لم يتبقى لدى تشيان لي أي تعويذات في جيب صدره لكي يستخدمها أو ليستطيع شيفو تتبعه بها, رغم ذلك لم يفقد زمام امره ,لم تكن نجاته سوى مسألة امر إذا استطاع برفقة ينغ شيونغ أن يكسب المزيد من الوقت ويعطل عمل الحشرة التي أمامه حتى يجده شيفو, رغم كون شيفو خاصته قادر للغاية إلا أن وهم هذا النزل ليس بالامر البسيط لا احد يعلم في اي قسم وفي اي قاعة وفي اي غرفة وفي اي بعد قد تم رميه.
" انسة حشرة , هل يمكنك أن تقولي لي كيف فقدتي أسنانك؟"
سال تشيان لي الوحش الذي على شكل عنكبوت
" لما قد اقول لك ذلك؟"
رفعت احدى حاجبيها ونظرت إليه من الاعلى بعد إجابتها له
علم تشيان لي وينغ شيون انها سوف ترفض الاجابة على اسالتهم
" ما المشكلة في ذلك؟ فستقومي بأكلنا بعد عدة ساعات , الا ترغبين في تفريغ همومك والبوح باسرارك سوف نحملها معنا للقبر..اوه اقصد إلى معدتك"
كان رد ين شيونغ مقنعا بالنسبة لتشيان لي ليضيف قائلا
" تماما , لقد سمعت أن دورة حياة العناكب مليئة بالوحدة والعزلة, الم ترغبي يوما بأن يصبح لديك رفيق تشكين له كل الامك دون أن يقوم بأستخدامها ضدك, ها نحن هنا فرصة لا تعوض!"
صمتت الوحش العنكبوت للحظة وبدأت تفكر في كلامهما
" ...انتظروا قليلا, وإن قلت لكم كل شيء ماذا سوف تستفيدون؟"
نظر كلا منهم نحو الاخر
" في الحقيييييقةةة..."
"امممممم"
"في الواقع...."
" اه صحيح, القيام بفعل كهذا لدينا نحن المزارعون أسلوب لتكفير عن اخطائنا!!"
" تماما!, لا يمكننا في هذا الحال أن نفعل اي شيء اخر سوى أن نستمع لمعناتك ونشاركك المك!"
أصبحت نظراتها حزينة بعد سماع ذلك وتنهدت
استعد كل من ين شيونغ وتشيان لي للاستماع لما ستقوله وإعطاء تعليقاتهم على كل تفصيلة تتحدث بها
" يا ليتني فكرت بهذه الطريقة قبل موتي , لما انتهى بي الامر بهذا الحال"
" هذا الحال؟ هل تعنين ان سبب عيشك بهذا الجسد عائد على أفعالك في حياتك السابقة؟"
اومأت العنكبوت الوحش برأسها واكملت
" في حقيقة الامر انا أستحق ما يحدث لي حاليا , في حياتي السابقة كنت على علاقة مثالية مع.."
لم تكمل العنكبوت الوحش جملتها وقد أرسل كل منهما نظرات جانبية
رغم انهم لا يستطعيون قراءة افكار بعضهم البعض الا انهم لو تبادلوا رموزهم السرية لأقاموا محادثة طويلة لانتقادها
" على علاقة مثالية مع أحد فتيان قريتنا , تعرفت عليه في عمر السادسة عشر و احببنا بعضنا البعض إلى عمر الثامنة عشر"
فكر تشيان لي في داخله كيف للناس أن يقعوا بالحب في نفس عمره بينما هو يمسح الارضية الخشبية لقاعة الهتاف كل صباحملاحظة الكاتبة: ( جزء كبير من دراسة الزراعة الروحية وهو الإستماع وترتيد السوترا ليصبح المزارع الروحي على علاقة وطيدة و عميقة معها فيرسل ذلك السلام والسكون إلى ذهنه مما يسهل عليه الزراعة الروحية وتخطي المستويات، وقاعة الهتاف هي غرفة مدرسية كبيرة يتم فيها ترتيد السوترا بصوت عالي لينتشر صداها في مسامع الطلاب .)
"و لما توقفتوا في عمر الثامنة عشر هل مللتم من بعضكم؟"
سال ينغ شيونغ
" مستحيل!!"
كان صوت العنكبوت الوحش عاليا وخشنا للغاية كاد أن يخرق طبلة اذنهم
" كيف كيف..لي ان امل منه حتى ..,أستطيع ان ارافقه لعمر المئة!"
حب مراهقين
هذا ما فكر به كلا منهم رغم انهما مراهقين كذلك
" كنا نحب بعضنا البعض بالسر كون عائلته وعائلتي على علاقة سيئة للغاية لو علموا حبنا لبعض لاشعلوا الحرب بينهم"
سال ينغ شيونغ بطريقة درامية
" هل فكرتم بالهرب وحدكم؟"
" فعلنا!"
حرك تشيان لي عينه فيه حلقة
توقعت ذلك
اكمل بعدها ينغ شيونغ
" لم تنجح خطتكم؟"
" لسوء الحظ, تم كشف خطتنا قبل يوم هروبنا , اكتشف ذلك اخيه الاكبر , لقد كان رجلا طيبا لذا لم يقم بفضحنا لكنه طلب منا ان نقطع علاقتنا ببعض والا الصراع الذي قد يترتب على حبنا قد يؤذي أفراد عائلتنا"
كانت هذه القصة تماما كالكتب التي خبأها هو و فان يو بين ارفف المكتبة بعيدا عن انظار شيفو
حبكة مبتذلة لحب محرم والهرب من اعين المجتمع لتذوق نهاية تعيسة
جميعها انتهت بالفراق الحزين, لكن قصة الوحش العنكبوت كانت مختلفة تماما.
" رغم اننا قمنا بقطع علاقتنا ببعض الا اننا كنا نتقابل من وقت لاخر , وللاسف لم يلاحظنا فقط اخيه هذه المرة كذلك افراد اخرين من عائلته.."
" ماذا حدث بعد ذلك؟"
كان كل من ينغ شيونغ و تشيان لي متحمسان لتكملة القصة ونسوا المهمة بحد ذاتها
" هذا غريب ....عادة عندما اعلق فرائسي راسا على عقب لفترة طويلة يتوقفون عن التنفس تدريجيا ثم يغمى عليهم , كيف بإمكانكم البقاء على قيد الوعي هكذا؟"
بعد أن أبتسم ينغ شيونغ جانبيا فتح فمه وقال
" توقعت ذلك انسة حشرة, انتي لا تستطيعين ان تقومي باكلنا على قيد الحياة قلبكِ لا يسمح لكِ"
" لا أظن انه قلبها لا يسمح لها ربما تقوم ببلع فرائسها بما أن اسنانها لا تعمل"
" هذا سيء بلع طعامك دون مضغه جيدا سوف يسبب لكي مشاكل كالامساك.."
ارتفع ضغط الوحش العنكبوت وصرخت بهم
" هل يمكنكما الاجابة على اسئلتي دون تعليقات !!!"
" لا تصرخي هكذا انسة حشرة قد تقع اسنانك..هههههههه"
" كيف تقول هذا تشيان لي انت لئيم للغاية...هههههه"
" هل انتم جادين...؟"
كانت دموع ينغ شيونغ تعود إلى عينيه بدلا عن النزول الى الاسفل لا يعلم لماذا لكنه يجد كل شيء سخيف يقوله تشيان لي مضحكا , ربما لانه مقلوبا راسا على عقب
بالمقابل تمنى تشيان لي لو كان برفقته بعض بذور دورا الشمس والشاي , لوجد طريقة وجعل الوحش العنكبوت تنزله ليحظوا بحديث ممتع
" نحن اسفون انسة حشرة , لم نقصد السخرية منك نحن حقا خائفون على سلامتك ,كذلك لارضي فضولك واجب عن سؤالك, بما اننا مزارعون روحيين نستطيع البقاء على هذه الوضعية لأسابيع لذا خذي وقتك كله وقولي لنا القصة بتفاصيلها"
" ...ايا يكن ..ذكروني اين توقفت؟"
" عندما اكتشف اخرين بامر بعلاقتكم"
" عندما اكتشف اخرين بامر بعلاقتكم"
قالوها سوية بحماس مما جعل الوحش العنكبوت تنسج المزيد من الخيوط سريعا اسفلها وتستند عليهم لتكمل القصة
" كنت خائفة أن تصل الاخبار الى والدي ذاك اليوم عشت اشد الرعب , لكن هذا لم يحدث , بل وصلني الاسوء"
صمتت قليلا وهي تتذكر الماضي
" هيااا اكلمي سيقتلني الحماس ولم تنهي القصة!!"
نظر إليه ينغ شيونغ بتقزز
" اخخ لابد انك تتعب شيفو اكثر من غيرك, ايا يكن قولي لنا ماذا وصلك؟"
اعاد تشيان لي له نفس النظرة من طرف عينه
" وصلتني رسالة من اخيه, كان مفادها ان عشيقي قد اتخذ خطيبة بالفعل"
فتح تشيان لي فمه شبرين
" انتي تمزحيييين!!"
حركت الوحش العنكبوت راسها للجانبين في حزن
" لماذا هل استطاع ان ينساكي بكل سرعة؟"
" لقد كتب اخيه بالرسالة أنه هذا افضل حل كي يقوموا بدحض كل الشائعات ويتجنبوا المشاكل , كما أن عشيقي قد وصل لعمر التاسعة عشرة والأغلبية يتزوجون قبل إتمام الثامنة عشر في ذلك الوقت"
" انتم غريبون يا أهل القرى"
قالها ينغ شيونغ للوحش العنكبوت كمل لو انه كان يعيش في السماء قبل ان ياتي للطائفة
" بحق , الان اذا طرحنا على شيشونغ موضوع الزواج سوف يرمي نفسه من قمة الطائفة"
ضحك ينغ شيونغ وقال
" الوضع مختلف لدينا شيشونغ خاصتي يبحث عن عشيقة واظنه يفضل ترك الطائفة والنزول للمدينة والعثور على زوجة"
" هو وسيم للغاية سوف يعثر على واحدة سريعا"
" جميع الطالبات يخافون عندما يرون الندبة التي على عينه"
تعجب تشيان لي من ذلك فلم يرى يانلين تعير تلك الندبة اي اهتمام
" لا تستغرب شي مي خاصتكم مختلفة"
أنت تقرأ
.مَصَبّين. "兩個河口"
Fantasy'عندما يكون لكلانا الرغبة ذاتها, والهدف ذاته, لكنك اخترت أن تسير في طريق اخر, ظانا أنك سوف تصل لوجهتك' 'ليتضح في النهاية أننا نبعد عن بعضنا مئات الاميال رغم أننا نشعر بقرب بعضنا طوال الوقت' "هل بإمكاني أن اريك الطريق السليم" "هل بامكاني أن اقودك إلى...