عرش الظلام

54 3 2
                                    

في غياهب عصور مضت، حيث كان الليل يمتد كالعباءة السوداء على مملكة قديمة، كانت عروش الظلام تصطف على حدود العالم المعروف. هنا، حيث تتعانق الأساطير مع الواقع، يقف قصر **فاليريا** كقلعة عتيقة، تجسد عظمة الممالك وسراديبهم المظلمة.

كانت **فاليريا**، ابنة عرش الظلال، تحمل في قلبها بقايا الأمل المنكسر. في كل زاوية من القصر، حيث تلتقي الظلال بالضوء في مشهد ساحر، يتراءى الماضي ككابوس مستمر. والدها، **برنارد**، كان يحمل تاجاً خفيًا من قسوة، ينسج خيوط قدره حول كل من يجرؤ على الاقتراب.

كانت **فاليريا** كروح ضائعة في عالم من الأحلام المظلمة، حيث نوافير الذهب لا تصب سوى في أودية الخوف. لكن ذات ليلة، تحت ضوء قمر غامض ينير السماء بنور أزرق شاحب، تحولت القلعة إلى مسرح لمؤامرات أكبر من أي خيال.

في قاعة الملكية، حيث تتناثر التماثيل المنحوتة بأيدي خفية، اجتمعت الأنهار العتيقة من الأسرار. كانت **فاليريا** في قلب القاعة، محاطةً بسحر لا يمكن إلا للأقدار أن تفسره. كل نقرة على الأبواب القديمة، وكل همسة في زوايا القاعة، كانت تحمل وعدًا بمغامرة قادمة.

عندما حلت الأوقات العصيبة، وعندما اختلط الظلام بالنور في رقصة أبدية، كان مصير **فاليريا** يتكشف كحكاية أسطورية. في تلك اللحظات، حيث تنصهر الأسطورة بالواقع، كانت الحقيقة أكبر من أي خيال، وكان القدر ينقش اسمه على جدران القصر بدماء الأبطال.

وفي ختام تلك الليلة الغامضة، بينما تعالت أصداء الرياح في أروقة القصر، كانت **فاليريا** تدرك أن الظلام ليس سوى بداية لقصة ملحمية أعظم. وكان عالمها المظلم يتهيأ لاستقبال قوة غير متوقعة، قادمة من خلف أفق غير مرئي، لتعيد تشكيل مصيرها إلى الأبد.

___

"أمي... أمي!" جاءت نداءات فاليريا كصرخات من أعماق قلب مكسور، تردد صدى الألم في أرجاء القصر المظلم. "أمي، أين أنتِ؟ أنا بحاجة إليكِ، أنقذيني!"

لكن الرد كان صرخات برنارد، محملًا بقسوة تعكس ثمالته وبؤسه. "أنتِ السبب في موت زوجتي! أنتِ السبب في كل هذا العذاب! ليتك كنتُ مكانها، ليتك لم تُولدي أبداً!" ترددت كلماته كأنها زفرات مدمرة، تصب لعناتها على الروح البريئة.

"أمي، هل أنا حقًا السبب في موتكِ؟" تمتمت فاليريا، كلماتها تتلاشى في عمق الظلام، وكأنها تتحدث إلى كيان غير مرئي. "إذا كان الأمر كذلك، فلتكن موتي بديلاً لكِ، أنا آسفة، أمي. أريد أن أكون عندكِ لأعتذر وأطلب الغفران."

كل حرف من كلماتها كان كالصدى البعيد في جدران القصر، يتردد كأنغام حزينة تُحاكي مأساتها الأبدية،

فتحت الصغيرة عيونها العسلية، في لونهما سحرُ الفجر يَشْعُرُ، 

بريقٌ دافئٌ، كنسيمِ الصيف في الوادي، 
ألوانٌ ذهبية تتراقص، تتسلل بين الخُصُوص، 
كشمسٍ تُداعب الأفق، بحنانٍ لا يُشادى. 

صفقة الخلاصOù les histoires vivent. Découvrez maintenant