5- نقطة الانفجار

1.4K 67 2
                                    

"الفصل الخامس"
"رواية مُعالِجي"
"نقطة الانفجار"

_______________________________________

"في بعض الأحيان، يأتي السؤال الذي يقف أمامنا كمرآة تعكس أعماق نفوسنا، وقد نجد أنفسنا عاجزين عن فهمه أو، ربما، نفهمه تماماً لكن نكذب على أنفسنا. إنها لحظات مواجهة الذات، حيث تصبح الحقيقة ثقيلة جداً على التحمل، ونفضل الانغماس في غيابات الإنكار."

هكذا كان حال "مليكة" عندما أنهى "أركان" حديثه لتنظر له بتوتر ،خجل ،إستغراب لتنطق أخيراً قائلة كلمة واحدة فقط :

_ ليه ؟

كان "أركان" مازال ينظر إليها منتظر تعليقها على حديثه وما إن تحدثت أردف هو بهدوء وعقلانية :

_ أصل أنا كنت عايز أقابل والدتك

صُدمت "مليكة" من حديثه ذلك الذي يتلف الأعصاب بالنسبة لها لتردف أخيراً بنبرة مُستفهمه :

_ وهو حضرتك عايز تقابلها ليه ؟

هي تعلم بالتأكيد لماذا يُريد مقابلة والدتها لكنها تُكذب حدثها لتستمع إلي إجابة "أركان" على سؤالها قائلاً بجدية مُفرطة :

_ عايز اقابلها علشان أعرف روتين بشرتها

أنهى حديثه الجاد بالنسبه له لتنظرت له "مليكة" بـ بلاهة وذهول حتى نطقت هاتفه بسخط :

_ والله ؟

ليجاوبها" أركان" وهو يضع يده بجيب بنطاله هاتفاً بثبات :

_ مش أنتِ اللي بتسألي أسئلة غريبه جاي أقولك عايز أقابل والدتك هبقى عايزها في أيه مثلاً ؟

نظرت له "مليكة" بسخرية من حديثه ذلك ثم أردفت بحنق :

_ وأنا إيش عرفني هو أنا دخلت جوا عقلك يا بشمهندس ؟ والله أنا حالياً مُقيمه عند خالتو مش مع ماما عن أذنك

أنهت جملتها ثم فرت هاربه إلي خارج المكتب و لم تعطيه فرصه حتى للحديث

هبطت "مليكة" إلي الكافتيريا لتجد "زينب" و "عز"جالسين على أحدى الطاولات لتتجه نحوهما جاذبه "زينب" بعصبيه إلي خارج الشركه عائدين إلي المنزل

أنتهت "مليكة" من سرد ما حدث لـ "زينب" لتتحدث "زينب" فجأة بعصبية وصراخ مما أفزعها :

_ أنتِ عبيطة يا بت ولا تعبانه في دماغك ؟ واحد بيقولك عايز أقابل والدتك تروحي تقولي له ليه ؟ هيبقى ليه يعني يا ذكية ؟

أنكمشت "مليكة" من فرط صوتها المرتفع لتضربها ضربة خفيفة في كتفها مُردفة بصوت خفيض:

_ أنتِ متخلفه بترفعي صوتك كدا ليه؟ دا عم "عزمي" اللي على أول الشارع سمعك يا شيخه أنا غلطانه إني حكيت ليكِ أصلاً

مُعالِجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن