علّمتني نجمة الصبح وزهرة البُستان

٣

| قصور آل تركي - عصرًا |

رفعت راسها جميله لساره تنطق : قفل بوجهي
تنهدت ساره تنطق : وإنتي خليك ثقيله وجيبي راسه , الرِجال قلوبهم خفيفه
هزّت راسها جميله ودخلت نجوى وابتسمت تنطق : بنمشي الحين
وقفوا ساره وجميله يطلعون واخذت جوالها نجوى تتصل على طلال , سمعت رد المساعد ينطق : دكتور طلال بغرفه العمليات
عضّت شفايفها نجوى ونطقت : تمام
رفعت راسها من دخل عليها فيصل ينطق : أمي فيك شيء؟
تقدم لها يجلس بجانبها وهزّت راسها بالنفي تنطق : ابي اتطمن على اخوك واسأله بس هو بالعمليات
ابتسم فيصل : لا تشيلين همّ بيطلع منها ويرجع يتصل عليك
ابتسمت نجوى ووقفت وراه يمشون للسيارات , ركبوا ينطلقون للشاليه المُقابل للبحر ..

| امام مستشفى إطلال |

طلعت وجد تمشي لسيارتها تنهي وقت دوامها , ركبت سيارتها ونزلت عيونها لجوالها اللي رن , ناظرت إتصال بيان وقفلته تحرّك للقصور , وقفت بشارع امام حادث سياره ونزلت تشوف الحادث , ناظرت بالشرطي اللي امامه ينطق : ما تقدرين تدخلين
رفعت راسها وجد : دكتوره , بساعدهم
هزّ راسه ورفع الشريط ودخلت وجد للحادث , تقدمت تسمع صراخ امرأه وناظرت بالرجل اللي بالسياره ولفّت للمسعف اللي نطق : رجل بعمر الـ٣٠ عام فاقد وعيه ومرأه بعمر الـ٢٦ عام حامل بالشهر الثامن وجاها طلق حاليًا
هزّت راسها تتقدم للرجل اللي بالسياره وناظرته مغمى عليه ورفعت كفها تحطه على عنقه تقيس نبضه , ابتسمت من حسّت بنبضه موجود وتنفسه الطبيعي , بلعت ريقها من تقدم لها رجّال ينطق : ابعدي عن مكان السياره بنقصها ونطلّع الرجّال
هزّت راسها ترجع للخلف , ناظرتهم يقصون السياره لأجل يطلعون الرجّال , مشت لسيارة الأسعاف تسمع صراخ , دخلت وناظرت بالبنت اللي تبكي وتصرخ وتقدمت لها تمسح على شعرها تنطق : معك طلق تحمّلي ألين توصلين المستشفى
فتحت عيونها البنت منى تنطق : زوجي محمد انقذيه تكفين!
هزّت راسها وجد تبتسم : بنقذه , تحمّلي عشانه وعشان البيبي
ابتسمت منى تهزّ راسها تنطق : بتحمّل!
طلعت من سيارة الأسعاف لأجل تمشي وتقدم لها المسعف : قصّوا السياره , وطلعوا حاليًا بالنقّاله
تقدمت تركب سيارة الأسعاف الأخرى يتوجهون لمستشفى إطلال ..

| الشاليه |

دخل طلال وناظر ماجد وحمد وفيصل جالسين امام البحر , تقدم لهم يسلّم شفهيًا ونطق حمد : ما شفناك يا دكتور بعد الملّكه
رفع راسه طلال ينطق : كان عندي مناوبه
ابتسم حمد يهزّ راسه : اجتهد عشان تعيّش بنتي بدلال
ابتسم طلال بسُخريه يهمس : بأحلامك الورديه
لفّ من نطقت رنا من وراه : طلال أمي تبغاك
وقف ومشى يدخل الشاليه , وقفت نجوى وتقدمت له تنطق : كيف مشت العمليه؟
ابتسم طلال ياخذ نفس براحه : مشت الحمدلله
ابتسمت نجوى ومسكت كفه تسحبه للمطبخ تنطق : اعرفك ما أكلت
ضحك بخفّه ينطق : أمي ماني مشتهي
لفّت له ترفع اصبعها تهدده : يويلك تقول ماني مشتهي , نحفان هالفتره ما تاكل
تنهد طلال يجلس ومدت له الصحن وابتدأ ياكل وناظرها ونطق : يعني بتراقبين اكلي لين أخلص؟
ابتسمت نجوى تهزّ راسها بالإيجاب ونطق طلال بابتسامه : روحي مع البنات وانا باكل
ناظرته نجوى ونطق طلال : ما تثقين فيني؟ لو قلتي كُل المطبخ كله اكلته
ضحكت نجوى ووقفت تنطق : اجل بروح لخالتك وإنت كمّل اكلك
هزّ راسه وطلعت من عنده نجوى , كمّل اكله طلال ورفع راسه من دخل شخص للمطبخ وظنًا منه يحسبها نجوى , ابتسم طلال : ما تثقين , اكلته كله
رفع راسه من نطقت جميله : اثق فيك!
ناظرها ووقف يغسل يدينه وتقدمت له جميله تنطق : ليه ما رديت عليّ اليوم؟
ما رد طلال وكمّلت جميله تنطق : اوه كنت بعمليه
رفع راسه ياخذ المناديل ينشف يدينه ونطق : تتسمعين لكلامي مع أمي؟
تقدمت له بخطواتها تنطق بابتسامه : ابي اعرف كل تفاصيلي
ناظر طلال وجهها القريب منه ونطق : لا تعرفين تفاصيلي , بالنهايه كل واحد بطريق
مشى من جانبها وطلع للبحر , طلع كتابه اللي يقرأه واخذ نفس يضحك بخفّه ونطق : تعيد وتزيد فيه لأن فيه ذكرياتك؟
ضحك بعلو صوته ومع ضحكته نزلت دموعه تتساقط مع بعضها , وقف ضحك ورفع كفه يمسح دموعه ينطق : مب إنت سبب حادث عُمر!
انسدح يناظر النجوم يكرر جملته : مب إنت سبب حادث عُمر!!
رجعت له الذكريات قبل ١٤ سنه ...
-
ابتسم عُمر وهو يركب السياره ونطق : نرجع القصور عشان ابويّ ما يذبحنا
لفّ له طلال ينطق : عُمر تكفى بسوق
ناظره عُمر يهزّ راسه بالنفي ونطق طلال : اعتبره تدريب
تنهد عُمر ونطق : تعال
بدلوا الأماكن وعلمه عُمر اساسيات السواقه , حرّك طلال وهو يعضّ شفته يتوجه لطريق القصور , ابتسم عُمر له من اتقن السواقه بسهوله وصرخ من شاف شاحنه متوجه لهم , لفّ طلال الدركسون لليمين يبعد ولكن فات الأوان , انقلبت الشاحنه على سيارتهم وتضرّر عُمر اكثر من طلال ..
-
تنهد يتذكر لوم ابوه له بأنه سبب حادث عُمر , ومن بعدها صار هو يلوم نفسه بحادثهم , قسى على نفسه قبل البشر لين فقد الشغف بالعيش بدون عُمر , مرّ بموقف صعب وكاد يفقد اخوه واعزّ الناس له , ألمه دمره , وهو دمر نفسه , لمّا اختار اللوم على نفسه بأن هو سبب الحادث , ألين اجتهد لنفسه وصار من أنجح الدكاتره والجرّاحين بالمملكه وعرف وقتها إن لوم ابوه ولومه لنفسه ما قدم ولا أخر , فقط شجعه لحلّمه , ولكن هذي ليست نهايه سعيده! اتئ له شيءٍ اقوى واكثر ألمًا من الأول ..!
رفع راسه من لمس الموج رجليه وناظر ظلمة البحر والقمر اللي يضويه , تذكر لمّا جاء له يتهرّب من ماجد وكُثرة اسئلته بموضوع جميله , وقف ينفض التراب عن ملابسه واخذ كتابه اللي كتبه لنفسه ولا نشره لأن فيه حياته وذكرياته الجميله , مشى يدخل الشاليه وابتسم من نطق فيصل : تعال اكسّر راسك باللعبه
ضحك طلال ينطق : كُبر العقل مفيد
كشر فيصل ينطق : الحين بتسرد لي دراساتك , خلها لك وللمهتمين لها
ابتسم طلال يجلس يلعب مع فيصل فيفا , تقدمت أميره تجلس بحضن فيصل وناظرها طلال ينطق : ما جيتي معي!
ناظرته أميره تبوّز شفايفها تنطق : إنت ما اخذتني
ابتسم طلال ياخذها ويقبّلها ينطق : باخذك لو ما رحتي الروضه
لفّت تأشر على فيصل تنطق : بابا ما يخليني اجي معك , دايمًا يقولي الروضه مفيده
هزّ راسه طلال بالإيجاب ينطق : صح كلامه الروضه مفيده!
ابتسم فيصل : تكفى طلال اقنعها مب كل يوم نجلس نصيحها وتبدأ افلام
ضحك طلال ورفع راسه له : المفروض تعزز لها يا ابوها
رجع ظهره فيصل لورا ينطق : ابي لها الفايده
طلال : كلنا نبي الفايده لعيالنا
وقف طلال يترك أميره مع فيصل ومشى يدخل الشاليه , طرق الباب وطلعت له غلا ونطق طلال : نادي لي أمي
هزّت راسها غلا ومشت تنادي نجوى , طلعت له نجوى ومعها غلا ونطقت نجوى : شفيك؟
ابتسم طلال : أمي انا تعبان بروح للقصور ارتاح , انتوا متى بترجعون؟
رفعت غلا اكتافها بعدم معرفه ونطق طلال : رنا ماشفتها , وينها؟
نجوى : سافرت اليوم لفرنسا , عندها عرض ازياء لتصاميمها
هزّ راسه وطلعت نجوى وتقدمت له غلا تقبّل خده تنطق : شكلك حلو , مسوي تان؟
ابتسم طلال : طول وقتي برا بالشمس وبالغلط صار تان
ضحكت غلا وغمزت له : لابق لك اللون
ضحك ودخلت غلا للمجلس , التفت بيطلع ولكن وقف متجمد من قُبلتها لخده , ناظرها ونطق : مين قالك تتجرأين!
دفعها من امامها ومسك المنديل يمسح خده وطلع لسيارته , ناظرته جميله وعضّت شفايفها تحاول تاخذ قلبه له , لفّت لساره اللي نطقت : وش سويتي؟
بلعت ريقها جميله : بسته
ابتسمت ساره ومسكتها تنطق : وزيدي جرعه البوسات وبيجي لك طايح على وجهه
دخلت جميله معها تسمع نصايح امها لها ..