بخطوات حذرة ومليئة بالحذر، بدأ جاك وإميلي في استكشاف المدينة الزمنية. كانت الألوان والأصوات المحيطة بهما تتغير باستمرار، مما جعل من الصعب تحديد أي اتجاه يجب أن يسلكوه. كان كل زقاق وشارع يبدوان وكأنهما يشكلان لغزًا جديدًا، ولكل مبنى وتفصيل في المدينة قصةً خفية.
مروا بميدان واسع كانت فيه نوافير تنفث مياهًا تتلألأ بألوان قوس قزح. حول الميدان، كان هناك حشود من الناس يتجمعون حول الأكشاك التي تبيع طعامًا غريبًا وألعابًا تتألق في الضوء. لكن ما لفت انتباه جاك هو وجود لافتة في أحد أركان الميدان، مكتوب عليها: "أين يوجد القلب، تجد الطريق."
"ما معنى هذه العبارة؟" تساءل جاك، وهو يقرأ اللافتة بتمعن.
"أعتقد أنها قد تكون تلميحًا," قالت إميلي، وهي تتفحص الميدان. "ربما علينا البحث عن شيء محدد في المدينة."
بينما كانا يمران عبر أكشاك الطعام، لفت نظرهما أحد التجار الذين كانوا يعرضون مجموعة من الأدوات القديمة والمجوهرات المتنوعة. كان التاجر يرتدي زيًا تقليديًا مزينًا بالخرز، وتعلو وجهه ابتسامة غامضة.
"مرحبًا! يمكنني مساعدتكما في أي شيء تبحثان عنه؟" قال التاجر بصوت مفعم بالحيوية.
"نبحث عن شيء يُسمى الكريستال الزمني," أجاب جاك. "سمعنا أن لديه أهمية كبيرة في هذه المدينة."
تأمل التاجر بعمق ثم أشار إلى مجموعة من المجوهرات على الطاولة. "الأشياء التي تبحثان عنها ليست هنا، ولكن يمكن أن تساعدكما بعض الأدوات التي لدينا في البحث."
كانت هناك سلاسل وأقفال وأشياء أخرى قد تكون ذات قيمة. أخذ جاك قلادة صغيرة بها حجر كريم لامع. كان الحجر يتلألأ بألوان متغيرة، وكان يبدو وكأنه يحمل قوة خفية.
"هذه القلادة قد تكون مفيدة," قال التاجر، وهو ينظر إلى القلادة. "لكن تذكروا، في المدينة الزمنية، ليس كل ما تراه هو كما يبدو. القلادة ستساعدكما في توجيهكما، لكنها ستكشف أيضًا عن أشياء لم تتوقعوها."
أخذ جاك وإميلي القلادة وشكرا التاجر قبل أن يغادرا الأكشاك. قرروا أن يتوجهوا إلى مكان كان يبدو أنه مركز المدينة بناءً على الخريطة التي أعطاهم إياها السيد عادل.
مع مرور الوقت، بدأت القلادة تتوهج بشكل خافت، وتبدو وكأنها تشير إلى اتجاه معين. ساروا في هذا الاتجاه، وعندما اقتربوا من حافة المدينة، وجدوا أنفسهم أمام جدار ضخم مزين برسوم غامضة. كانت الرسوم تشكل خريطة، لكن العديد من الأجزاء كانت مفقودة.
"هذه قد تكون خريطة أخرى," قال جاك، وهو يتفحص الرسوم. "ربما يمكننا استخدام القلادة هنا."
فجأة، أضاء الحجر في القلادة بشكل ساطع، وبدأ يشع ضوءًا أزرقًا يبرز تفاصيل غير مرئية على الجدار. مع الضوء، بدأت الرسوم تتغير وتكتمل تدريجياً، وكأنها تكشف عن خريطة جديدة أو دليل.
أظهرت الخريطة منطقة في أقصى المدينة، حيث كان هناك برج قديم يبدو مهجورًا، لكن حوله كانت هناك علامات تشير إلى أهمية خاصة. تزامنًا مع ذلك، تحركت الصخور على الجدار وكشفت عن مدخل سري.
"يبدو أن هذا هو المكان الذي نبحث عنه," قالت إميلي بتفاؤل. "لنذهب إلى البرج."
اتجه جاك وإميلي نحو البرج القديم، وكانت الأضواء من القلادة تضيء الطريق أمامهما. كلما اقتربا، زادت الأجواء غموضًا، ومعها ازداد التوتر في قلوبهما. كان البرج يبدو وكأنه يحمل أسرارًا كثيرة، وكأن التاريخ نفسه قد دفن هناك.
عندما وصلوا إلى البرج، وجدوا مدخلًا ضيقًا يتطلب النزول إلى أعماق الأرض. تنفس جاك بعمق، وقال: "لا نعرف ماذا ينتظرنا في الداخل، لكن علينا أن نكون مستعدين لأي شيء."
نزلوا ببطء إلى الداخل، وكانوا على استعداد لمواجهة ما هو قادم. كانت أجواء البرج مظلمة وباردة، والهواء مليء برائحة التراب القديم.
بينما كان جاك وإميلي ينزلان عبر الممر الضيق في البرج القديم، كان الهواء يزداد برودة وأجواء الظلام تزداد كثافة. كانت الأضواء التي تنبعث من القلادة تتخلل الظلام بنعومة، وتكشف عن جدران مغطاة بالرموز القديمة والكتابات التي تبدو كأنها محفورة منذ قرون.
أصبح الممر أكثر ضيقًا، وكان الصوت الوحيد الذي يسمعونه هو صدى خطواتهما على الأرضية الرخامية الباردة. بعد فترة من الزمن، وصلوا إلى غرفة واسعة، مليئة بالأبخرة التي تتصاعد من فتحات في الأرضية.
في وسط الغرفة، كان هناك تمثال ضخم من الحجر، يمثل شكلًا غامضًا لمخلوق يبدو وكأنه نصف إنسان ونصف طائر، مع أجنحة ممدودة وأعين تتوهج بلون أخضر باهت. فوق التمثال، كان هناك لوحة حجرية منقوشة بنصوص قديمة تتلألأ بشكل غير عادي.
"هل تعتقدين أن هذه النصوص قد تكون مهمة؟" سأل جاك، وهو يضيء القلادة على النقوش.
"ربما," أجابت إميلي، وهي تتقدم نحو اللوحة الحجرية. "لكننا بحاجة إلى ترجمتها لفهم ما تعنيه."
فجأة، شعرت إميلي بشيء غريب. كان الضوء الأخضر المنبعث من عيون التمثال يتغير، ويتجه نحو النقوش على اللوحة الحجرية. حاولت إميلي قراءة النصوص القديمة بتركيز، ومع كل كلمة كانت تقرأها، كان الضوء ينمو بشكل أكبر ويملأ الغرفة.
"يبدو أن هناك نمطًا معينًا يتكرر هنا," قالت إميلي. "النصوص تتحدث عن 'مفتاح الزمن'، وأنه يجب استخدامه في نقطة معينة لإطلاق الكريستال الزمني."
بدأت النقوش على اللوحة تتألق بشكل متسارع، وكأنها تستجيب لمحاولة إميلي في فهمها. فجأة، ظهرت شعاع من الضوء الأزرق، وفتحت فتحة صغيرة في الجدار بجانب التمثال. خلف الفتحة، كان هناك صندوق خشبي قديم، مغطى بالتراب والغبار.
"يجب أن يكون هذا هو مفتاح الزمن الذي يتحدثون عنه," قال جاك،وهو يفتح الصندوق ببطء