الفصل الرابع | قُـبلتي الأولـى.
_____________________فـي خضـم الفـوضَـى، كـان دانـيـال يحـاول حـِمايتـي بـكل قـوتـّه، وحـاولنـا الـهُروب مـن النيـران التّـي تـحلـق حـولنا.
بـدأنا نَـجري نحـو زقـاق ضيـّق، حيـث كـان هُـناك ظـل غيـر واضِـح ينتَـظرنـا، وصلـنا إلـى هُـناك، وقَـد تمـلكتـنا حَـالة مـن الـذعر والاضـطِـراب، توقـفت، وظهـرِي ملتـصق بـالحـائط، بـينما كـان دانـيال يَـقف أمـامي، مسَـدسـه فـي يـده، عيـنيه تـحومـان حـولنا بقلَـق شـديد.
- هَـل أنـتِ بخـير.؟
سـأل دانـيال، بِـنبرة يـغمـرها القلَـق.
لـم أسـتطـع سـوى الإيمَـاء بِـرأسـي، مشـدودة النـّظر إلـى عيـنَيه، بـينمَا كـان يـراقـب الـوضع حولنـا، ثـم فجـأة، تبَـادلنا نظـرات مَـليئة بـالشغـف والـرغبَـة، فـي تلـك اللحـظة العصَـيبة، اقتـرب منـي دانيَـال، وبـدلاً مـن أن يَـكتفي بِـمـسك يـدي، اقتَـرب مـني بِـشَغـف، وبـاصرنـي موجـها نَاظـره وسـط عينـاي، ثـم تلـفّـظ وصـوته مَـليء بِـالإثـارة والقـلق.
- هـل سـبق لـكِ أن قبـلتِ أحـدا.؟
شـعرت بلَهيـب، واستـجبت لـه بشَـكل تلقَـائي، قـبل أن أبَـاشر بطبـع قـبلة بَريـئة وسـط خـده.
رمقَـني بجـرأة وفـاه.
- ليـس هـذا الـنوع مـن التّـقـبيل.
تـلاقـت أعيُـننا فـي تـلك اللّـحظة، مِـن شِـدة جـمَـال رمُـوشـه تَـظـنها أوتَـار قِـيتـار، كانَـت العـواطـف تتـدفق مِـثل نهـر عـارم، لـم أسـتَـطع مقـاومـة الجـاذبـية التِـي سـحبتـني نَـحوه، اقتـربت مـنه بِـخطـوات متـرددة، ولكـن كـل خطـوة كَـانت تـزيـد مـن دفء الـهواء من حـولنا.
شـعرت بِـأنفاسـه تقتـرب، ويـدي تتـشابَـك مـع يـده بِـشكل طبيـعي وكـأنهُـما خلقَـتا لتكـونا مـعًا، كـان هـناك شغـف خَـفي يـتأجّـج بيـنَـنا، وقـلوبنَـا تتَـسـارع كـأنها تـسابـق الزمـن.
اقـترب أكثـر...
وبَـدأت أتنـفـس نفـس الـهواء الـذي يـتنفـسه، لـم أكـن أعـلم مـا الـذي سيـَحدث، ولكـننـي كنـت مستَـعدة لِـمواجـهة كل شـيء معـه.
تـلاقـت شِـفاهنـا فـي قبلـة عمـيقـة، كـأنها كانـت مرسـومة بألـوَان الشّـوق الـذي لا ينتـهي، كانـت قبلتـه مليـئة بِـالحـب والحنـان، ولكـنه كـان هُـناك جمـوح خفِـي، شعـرت بيَـديه تتـحرك ببـطء عَـلى جـسدي، ولـم أستَـطع إلا أن أسـتَـسلم لِـذلك الشعـور السّـاحر.

أنت تقرأ
عبر نافذتي | ظل مخفي [متوقفة حاليا]
Acciónبعد أن قتل والدها أمها بدمٍ بارد، لم تجد روزالينا خيارًا سوى الهروب.. ظنّت أنها تركت ماضيها وراءها، أن الحياة ستمنحها فرصة للنجاة، لكن القدر كان يحيك لها خيوطًا أخرى. في طريقها، التقت بـ دانيال.. رجلٌ خطف أنفاسها، منحها شعورًا لم تعرفه من قبل، أحبّت...