"الفصل الثامن والعشرون"
"رواية مُعالِجي"
"انقلب السحر على الساحر"_______________________________________
"في زحمة الحياة، يأتي التفكير العميق كعالم خاص بنا، حيث نغوص في أعماق أفكارنا ومشاعرنا. تتلاشى الأصوات من حولنا، ويصبح كل شيء ضبابيًا إلا تلك الأفكار التي تأخذنا بعيدًا."
هل صباح يوم جديد بعدما سعِدت قلوبهم جميعاً ليلة أمس ففي شركة "الوافي" كان "أركان" يعمل كعادته أما "عز" فكان في ملكوت آخر لينادي "أركان" عليه عدة مرات ولكن لم يجيب لينهض "أركان" ثم وقف أمامه قائلاً بنبرة عاليه :
_ أنتَ يا عم "فريد الاطرش" بنادي عليك بقالي ربع ساعه وأنتَ ولا هنا
أنهى "أركان" حديثه ليطالعه "عز" بإنتباه ولكنه لم يتحدث ليكشر "أركان" بإستغراب لهدوئه الغريب بالنسبه له ليجلس أمامه ثم أردف قائلاً بتساؤل :
_ أنتَ تعبان يا "عز"؟ أصل أول مره أشوفك هادي كدا بعيداً عن اللي عملته امبارح وهسفلتك عليه
أنهى حديثه ليطالعه "عز" قليلاً ثم أخذ نفساً عميقاً وكأنه يحمل هماً فوق قلبه ليردف أخيراً بهدوء :
_ أنا اتكلمت مع زينب امبارح
أتاه السؤال من "أركان" بلهفه :
_ طب جدع وقالتلك أيه ؟
طالع "عز" الفراغ أمامه ثم بدأ بسرد ما حدث على "أركان" ثم اختتم حديثه قائلاً بتعب :
_ أنا مش عارف هي قصدها أيه طب هل هي بتحبني أو معجبه بيا بس في أسباب منعها ولا هي بتتحجج ؟
أنهى "عز" تساؤله ليجيبه "أركان" بحكمه وهدوء:
_ بص أنتَ كلمها وقول ليها أنك عايز تقابلها في مكان عام علشان تعرف أسبابها وشوف هتقول ليك ايه و سواء وافقت إن شاء الله أو موافقتش أنتَ كان عندك مجرد اعجاب مش حب
أنهى "أركان" حديثه ليومئ له "عز" برفض مُردفاً :
_ مش إعجاب هتصدقني لو قولتلك إني حبتها من الكام مره اللي شوفتها فيهم أو من اخبارها على السوشيال ميديا أنا كنت بكدب نفسي واقول مجرد إعجاب بس قلبي كان عارف الحقيقه معرفتش اكدب عليه
أنهى "عز" حديثه ليطالعه "أركان" بحزن لأجله ليردف بنفس الهدوء :
_ خلاص قول ليها أنك بتحبها تاني واسمع أسبابها وزي ما قالت ليك أسبابها يا "عز" متطلعش بره ولا حتى ليا أنا بص أنا كمان شويه هاخد "مليكة" مشوار وأنتَ حاول تكلمها دلوقتي وتتفق معاها
أنهى "أركان" حديثه ليومئ له "عز" بموافقة ثم أردف قائلاً بغمزة عابثة:
_أيوه يا عم ما أنتَ راجل متجوز بقى كل يوم خروجه
أنت تقرأ
مُعالِجي
General Fictionلم أكن أرغب في شيء، كانت حياتي تمضي بهدوء، بلا رغبات تشدني أو أحلام تسحرني. الأيام تتشابه، والليالي تمتد بلا نهاية. كانت الروح تائهة، تبحث عن معنى، عن نور يضيء ظلامها لتأتي أنت وبحضورك، تغير كل شئ .