية و تذكير العرب بدعم أهلهم لكن ما نلقاه هو هجوم و إتهامات باطلة
في الأخير المجازر ستستمر و لن تتوقف ألمنا على أهلنا و حدادنا مستمر و الخطأ على إسرائيل لا على الحكام العرب ولا على حماس أو غيرها من الحركات التحررية
تجنبوا الفتن و واصلوا التمسك ببعضكم لا تسمحوا لتسلل الكيان
واصلوا الدعاء لأهلكم في غزة و إتخذوهم قدوة لكم كيف نهضوا رغم الحرب لإقامة صلاة الفجر فكان نصيبهم جنات النعيم
أما أنا فقد نفذت كلماتي حاليا لا أستطيع قول شيء آخر بعد ما رأيته من المجازر الأخيرة لن يمحى من ذاكرتي

دمتم سالمين

 السبيل إلى القدسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن