#### الفصل الثالث:

6 2 0
                                    

بدأ جاك في السير عبر الدرب الذي أشار إليه إدوارد، وهو يشعر بالدهشة والرهبة من هذا العالم الغامض. كل خطوة تأخذه إلى عالم غير مألوف، حيث تتغير الألوان والأصوات وتصبح الطبيعة أكثر غرابة. كانت الأشجار تنمو بأشكال غير تقليدية، والزهور تتوهج بألوان زاهية تتمايل في الهواء كما لو كانت تستقبله.

بينما كان يتقدم، لاحظ جاك وجود أشياء غريبة على طول الطريق: حجرات متوهجة ومواقع تتراقص فيها الأضواء كأنها تحتفل بقدومه. كانت العلامات التي مر بها تشير إلى تنوع الأبعاد، كما لو أن كل واحدة منها كانت تروي قصة مختلفة. وفجأة، توقف جاك عند مفترق طرق، حيث كانت هناك ثلاث مسارات، كل منها يفضي إلى اتجاه مختلف.

عندما بدأ في التفكير في أي طريق يسلك، سمع صوتًا من خلفه. التفت ليجد أن إميلي قد ظهرت فجأة من بين الأشجار، وعلى وجهها تعبير من القلق والدهشة.

"جاك!" صرخت إميلي، وهي تجري نحوه. "لم أتوقع أن أجدك هنا! كنت قلقة جدًا عندما اكتشفت أن النافذة قد فتحت. لقد شعرت بأنك بحاجة إلى مساعدة."

"إميلي؟" قال جاك بدهشة، وهو يركض نحوها. "كيف وصلتِ إلى هنا؟"

"كنت أبحث عنك بعد أن شعرت بوجود تغيير غير طبيعي في القرية. عندما علمت بما حدث، استخدمت قدرتي على التنبؤ بالأحداث لأجدك هنا." شرحت إميلي، وهي تلتقط أنفاسها. "لكن علينا أن نكون حذرين. هذا المكان ليس كما يبدو، وقد تكون هناك مخاطر غير متوقعة."

نظرت إميلي إلى المفترق أمامهما وأخذت نفسًا عميقًا. "إذا كنت سأكون هنا، سأكون معك طوال الرحلة. لكن علينا أن نختار الطريق بحكمة. كل طريق يمكن أن يأخذنا إلى عالم مختلف، ومعه تأتي التحديات المختلفة."

"كيف نعرف أي طريق نختار؟" سأل جاك، وهو ينظر إلى المسارات الثلاثة بتوتر.

إميلي نظرت إلى الأرض حيث كانت هناك علامات غامضة مرسومة في التراب. "هناك بعض العلامات التي قد تساعدنا. لنفحص كل مسار ونرى أي منها يبدل الألوان أو يخلق تأثيرًا مختلفًا."

بدأ الاثنان في فحص كل مسار بعناية. الطريق الأول كان يبدو عاديًا، يمر عبر غابة مظلمة ولكنها هادئة. الطريق الثاني كان مضاءً بألوان زاهية، يكتسح الضوء من الأعلى وكأنه يدخل إلى عالم خيالي. الطريق الثالث كان مغطى بضباب خفيف، ينطوي على مظهر غامض وغير محدد.

"الطريق الثاني يبدو وكأنه يضيء وكأنه يدعونا للدخول،" قالت إميلي أخيرًا. "لكن يجب أن نكون حذرين. يمكن أن يكون هذا هو الطريق الأكثر تحديًا."

وافق جاك برأسه، وأخذ نفسًا عميقًا. "لنختر الطريق الثاني. علينا أن نواجه ما هو أمامنا بجرأة."

مشى جاك وإميلي على الطريق المضيء، وكانت الأضواء تتراقص حولهما، تخلق تلميحات من الألوان والحركات. في البداية، كانت الأمور تبدو رائعة وسحرية، لكن سرعان ما بدأ القلق يساور جاك حول ما يمكن أن يتواجهه في هذا العالم الغامض.

العودة إلى البدايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن