الفصل الرابع :

6 2 0
                                    

بينما كان جاك وإميلي يسيران على الطريق المضيء، كان الضوء المتراقص من حولهما يتغير باستمرار، كما لو كان يحاكي تحركاتهما. تزايدت الألوان لتشكل أنماطًا معقدة، وكل خطوة كانت تقربهما من مشهد أكثر غرابة.

ومع تقدمهم، بدأت الأصوات تتغير أيضًا. لم يعد الصوت الوحيد الذي يسمعونه هو صرخات الأشجار. أصبح هناك همسات خفيفة تنساب من كل اتجاه، وكأنها تأتي من عالم آخر. تحركت الظلال بشكل غير متوقع على الحواف، وكأنها تسير معهما، تراقب خطواتهما.

فجأة، توقفت الأضواء عن الرقص. ساد صمت مفاجئ، وكان الجو مليئًا بالتوتر. شعر جاك بأن هناك شيئًا غير طبيعي يحيط بهم. استدار ليجد نفسه في منطقة مفتوحة، محاطة بجدران من الصخور التي كانت مغطاة برموز غامضة تتلألأ بشكل ضعيف.

"أشعر بشيء غريب هنا," قالت إميلي، وهي تتفحص الرموز على الصخور. "هذه الرموز قد تكون بمثابة دليل، لكنها أيضًا قد تكون فخًا."

أجابه جاك وهو يمر بيده على الرموز: "أعتقد أنها قد تكون خريطة أو نوعًا من التعليمات. لكن كيف نحلها؟"

قبل أن تتمكن إميلي من الرد، ظهر من بين الصخور ضوء ساطع أضاء المكان. ظهر في هذا الضوء شخصية أخرى، تجسدت تدريجياً لتصبح واضحًا. كان يرتدي ملابس تشبه ملابس الرهبان، ومعه عصا مزخرفة.

"أهلاً بكم في الممر الزمني," قال الرجل، صوته يرن في الفضاء. "أنا كاهن الحراس. لقد تم اختباركم الآن. لتتمكنوا من المضي قدمًا، يجب أن تجيبوا على اللغز الذي أضعه أمامكم."

"اختبار؟" تساءل جاك، وهو ينظر إلى الكاهن بقلق.

"نعم، اختبار," أكد الكاهن. "هذه الرموز على الصخور هي المفتاح. كل رمز يمثل جزءًا من معادلة زمنية. إذا تمكنتم من حل المعادلة، ستفتح لكم البوابة إلى المرحلة التالية. لكن احذروا، فإن الفشل قد يكون له عواقب وخيمة."

كانت الرموز على الصخور تتلألأ بشكل متزامن مع كلمات الكاهن، وكأنها تنتظر حلاً. بدأت إميلي في دراسة الرموز بتركيز، بينما كان جاك يحاول فهم كيفية ربطها معًا.

"هذه الرموز تشبه إلى حد كبير الأرقام الرومانية وبعض العلامات القديمة," قالت إميلي أخيرًا. "يبدو أنها تشير إلى تسلسل معين، لكننا بحاجة إلى ترتيبها بطريقة صحيحة."

بدأ جاك وإميلي في العمل معًا، يحاولان ترتيب الرموز وفقًا للتسلسل المنطقي. كان هناك نظام معقد يربط بين الرموز والألوان والأشكال، وكل قرار كان يحمل أهمية كبيرة. بينما كانا يعملان، كان الكاهن يراقبهما بصمت، عينيه تلمعان بتوقع.

بعد عدة دقائق من التركيز، نجحا في ترتيب الرموز بشكل صحيح. فجأة، بدأت الصخور تتوهج بلون أزرق مدهش، وبدأت تنفتح بوابة في وسط المكان. كان الضوء المنبعث منها دافئًا وجذابًا، كما لو كان يدعوهما للعبور.

"لقد نجحتم," قال الكاهن بابتسامة. "الطريق مفتوح الآن. استمروا في رحلتكم، وكونوا مستعدين للتحديات التي تنتظركم."

العودة إلى البدايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن