20- تجاره من نوع أخر

820 54 34
                                    

"الفصل العشرون"
"رواية مُعالِجي"
"تجاره من نوع أخر"

_______________________________________

"وجع المعرفة ليس مجرد ألمٍ عابر؛ إنه شعور ثقيل يسكن الأعماق. عندما تفتح العقول أبوابها أمام الحقائق، تجد أن بعضها لا يحمل السعادة ولا يجلب الطمأنينة. بل قد يكون معرفتك بشيءٍ ما كفيلًا بأن يهزَّ أعماقك، ويزرع في قلبك بذور الحيرة والأسى."

أنهى جملته التى احتوت على الذهول والصدمه والحسرة معاً و"مروان" مازال واقفاً أمامه لا يعلم ماذا يفعل أو ماذا يقول ليجد "باتير" يقترب منه ببطئ حتى وقف أمامه ليردف بنبرة محتقرة للآخر قائلاً:

_ أنا متوقعتش أنك تبقى بالقرف دا طلعت اوسخ بني آدم أنا شوفته في حياتي ناقصك أيه أنتَ علشان تبقى عبد للقرف دا ها ؟ ربنا كارمك بمال وشغلانه وعائلة غيرك مش لاقيهم أنا كنت شاكك من منظرك واجازاتك المتكرره بس قولت يمكن إرهاق طلع فعلاً إرهاق من الشم لـيـه بتعمل كدا قولي لــيــه ؟

أنهى حديثه الأخير بصراخ وهو يدفع "مروان" من منكبيه ليطالعه الآخر يحاول التحكم بأعصابه فتلك المواد تجعله لا يري أو يشعر بما يفعله ولكن "باتير" لم يصمت كاد يتحدث مره اخرى ولكن "مروان" قد دفعه بشده جعلته يترنح إلي الخلف ولكنه سيطر على توازنه ليردف "مروان" بهياج وصوت مرتفع:

_ أنتم محدش يعرف اللي فيا كل واحد مبسوط في حياته وكل اللي أنتَ قولته دا ميكفنيش هعمل ايه بالفلوس والشغلانه والعائلة وأمي نفسها اللي المفروض لما اتعب هي أول كتف اميل عليه مش شايفه غير نفسها وبس اه "مليكة" اتأذت منها وأنا كمان بس مكونتش ببين ما هو مش هيبقى أنا واختى حتى لو خالتي حنينه مفيش حاجه هتتساوى بحنان الأم حتى الصحاب مليش صحاب أنتَ ذات نفسك اه صاحبي بس مكونتش بحكيلك هحكيلك إزاي وأنا شايفك مرتاح ومبسوط بحياتك ومراتك وأنا اطلع ليك مشاكلي المكلكعه دي وابان قدامك عيل شكاي ملقتش غيرهم افتكرتهم صحاب بجد كانوا بيفهموني أو دا اللي أنا كنت فاكره عمري ما لاقيت اللي يسمعني لما لاقيتهم مقدرتش مقربش منهم ويارتني ما قربت بسببهم بقيت عبد زي ما أنتَ قولت بس خلاص مادام كدا كدا هبقى عبد يبقى هكمل لحد ما اموت وأنتَ ملكش دعوة بيا غور من حياتي يا اخي

أنهى حديثه المنفعل والغير واعي وكأنه دلو كان ممتلئ على آخره ولابد من نقصانه ليطالعه "باتير" لثواني ثم تقدم منه وقد مرت ثانيه وكانت لكمة قوية ترتطم بوجه "مروان" ليرتد إلي الخلف أما "باتير" فقد سحبه من ملابسه مره اخرى ليردف بنبرة حادة قائلاً:

_ كل اللي أنتَ قولته دا مش واكل معايا كل دي مبررات فاضية وأنا مش برياله قدامك كنت احمد ربنا على اللي أنتَ فيه غيرك أمه وابوه ميتين ووحيد ملهوش في الدنيا غير مراته اللي اتجوزها بعد معاناة مع ابوها اللي يحب العمى ولا يحبه وقاعده معاه وعارفه أنه مش هيخلف بسهولة ولو ابوها عرف حاجه زي دي أكيد هيبعدها عني بأي شكل من الأشكال وأنا مش علشان بحترم اللي قدامي على قد احترامه ابقى عبيط لا فوق دا أنا اسفف أي حد يقف قدامي الكره الارضيه بحالها

مُعالِجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن