الفصل الثامن :

2 2 0
                                    

بينما كان الضوء يتصاعد من الكتاب والكريستال، بدأت الغرفة تتغير تدريجيًا. الألوان التي كانت تملأ الجدران بدأت تتداخل وتتغير، وكأن الزمن نفسه كان يتلاعب بالواقع. شعرت إميلي بأن الأرضية تحت قدميها بدأت تهتز، وأصبح الصوت المحيط يتغير، يتحول من همسات هادئة إلى ضجيج متزايد.

"جاك، ما الذي يحدث؟" صاحت إميلي، وهي تمسك بالكتاب بشدة، محاولةً الحفاظ على توازنها.

"لا أعرف، لكن يجب أن نكون مستعدين لأي شيء قد يحدث!" رد جاك، وهو يحاول الحفاظ على الهدوء. "ربما تكون هذه تلميحات إلى كيفية استخدام الكريستال."

فجأة، بدأت الأضواء تتجمع في نقطة مركزية فوق المنصة، وكأنها تشكل بوابة زمنية جديدة. كانت الألوان تتراقص، وتتداخل بشكل يعكس ألوان الطيف. من داخل الدوامة الضوئية، بدأت تظهر صور لمدن، معارك، وأحداث تاريخية تتلاشى وتظهر بتتابع سريع.

تسلل الشعور بالقلق إلى قلوبهم. "هل تعتقد أن هذه رؤية لماضي أو مستقبل؟" تساءلت إميلي، وهي تراقب المشهد المتغير.

"قد يكون كلاهما،" أجاب جاك، وهو يراقب الأضواء تتكون في شكل بوابة ضوئية أمامهم. "لكن يجب أن نكون حذرين. لا نعرف ماذا يمكن أن يحدث إذا عبرنا من خلالها."

بينما كانوا يتحدثون، شعرت إميلي بشيء غير عادي. كانت الجدران المحيطة بالبرج تبدأ في الانهيار تدريجياً، وكأن الزمن نفسه كان يلتف حولهم، مما يجعل كل شيء يختفي ويظهر في أماكن مختلفة. بدأت البوابة الضوئية تتسع أكثر، مما يتيح لهما فرصة العبور.

"يبدو أن لدينا خيارًا واحدًا فقط," قالت إميلي. "إذا أردنا معرفة المزيد، يجب علينا العبور من خلال البوابة."

"إذا كان هذا ما يتطلبه الأمر، فلنذهب," قال جاك، وهو يأخذ نفسًا عميقًا. "لن نعرف ما ينتظرنا إلا إذا جربنا."

تقدما نحو البوابة الضوئية، وكانت الأضواء تتخلل أجسادهما، مما جعل كل شيء من حولهما يتحول إلى لون مشوش ومتداخل. شعرا وكأنهما يتنقلان بين أبعاد متعددة في وقت واحد، حيث كانت الصور والألوان تتغير بشكل سريع ومربك.

عندما عبروا البوابة، وجدا نفسيهما في عالم جديد تمامًا. كان هذا المكان مختلفًا تمامًا عن كل ما شاهدا من قبل. الأرضية كانت مغطاة بالثلوج المتلألئة تحت سماء مظلمة مليئة بالنجوم اللامعة. في الأفق، كانت هناك شلالات من الجليد، تتلألأ بألوان قوس قزح تحت ضوء القمر.

"أين نحن الآن؟" تساءل جاك، وهو ينظر إلى المناظر الطبيعية الخلابة من حوله.

"يبدو أننا في عالم يشبه عالم الشتاء، لكن بمسحة سحرية قوية," أجابت إميلي، وهي تتفحص المناظر الطبيعية. "قد يكون هذا هو المكان الذي يجب أن نبحث فيه عن مزيد من الأجوبة."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

العودة إلى البدايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن