خيوط القدر: بداية التحدي

10 2 0
                                    

في خضم صمت المحيط، كان قلبي يطرق جدران صدري كأنما يريد الهروب من كل تلك الأسرار التي يحتفظ بها...

نظرت إلى عينيه الداكنتين، وكأنهما بئران عميقتان تنظران إلى أعماق روحي، شعرت برغبة عارمة في الإفصاح عن كل ما أخفيه، رغم أنني لم أكن أملك الشجاعة الكافية لذلك.

تلعثمت الكلمات على لساني، وشعرت بتجاعيد الخوف تتجسد في صوتي المتقطع...

"إنها... إنها مجرد خدوش من صغري، كما تعلم الأطفال، يلعبون ويركضون دائماً.. لذا، فهذه الخدوش... هي فقط نتيجة للوقوع، ليست شيئاً مهماً." ..

حاولت إخفاء الحقيقة وراء قناع من البراءة، لكن عينيه لم تكذبا...

بدا عليه عدم الاقتناع، نظراته كانت تتسلل إلى أعماق قلبي وتكشف كل ما أردت إخفاءه. سأل بصوت عميق، كأنما ينطق الحقيقة المطلقة:

"هل أنت متأكدة؟"..

ترددت، فقد كان صوته يثقل على كاهلي...

"ن..نعم، أنا متأكدة؟"..

سقطت كلماتي كأنها تتعثر على طريق صعب ، فأنا أيضا لم يقنعني تبريري للخدوش ، فهو كان يرى ما كان يحدث لي ، وأنني كنت أود للهرب، ظننت انه سيسألني مرة أخرى ،ويقول أنني لم أقنعه بعد ،لكن ردة فعله أثارت إستغرابي وكانه يعرف كل شيء..

استقام من على الكرسي، وارتفاعه وجسده القوي كانا كعاصفة تعصف بكل ما حوله...

"ستخرجين بعد يوم تقريباً من المشفى. لقد بحثت عن منزل بسيط يمكنك العيش فيه."

صعقت من مفاجأته، وقلت بذهول:

"ماذا؟ هل اشتريت منزلاً لي؟"..

"نعم، لما الصدمة؟"

سأل باستغراب، كما لو أن ما قام به كان أمراً عادياً...

"لا شكراً، لا أحتاج إلى أي شيء منك. يمكنك العيش فيه أو استعادة أموالك ..أو افعل ما تشاء، ليس لدي أي دخل!"..

تحدثت بسرعة وبنبرة حازمة، رغم أنني كنت أعلم أنني أرفض شيئاً لا يمكنني تجاهله، إلا انني لا اريد لأي شخص أن يشفق على حالتي  ...

كان كل شيء حولي يبدو وكأنه يتحرك ببطء، وتلك اللحظة من الرفض كانت تشتعل في داخلي كالنار، لكن صوته العميق ظل يهمس في أذني، يذكرني بأن هناك شيئاً أكثر من مجرد الفعل الذي يقدمه.

"ليس لديك مكان للعيش فيه، ولا تستطيعين العودة إلى المنزلك، لذا عليك العيش في ذلك المنزل."

صفقة الخلاصOù les histoires vivent. Découvrez maintenant