"بين الندم والغفران: حور ومحمد يواجهان الحقيقية"

43 4 0
                                    

مرت أسابيع بعد حادثة الخطوبة، وعاشت حور وعمر أيامًا هادئة نسبيًا. لكن في الخلفية، كانت هناك دائمًا ذكرى محمد وتصرفاته الجنونية. على الرغم من أن الشرطة كانت قد تدخلت وأبعدته، إلا أن القلق لم يترك قلوبهم.

في يوم من الأيام، وبعد أن أنهى محمد مدة حبسه، قرر أن يذهب لرؤية حور مرة أخرى. كان يفكر كثيرًا في كلامها وفي ما جرى، وكان يأمل أن يستطيع التحدث معها بهدوء هذه المرة.

في أحد الأيام، حين أطلق محمد عينيه نحو السماء الملبدة بالغيوم، كانت ذكريات الماضي تتلاعب بعقله. عاد من جديد إلى باب بيت حور، تلك اللحظة التي كان يعرف فيها أن اعتذاره لن يمحو آثار الماضي، لكنه كان يأمل أن يكون بداية لنهاية النزاعات التي فرقت بينهم. وقف أمام الباب للحظات، يستجمع شجاعته قبل أن يطرق الباب ببطء.

محمد: (لنفسه) لازم أشوفها، لازم أعتذرلها علي اللي حصل.

وقف محمد أمام منزل حور، وهو يشعر بالتوتر والقلق. دق الجرس، وخرجت حور لتجد محمد واقفًا أمامها.

حور: (بهدوء) محمد، إنت هنا ليه؟ قلتلك قبل كده مفيش حاجة نتكلم فيها.

محمد: (بصوت خافت) حور، أنا مش جاي أعمل مشاكل. أنا جاي علشان أعتذر.

نظرت حور في عينيه ورأت فيهما التردد والحزن.

حور: (بتفهم) طيب، تعالا نتكلم جوه.

ميرفت وحسام كانوا يراقبوا الوضع بقلق

دخل محمد وجلست حور معه في الصالة.

محمد: (بتردد) حور، أنا آسف على كل اللي عملته. كنت بحبك لدرجة الجنون، وكنت مش متقبل فكره إني أعيش من غيرك. لكن لما بعدت وفكرت، فهمت إني كنت غلطان في التصرف اللي عملته معاكي.

حور: (بتفهم وهدوء) محمد، الحب مش بيبقى بالاجبار. أنا مقدرتش أكمل معاك علشان مبقيناش مناسبين لبعض. وده مش معناه إنك وحش، بالعكس، إنت تستحق حد يحبك ويقدرك.

محمد: (بنبرة ندم) أنا كنت أعمى بحبك، وما شفتش غير نفسي. أنا آسف بجد، وياريت تسامحيني.

ابتسمت حور بلطف وقالت:

حور: طبعًا مسامحاك يا محمد. وأتمنى لك كل خير في حياتك. الحياة قدامك ولسه فيه كتير ممكن تعمله وتحققه.

محمد: (بتأثر) شكرًا يا حور، شكراً على كل حاجة.

ودع محمد حور وهو يشعر براحة لأول مرة منذ فترة طويلة. أدرك أن الوقت قد حان للمضي قدمًا وبدء حياة جديدة. بدأ يركز على عمله وعلى تحسين نفسه، وبدأ يجد السعادة في أشياء أخرى.

أما حور، فقد واصلت حياتها مع عمر، وشعرت بالاطمئنان والراحة لأنها استطاعت إنهاء هذا الفصل من حياتها بسلام. كان المستقبل يبدو أكثر إشراقًا بالنسبة لهم جميعًا.

عيناها كالقه‍وه..💙حيث تعيش القصص. اكتشف الآن