جاك أخذ نفسًا عميقًا وحاول تهدئة قلبه المتسارع. كان المنظر أمامه مذهلاً؛ غابة كثيفة بأشجار عملاقة وألوانها تتراقص بين الأخضر والأزرق والفضي، وكأنها عالم من الأحلام. كانت أصوات غريبة تملأ المكان، تتداخل مع أصوات الرياح المتسربة عبر الأشجار.
تقدم جاك بحذر، عينيه تتفحص كل ما حوله. أقدامه كانت تغوص في طبقة من الأوراق الرطبة، بينما كان يحاول التوازن بين الفضول والخوف. كانت تلك الأرض غير مألوفة، وبدت كأنها تستجيب لحركاته وتتحرك ببطء.
فجأة، سمع صوت خطوات قريبة، وسرعان ما خرجت شخصية غامضة من بين الأشجار. ارتدى هذا الشخص رداءً طويلًا بلون أسود، ووجهه مغطى ، مما جعل ملامحه غير واضحة. عينيه، رغم أنها كانت مخفية في الظلام، عكست بريقًا من الحكمة والمعرفة.
"أنت جاك، أليس كذلك؟" قال الصوت بلهجة هادئة ولكنها قوية. كانت الكلمات تحمل نوعًا من السلطة، كما لو أن المتحدث يعرف الكثير عن جاك.
"نعم، أنا جاك." رد الشاب، محاولًا عدم إظهار توتره. "من أنت؟ وما هذا المكان؟"
"أنا إدوارد، الحارس لهذه الأبعاد." أجاب الرجل وهو يتقدم بخطوات ثابتة. "وما ترى أمامك هو بداية رحلتك في عالم لا يفهمه سوى من يجرؤ على مواجهته."
توقف إدوارد ورفع يده نحو منظر طبيعي على بُعد، حيث برزت آثار قديمة وكتابات غامضة على الصخور. "ما تراه هنا ليس مجرد غابة، بل بوابة لعوالم متعددة. كل خطوة تأخذها هنا تؤدي إلى مكان وزمان مختلف."
جاك نظر إلى المشهد بذهول، محاولة فهم ما يقوله إدوارد. "لماذا أنا هنا؟ وما الذي يجب أن أفعله؟"
إدوارد نظر إليه بجدية. "النافذة التي اكتشفتها ليست مجرد فتحة عشوائية. هي مفتاح للانتقال بين الأبعاد، ولديك الآن فرصة لفهم الألغاز التي تحيط بها. لكن احذر، فكل قرار تتخذه هنا يمكن أن يؤثر بشكل عميق على كل الأبعاد."
بدأت كلمات إدوارد تتردد في عقل جاك، مثل صدى في وادٍ عميق. كان يعرف أن هذه الرحلة ستكون محفوفة بالتحديات والمخاطر، لكنه كان مصممًا على اكتشاف أسرار هذا العالم ومعرفة ما إذا كانت هذه المغامرة ستغير حياته بالفعل.
"ماذا عليّ أن أفعل أولاً؟" سأل جاك بجدية.
"الخطوة الأولى هي معرفة نفسك، وفهم لماذا اختارتك النافذة. هناك أماكن في هذا العالم تحتاج إلى اكتشافها، وأشخاص يجب أن تلتقي بهم. لكن تذكر، كل عالم له قوانينه الخاصة، ولكل قرار ثمنه."
بهذه الكلمات، أشار إدوارد إلى الطريق المؤدي إلى أعماق الغابة، حيث بدأت الأشجار تتباعد وتكشف عن دروب جديدة. "ابدأ رحلتك هنا، وابقى يقظًا. المستقبل الذي تبحث عنه يبدأ الآن."