"الفصل السادس والثلاثون"
"رواية مُعالِجي"
"مواجهة ما بعد التدمير"_______________________________________
"الفقد شعور لا يشبه أيّ شعور، كأنك تمشي على دربٍ مألوف، ثم فجأة تنقطع الطريق. هو ألم يختبئ في التفاصيل الصغيرة؛ في الأماكن، في الذكريات، وفي تلك الأشياء التي تبدو عادية لكنها تحمل صوت من فقدت. وكأن العالم كله يكمل دورته، إلا قلبك يقف عند اللحظة التي رحل فيها من تحب والرحيل ليس رحيل الموت فقط بل رحيل السفر أيضاً أو رحيل المرض. الفقد يعلمك أن الحياة أحيانًا تأخذ منا أكثر مما تمنح، وأنك قد تضطر للابتسام رغم الألم، تمضي بقلبٍ مثقل وأملٍ بأن الغياب ليس نهاية، بل بدايةٌ جديدة لذكرياتٍ لا تمحى."
في المستشفى كان الجميع يقف أمام غرفة العناية المركزة في حالة يرثى لها كل من "عائشة" و"مريم" تبكيان على أبيهم الذي وقع أمامهم دون حركه وقد أدمعت اعين "مليكة" على حالتهم تلك أما "زينب" فهي قوية كعادتها حاولت احتوائهم وبداخلها قلق على "ماجد" وقد أتت "عبلة" أيضاً بعدما أخبرتها "زينب" بما حدث ليتأخروا هكذا وقد كانت بمثابة أم لجميع الواقفين أما عن "أركان" فكان يقف في أحد الزوايا مطأطأ الرأس لا يتحدث لأحد و"مروان" يربت على كتفه بدعم ليخرج لهم الطبيب أخيراً ليهرول له الجميع سائلين عن حالة "ماجد" ليجاوبهم الطبيب بعمليه :
_ هو حصله أزمه قلبية شديدة أدت أنه يدخل في غيبوبة وأحنا عملنا اللي علينا الباقي بأيدين ربنا ادعوا له
أنهى الطبيب حديثه ثم غادر من أمامهم ليزداد بكاء الفتيات أما "أركان" فقد وضع كلتا يده على رأسه وكأنها ستنفجر أو بالأصح هو الذي سينفجر حزناً على أبيه قطع تلك اللحظات قدوم "عز" مهرولاً حتى وقف أمامهم يهتف بأنفاس متقطعه:
_ "ماجد" فين وأنتم بتعيطوا ليه ؟ "ماجد" كويس صح ؟
أنهى "عز" حديثه فلم يجد رداً من أحدهم فمنهم من يبكي ومنهم من هو في عالماً آخر ليصرخ بهم جميعاً:
_ أنتم سـاكتين لـيه "ماجد" فين ماتنطقـوا ؟
صرخ بهم وبداخله قلق الدنيا أجمع على "ماجد" ليأخذه "مروان" في أحد الزوايا ثم شرح له ما أردفه عليهم الطبيب ليصدم "عز" مما سمعه فهو لم يعلم ذات يوماً أن أوضاعهم ستنقلب رأساً على عقب هكذا ليجلس على أحد المقاعد الموجوده دون حديث يذكر فقط عينه متحجرة بها من الدموع ما يكفي ولكن هناك من يتحكم بها
ظل "أركان" مكانه بعيداً عن الجميع يتذكر كل شئ مر به مع والده من ذكريات الطفوله والشباب وغيرها قلبه يتقطع ارباً وهو يقف لا حول له ولا قوة ليس بوسعه فعل شئ ليجد يد أحدهم تمتد ليده لينظر إلي الفاعل ليجد زوجته "مليكة" التي امتلأت عينيها بالدموع لأجل حالته تلك لتضع يدها الممسكه بيده على قلبها وكأنها هكذا تعتذر له عما حدث أو تدعمه بصمت أيهما أقرب ليردف وهو يطالع الفراغ أمامه:
أنت تقرأ
مُعالِجي
General Fictionلم أكن أرغب في شيء، كانت حياتي تمضي بهدوء، بلا رغبات تشدني أو أحلام تسحرني. الأيام تتشابه، والليالي تمتد بلا نهاية. كانت الروح تائهة، تبحث عن معنى، عن نور يضيء ظلامها لتأتي أنت وبحضورك، تغير كل شئ .