مع مرور الوقت، تعمقت العلاقة بين نمارق وسامي حتى صارت شيئًا أكثر من مجرد صداقة. بدأت هذه العلاقة تتطور إلى قصة حب ناعمة وحقيقية، تُبنى على أساس من الثقة والاهتمام المتبادل. كانا يتشاركان الهموم والأحلام، ويكتشفان معًا جمال الحياة بكل تفاصيلها الدقيقة.
في البداية، كانت لقاءاتهما في المتجر تُعبر عن لحظات بسيطة، لكن مع الوقت، تحولت تلك اللقاءات إلى دقائق ثمينة تُملأ بالحديث العميق والضحك المفعم بالروح. أصبح كل لقاء بينهما موعدًا مؤجلًا، لحظة انتظار ترتكز على الحنين إلى الدفء والاهتمام الذي يجده كل منهما في الآخر.
في أحد أيام الربيع الدافئة، كان المتجر يغمره ضوء الشمس الرقيق، وكان نمارق ترتب زهور الأقحوان البيضاء في مزهرية زجاجية. جرت أصابعها برفق فوق بتلات الزهور كما لو كانت تلمس ذكريات قديمة. في هذا الصباح، دخل سامي إلى المتجر، حاملاً معه عطرًا خفيفًا من الرياحين والورود البرية.**سامي:** “صباح الخير، نمارق. كيف تسير الأمور اليوم؟”
**نمارق:** “صباح النور، سامي. الأمور تسير على ما يرام، فقط أتمنى أن أتمكن من جلب المزيد من الجمال إلى هذا المكان. كيف كان يومك؟”
جلس سامي على المقعد الخشبي بجانب الطاولة التي كانت مغطاة بزهور النرجس الأصفر وزهور التوليب الحمراء. كان يظهر عليه علامات التعب، لكنه ابتسم لها بابتسامة صادقة.
**سامي:** “كان يومًا طويلًا، لكنني أحب أن أكون هنا، وسط هذا الجمال، لأستطيع أن أترك وراءي هموم العمل وأعيش لحظات من السعادة.”
كانت نمارق تنظر إليه بفضول، وتدرك أن خلف هذه الابتسامة كان هناك الكثير من المشاعر التي لم تُفصح عنها. سألته بفضول يعبق بالاهتمام:
**نمارق:** “هل لديك الكثير من الهموم، سامي؟ يبدو أنك تحمل عبءًا ثقيلًا.”
**سامي:** “نعم، أحيانًا الحياة تفرض علينا الكثير من الأعباء. لكن حديثي معكِ، وسط هذه الزهور، يجعلني أستطيع أن أتنفس بعمق وأنسى بعضًا من تلك الهموم.”
تدريجيًا، بدأت نمارق تشعر بأن سامي هو الشخص الذي يمكنها التحدث معه عن كل ما في قلبها. كانت تتحدث عن أحلامها التي لم تتحقق، عن فقدانها للفرص في الماضي، وعن أوقات الألم التي مرّت بها.
**نمارق:** “كنت دائمًا أخاف من الفشل، لدرجة أنني لم أكن أجرؤ على المحاولة. لكن هنا، بين الزهور، أجد نفسي أكثر قوةً، وكأن الطبيعة تُعلمني كيف أبدأ من جديد.”**سامي:** “الفشل ليس النهاية، بل هو درس نحتاجه لنكون أفضل. أحيانًا، يجب أن نُجرب مرارًا وتكرارًا لنجد الطريق الذي يُناسبنا.”
كانت كلمات سامي كمنارات تُضيء دروب نمارق المظلمة، مما جعلها تشعر بوجود شريك حقيقي في رحلة حياتها.
أنت تقرأ
ظل الحادث
Romanceتدور القصة حول نمارق، الفتاة اليتيمة التي عاشت في معاناة لا تنتهي، حيث واجهت الحياة بكل قسوتها ومرارتها. على مدى سنوات طويلة، كانت الحياة تقذفها بصفعات متتالية، وكأنها تجسد كل ما هو ضدها، دون أن تمد يد العون أو تمنحها لحظة من الرحمة.