الفصل 22

119 13 0
                                    

مر الوقت علي الجميع وكأنه دهر كانت نور تجلس في مكتبها وتضع راسها بين يديها وتبكي تبكي علي حلها وحاله وما وصلو له بعد كل هذه المده من الهجر والفراق كانت تتمني أن تراه ولاكن ليس هكذا ليس هكذا فاقت من شرودها علي صوت الممرضه وهي تحدثها بحزن علي حلتها

فاطمه الممرضه : دكتوره نور

رفعت نور رأسها ونظرت لها بعين ذابله ووجه شاحب ودموعها تغرق وجهها اقتربت منها فاطمه وربتت علي كتفها : اهدي يا دكتوره مالك بس اول مره اشوفك كدا دا مش اول مريض تعالجيه وتكون حالته صعبه

كانت تتحدث بحسن نيه ولا تعلم أن ذالك المريض هو روحها فإن حدث له مكروه لن تستطع العيش من بعده هي كانت تظن أنها قد نست ولاكن هي لم تنساه إطلاقا فهي دائما ما كانت تتذكره وتتذكر مواقفهم وكل شيء كانت لا تنام الي وهي تحتضن صورته وتضعها بجانب قلبها لعله يهدء من شوقها له لا احد يعلم كيف عانت وهي بعيده لا احد يعلم

فاطمه : دكتوره نور انتي كويسه

أزالت دموعها بهدوء : انا تمام يا فاطمه متقلقيش انا بس صعبت عليا حالت المريض

فاطمه : دي اول مره تكوني كدا

نور : وبعدين بقا يا فاطمه قولتلك خلاص

فاطمه : احم اسفه يا دكتوره

نور : ولا يهمك يا فاطمه انا بس مضغوطه ومش قادره اتناقش انتي عارفه انا مطبقه بقالي يومين

فاطمه : منا قولتلك يا دكتوره ترتاحي انتي وانا هقعد مع المريض وانتي مش رضيتي وصممتي انتي الي تكوني جانبه طول الليل رغم انك مش بتعملي كدا مع أي مريض تاني

نور بوء عكس ما تشعر به من آلام جسديه ونفسيه : منا قولتلك دا مريض مشهور و غير كدا اخو صدقتي فلازم انا اهتم بيه

فاطمه : طيب دلوقتي وقت الكشف علي المريض المفروض أنه يفوق انهارده

نور بارتباك من المواجهه : احم خلي الدكتور رشاد هو الي يفحصه المره دي

فاطمه باستغراب : ليه انتي الي متابعه حالته مينفعش الدكتور رشاد هو الي يعمل كدا

نور : اسمعي الكلام يا فاطمه وابعتي للدكتور رشاد ييجي علشان أفهمه حالت ادم

فاطمه : ماشي

(فاطمه واحده غلبانه باباها متوفي وعايشه مع مامتها قابلت نور في المطار وكانت بتبيع ورد ومناديل بس نور لقتها شكلها جميل ولبسها رغم أنه مش علي الموضه الي أنه مهندم ورقيق وبتلبس حجاب زي نور فنور سألتها انتي بتشتغلي ليه وكدا فعرفت ظروفها وأنها متخرجه بشهاده من كليه تمريض بس الدفعه بتاعتها كان مرفوع عنها التكليف فمعرفتش تشتغل بشهادتها اخذت نور رقمها وقالتلها هكلمك وبعد اربع شهور نور رنت عليها فعلا بعد ما المستشفي خلصت و طلبت منها تيجي علي نيويورك هي ووالدتها و نور هتتكفل بكل مصاريفها وفعلا جات هي ومامتها و اشتغلت مع نور في المستشفي علشان كدا واخده عليها وبتكلمها عادي كأنها صحبتها بس طبعا منقدرش تقولها نور كدا من غير دكتوره لأنها شايفه أن العين مش بتعلا علي الحاجب رغم أن نور حاولت معاها كتير بس هي موافقتش )

بين الحلم والقدر( مكتمله )بقلم نورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن