تبادل جاك وإميلي نظرات من الإعجاب والارتياح. عرفت إميلي أن هذه كانت بداية رحلتهما في عالم أكثر تعقيدًا. استعدا لعبور البوابة، وكانت قلبيهما ينبضان بشدة، مع توقع المغامرات القادمة.
عندما عبر جاك وإميلي من خلال البوابة التي انفتحت أمامهما، وجدوا أنفسهم في مكان مختلف تمامًا. المشهد الذي استقبلهم كان غريبًا وساحرًا. كانوا في قلب مدينة قديمة ذات أبراج شاهقة وطرق ملتوية، تزينها أضواء ملونة متألقة وأبنية ذات تصاميم معمارية غير تقليدية. المباني كانت مغطاة بالأنماط والرموز المتشابكة التي لم يروا مثلها من قبل.
كان الجو في المدينة مشبعًا بروائح عطرية غريبة، بينما كانت أصوات الموسيقى تتسلل من كل مكان، وكأنها تأتي من آلات موسيقية غير معروفة. بدا أن المدينة في حالة احتفال دائم، حيث كان الناس يرتدون ملابس ملونة ويتنقلون بين الأسواق المزدحمة.
"أين نحن؟" سأل جاك، وهو يتفحص المدينة بدهشة.
"لا أعلم، لكن يبدو أننا في عالم مختلف تمامًا," أجابت إميلي، وهي تراقب حشود الناس المتنقلين في الشوارع. "ربما يكون هذا هو المكان الذي يؤدي إليه الاختبار."
بينما كانوا يسيرون في الشوارع، لاحظوا أن المدينة كانت مليئة بالمحلات الغريبة التي تعرض بضائع غير عادية: علب تحتوي على جزيئات ضوء، تلمع وتغني، وكتب متطايرا في الهواء.
وفجأة، لفت انتباههم لافتة على أحد المباني، كتب عليها بخط مزخرف: "مركز الألغاز والتنبؤات."
"لنذهب إلى هناك," اقترح جاك. "قد يكون لديهم بعض الإجابات على ما يحدث."
دخل جاك وإميلي إلى المركز، الذي كان عبارة عن مكان كبير ومبهر. الجدران كانت مغطاة بمخطوطات غامضة وأدوات غريبة. خلف المكتب، كان هناك شخص مسن يرتدي نظارات سميكة، مشغولًا بكتابة شيء على ورقة.
"مرحبًا،" قال جاك، وهو يقترب من المكتب. "نحن في حاجة إلى مساعدة. لقد عبرنا بوابة في مدينة غريبة، ونبحث عن معلومات حول المكان."
نظر الرجل المسن إليهما بفضول، ثم رفع نظاراته وقال: "أهلاً بكم في مركز الألغاز. أنا السيد عادل، المفسر والمتنبئ. يبدو أنكم في مرحلة متقدمة من رحلتكم."
"نعم، نحن في رحلة عبر الأبعاد وواجهنا العديد من التحديات," قال جاك. "هل يمكن أن تساعدنا في فهم المزيد عن هذا المكان وعن كيفية المتابعة؟"
ابتسم السيد عادل برقة، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقول: "ما أنتم فيه الآن هو بُعد يُعرف بالمدينة الزمنية. هنا، يتم دمج الزمن والمكان بطرق غير تقليدية. يمكنكم العثور على الإجابات التي تبحثون عنها، ولكن عليكم أن تكونوا مستعدين لتحديات جديدة."
"ماذا تقصد بتحديات جديدة؟" سأل جاك بقلق.
في المدينة الزمنية، كل شيء يمكن أن يتغير في لحظة," شرح السيد عادل. "يجب أن تكونوا يقظين، فالأوقات هنا غير متوقعة ويمكن أن تتداخل مع زوال الماضي وصعود المستقبل. علاوة على ذلك، هناك مهمة يجب عليكم إنجازها للانتقال إلى المرحلة التالية."
"ما هي هذه المهمة؟" استفسرت إميلي.
"عليكم العثور على ما يُعرف بـ 'الكرcrystal الزمني'." قال السيد عادل، وهو يخرج خريطة قديمة من درج المكتب. "هذا الكريستال هو مفتاح الانتقال إلى الأبعاد الأخرى. يوجد في مكان سري داخل المدينة، وحين تعثرون عليه، سيمكنكم المضي قدمًا."
أخذ جاك وإميلي الخريطة من السيد عادل ودرساها بعناية. كانت الخريطة مليئة بالرموز والمعالم الغامضة التي يحتاجان لفك شفرتها.
"شكراً لك،" قال جاك وهو يضع الخريطة في حقيبته. "سنتوجه إلى هذا المكان ونحاول إيجاد الكريستال."
تبادل الاثنان نظرات من التصميم، ثم غادرا المركز. المدينة الزمنية كانت مليئة بالمفاجآت، وكل خطوة كانت تقربهما من اكتشاف المزيد من الأسرار.
بينما كانوا يسيرون في الشوارع، شعروا بأن الألوان والأصوات من حولهم تتغير بشكل متواصل، وكأن المدينة تتفاعل مع كل حركة يقومون بها. كانوا يعلمون أن رحلتهم في هذا العالم الغامض لم تكن سوى بداية لمرحلة جديدة من التحديات والاكتشافات.