"الفصل الثاني عشر"
"رواية مُعالِجي"
"صدى الهواجس"_______________________________________
"في لحظات الصمت تنبثق الكثير من الأفكار التي لا تجد لها مكانًا في ضجيج الحياة اليومية. الصمت يُعتبر لغة تعبر عن المشاعر بدون كلمات، فهو يمتلك قدرة خاصة على إيصال العمق والتأمل. في ذلك الهدوء، نستطيع أن نسمع أصواتنا الداخلية بوضوح ونستعيد توازننا الداخلي. إنها فترة تمكننا من التأمل في معاني الحياة وأهميتها بعيدًا عن الضوضاء والتشويشات التي تحيط بنا."
هكذا كانت حالة "أركان" بعد جملتها الأخيرة التي ألجمته هل ما أستمع إليه صحيحاً هل وافقت على عرضه أخيراً فاق من صمته على حمحمتها حتى ينتبه لها ليردف هو بنبرة هادئة عكس مشاعره المتكدسه بداخله قائلاً:
_ متأكدة من قرارك ؟ يعني قصدي أنتِ اللي قررتي من نفسك ولا حد غصب عليكِ؟ علشان دي بتفرق معايا علشان مش انا اللي أفرض نفسي على حد يا "مليكة"
أستمعت إلى حديثه كاملاً لتأخذ نفساً عميقاً علّها تُرتب كلماتها قبل أن تردف بها لتهتف قائلة بتأكيد :
_ متقلقش يا بشمهندس أنا اللي قررت محدش غصبني بس أنا عندي شرط أو طلب يعني
أستمع إليها ليردف هو بنبرة مازحة قليلاً حتى لا تتوتر أو ما شابه :
_ مش بحب حد يتشرط عليا غير إلي بحبهم فـ إشرطي براحتك
إرتبكت هي من حديثه الأخير لتتجاهله عن عمد وتبدأ بسرد طلبها قائلة:
_ أنا بس عيزاك لو الموضوع تم متغصبش عليا أحكي حاجه أنا من نفسي لو إرتحت ليك هتكلم ممكن يا بشمهندس ؟
أنهت حديثها ليصمت هو لثواني إعتقدت هي أنه لن يوافق على مطلبها ولكن فاجأها عندما أردف هو بهدوء:
_ ممكن طبعاً وأنا عن نفسي شاطر جداً بخلي أي حد يتعود عليا ويحبني وأنتِ هتكوني كدا في يوم
أخجلها بحديثه ذلك لتشعر بحرارة وجنتيها من فرط خجلها فلم تجد ما تقوله لذا التزمت الصمت ليعلم هو أنه اخجلها ليردف بنبرة مرحة بعض الشيء :
_ خلاص شكل خدودك بقت فراولة أنا آسف يا ستي دلوقتي أنا هكلم مامتك أحدد معاها ميعاد للتعارف وهيبقى معايا اهلي إن شاء الله لو اتفقنا نلبس دبل بس يعني علشان الناس تعتبر الدبلة إثبات ملكية
صمتت قليلاً تُفكر بحديثه لينال إعجابها لتحرك رأسها بموافقة وكأنه يراها ثم أردفت بنبرة هادئة :
_ تمام تقدر تكلمها في أي وقت تقول ليها بعد إذنك
إستأذنت منه لتُنهي حديثها منهية المكالمة لينير هاتفها مرة أخرى ولكن برقم "زينب" لتضغط على زر الإجابة ليأتيها صوت "زينب" الهاتف بجدية:
أنت تقرأ
مُعالِجي
General Fictionلم أكن أرغب في شيء، كانت حياتي تمضي بهدوء، بلا رغبات تشدني أو أحلام تسحرني. الأيام تتشابه، والليالي تمتد بلا نهاية. كانت الروح تائهة، تبحث عن معنى، عن نور يضيء ظلامها لتأتي أنت وبحضورك، تغير كل شئ .