سَأُحِبُّ مَا أَرَاهُ

800 59 14
                                    

بجسد غادرته الروح من شدة الخوف...أنتظرت وأنتظرت وأنتظرت حتى شروق الشمس وهدوء العاصفه،توقف المطر أخيراً ليدق جرس القصر مُعلناً عن وصول الجنود

ركضتُ لساحة التدريب سريعاً وانا أدعو أنهم بخير...أن نيكولاس بخير ،عجزت قدماي أن تخطو خطوة أخرى حين رأيت حال الجنود...جنودُ متوسدين الأرض من شدة التعب مع أصاباتِ بليغه ومحاولات بائسه لعلاجهم من الجنود الأخرين ذو الاصابات الطفيفه ، أنين الألم والتعب يعم المكان...لم أشعر بنفسي الا وانا بالأرض امام احد الجنود أساعد في ضماداته محاولة السيطره على رعشة يدي وكبح دموعي

*لقد حدث هذا بسببي*

تركتُ جندي وذهبت للأخر ، محاولة ورا أخرى في ان اصلح ما افسدت ، بكيت لان كل هذا كان بلا جدوى ، فـ بالنهاية انا كنتُ السبب في ما حصل لهم، تمنيتُ ان تظهر قوتي وان تكون علاج المصابين لكي أستطيع علاجهم حينها ... من حديث الجنود مع بعضهم البعض،أستطعت معرفة أن السد بالفعل كان محطماً حين وصلو الى القريه،عندها أمرهم القائد بأنقاذ القرويين ومساعدتهم على الخروج منها بأمان،عند تأكدهم من خلو القرية،لم يكتفي القائد بهذا وحسب،أمرهم بأصلاح السد لضمان عدم تسرب المزيد من الماء! لقد كانو يعملون طوال الليل بالعاصفه لمحاولة بناء السد من جديد، كان أخر من توقف عن العمل عليه على حد قولهم هو القائد...أستهلك كل قواه وطاقته حتى كُسرت يده في محاوله لرفع أخر حجارة

مرت دقائق حتى فُتحت بوابة ساحة التدريب ، ليدخل نائب القائد على حصانه مع جنديين أخرين ، لم استطع التعرف على القائد من بينهم حتى لمحت ملامحه الفاقده للوعي خلف ظهر نائب القائد، أقتربتُ منهم لأرى النائب يترجل عن حصانه ومن ثم مد يده في محاولة لمساعده القائد على النزول،لكن القائد رمقهُ بنظره غضب رغم انه كان من الواضح انه بحاجة لتلك المساعده،لكنه رفضها ونزل بنفسه،تبين عندها انه لم يكن فاقداً للوعي تماماً

*شكراً يا ألهي ، انه بخير*

أستطعت ملاحظة ان يده اليمنى لم تكن بخير ،أقتربتُ منهُ وبخوف شديد سألت

"هل انت بخير سيدي؟"

"مالذي تفعلينه هُنا؟"

"لقد كانت تُساعدنا سيدي"

قالها جُندي خلفي

"هذا ليس عملك، أرجعي حالاً الى القصر"

أصبح بعدها يوجه حديثه الى النائب متجاهلاً وجودي

بقيتُ أمام باب غرفته منتظرة رجوعه،لم استطع النوم او الهدوء دون الاطمئنان عليه...أنتصبت بذعر حين رأيته أتى أخيراً ، حين رأني بقي يحدق بي لثواني معدوده قبل ان يضرب الباب بجانبي ويتقدم الى غرفته متجاهلاً إياي كالعاده،دخلت خلفه سريعاً كالفأره الصغيره وأغلقت الباب ،ليلتف إلي ويقترب

  رُوزْلِـين | في الحرب أنتصار وفي الحب الهزيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن